اليمن.. قتلى وجرحى في قصف حوثي على مأرب والمبعوث الأميركي يحذر من التصعيد المتواصل

قتل 5 مدنيين على الأقل وأصيب أكثر من 20 -في إحصائية أولية- جراء قصف بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على حي المطار وسط مأرب، في وقت اعتبر فيه المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ أن التصعيد الأخير للعنف بالمنطقة يشكل تهديدا على الجميع.

وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء الفرنسية إن الصاروخ سقط في حي سكني قريب من المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب.

من جانبه، تبنى المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع إطلاق صاروخ باليستي على مدينة مأرب، مشيراً إلى أنه استهدف المنطقة العسكرية الثالثة، وفق قوله.

وأضاف سريع أن الإصابة كانت دقيقة ونتج عنها مصرع وإصابة العشرات ممن أسماهم "مرتزقة العدوان"، دون الحديث عن مزيد من التفاصيل.

ويأتي هذا القصف بعد طرد قوات تابعة للحوثيين من مديرية حريب في محافظة مأرب.

وفي العاشر من يناير/كانون الثاني الجاري، استعادت "ألوية العمالقة" السيطرة على محافظة شبوة الغنية بالنفط، في ضربة عسكرية للحوثيين الساعين للسيطرة على مدينة مأرب.

وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام يمنية أن التحالف العسكري السعودي الإماراتي شن غارات ليلية على مواقع لجماعة الحوثي في صنعاء ومحيطها.

وقالت مصادر إعلامية تابعة لجماعة الحوثي إن طيران التحالف استهدف مواقع في منطقة "الصُباحة" بمديرية بني مطر، ومنطقتي "الضبعات" و"جربان" بمديرية سنحان بريف صنعاء الجنوبي.

من جهته أعلن التحالف، في بيان مقتضب، أن مقاتلاته نفذت ضربات لأهداف عسكرية لمواقع لللحوثيين في صنعاء ضمن أهداف شبه يومية وصفها التحالف بأنها "مشروعة"، تركزت في منطقتي "النهدين" و"الحَفا" بمديرية السبعين بالعاصمة صنعاء.

دعوات لتحقيق السلام

وفي إطار التحركات الدبلوماسية، قال المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ إن التصعيد الأخير للعنف في المنطقة يشكل تهديدا على الجميع.

وأضاف خلال لقائه وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، "علينا العمل معا للضغط على الأطراف للعودة إلى الحوار".

كما عقد ليندركينغ أمس الأربعاء لقاء بوزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني جيمس كليفرلي.

وقال كليفرلي عبر تويتر إنه ناقش مع ليندركينغ كيف يمكن للمجتمع الدولي دعم المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، وجميع الأطراف في العمل من أجل السلام في البلاد، من دون تفاصيل.

وفي تغريدة أخرى، أفاد كليفرلي بأنه أجرى أيضا نقاشا جيدا مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.

وأضاف كليفرلي أن اللقاء ركز على الهدف المشترك المتمثل في السلام والأمن في اليمن والمنطقة.

دعم عسكري

في غضون ذلك، قالت مندوبة الإمارات بالأمم المتحدة لانا نسيبة لشبكة "سي إن إن" (CNN) الأميركية إن بلادها ستواصل مسار خفض التصعيد، وتحتفظ بحق الدفاع عن نفسها، مؤكدة حاجة بلادها لمزيد من الدعم الأميركي لاعتراض صواريخ الحوثيين.

من جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن واشنطن ستتخذ خطوات مع الشركاء بالمنطقة لمحاسبة الحوثيين على الهجمات الأخيرة في الإمارات والسعودية.

على صعيد آخر، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن الهجوم الصاروخي الحوثي على قاعدة الظفرة بالإمارات الاثنين الماضي كان يمكن أن يُوقِع قتلى بين قواتها المتمركزة بهذه القاعدة.

وكانت قيادة القوات الجوية الأميركية بالظفرة قد ذكرت، في وقت سابق، أنها تعاملت مع الهجوم على أبو ظبي، وأن قواتها احتمت بالملاجئ في القاعدة.

ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وبين الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.

وحتى نهاية 2021، أسفرت الحرب عن مقتل 377 ألفا، وكبّدت اقتصاد اليمن خسائر بـ126 مليار دولار، وبات معظم سكانه، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات