سوريا.. تقدم بطيء للقوات الكردية في قتالها ضد تنظيم الدولة بالحسكة وقلق أممي على المدنيين

Syrian Democratic Forces clash with IS militants after prison break
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية خلال المعارك حول سجن الصناعة في الحسكة (رويترز)

تحاول القوات الكردية المدعومة من واشنطن استعادة السيطرة على سجن الصناعة (غويران) بالحسكة شمال شرق سوريا، وذلك بعد 5 أيام من شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما لتحرير الآلاف من عناصره المعتقلين، بينما أبدت الأمم المتحدة قلقها على سلامة المدنيين.

ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية -التي يعدّ الأكراد أبرز مكوناتها- وقوات الأمن الكردية (الأسايش) تحاولان استعادة السيطرة الكاملة على المنطقة، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وأفادت قوات سوريا الديمقراطية في بيان اليوم الثلاثاء بأن 250 عنصرا جديدا من التنظيم استسلموا بعد "عمليات مداهمة دقيقة" لبناء تحصنوا فيه داخل السجن، ما يرفع العدد الإجمالي للعناصر الذين سلموا أنفسهم إلى 550.

ورغم حديث قوات سوريا الديمقراطية عن اقتراب إحكام قبضتها على السجن، فإن تنظيم الدولة يقول إنه أسر وقتل العشرات من خصومه، ومستمر في القتال حتى النهاية.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أوقعت الاشتباكات المستمرة منذ الخميس الماضي 114 قتيلا من عناصر التنظيم و45 من قوات سوريا الديمقراطية، إضافة الى 70 مدنيا، بينما اضطر نحو 45 ألف شخص للفرار من منازلهم في الحسكة، وفق الأمم المتحدة.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي أمس الاثنين أن القوات الأميركية شاركت في القتال عبر "سلسلة غارات… لضمان دقة استهداف مقاتلي" التنظيم، كما قدمت دعما "محدودا" على الأرض للمساعدة في "إنشاء مناطق آمنة".

وتؤكد مصادر مطلعة للجزيرة نت من الحسكة أن أغلب السجناء من القادة البارزين للتنظيم الذين كانوا يمتلكون مناصب ذات طابع إداري أو عسكري إبان سيطرة التنظيم على مناطق بسوريا، ومن أصحاب الخبرات القتالية والعلمية، كما يقدر عدد المحتجزين في سجن غويران بـ5 آلاف سجين؛ معظمهم من جنسيات عربية وأجنبية.

وتجري مفاوضات بين الجانب الكردي والتنظيم من أجل التوصل الى اتفاق ينصّ على توفير الطبابة لجرحى التنظيم، مقابل إفراج الأخير عن رهائن يحتجزهم من حراس السجن.

قلق أممي

من جهة أخرى، قالت متحدثة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني -خلال مؤتمر صحفي في جنيف- إن "وضع المدنيين بمدينة الحسكة مقلق للغاية".

وانتقدت شامداساني قوات سوريا الديمقراطية بدون ذكر اسمها، معربة عن قلقها إزاء أمن وسلامة مئات الأطفال المحتجزين في السجن.

ولا يزال الغموض يلف طريقة تسلل عناصر التنظيم إلى الحسكة وتحضيرهم للهجوم على السجن، الذي بدأ الخميس الماضي بتفجير عربتين مفخختين في محيطه، وسط حديث عن هروب المئات من المعتقلين، وفق رواية وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة، ثم تواصلت بعد ذلك المعارك من داخل السجن ومحيطه.

المصدر : الجزيرة + وكالات