بعد قصف الحوثيين للإمارات.. التحالف يعلن بدء عملية عسكرية ضد أهداف بصنعاء وقوات أميركية بالظفرة في حالة تأهب قصوى

An F-15E Strike Eagle from the 336th Expeditionary Fighter Squadron takes off from Al Dhafra Air Base in Abu Dhabi
قاعدة الظفرة الجوية جنوبي أبو ظبي كانت من بين المواقع التي استهدفها الهجوم الحوثي -أرشيف (رويترز)

أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بدء تنفيذ عملية عسكرية ضد ما وصفها بأهداف مشروعة في العاصمة اليمنية صنعاء، في حين قالت وزارة الدفاع الأميركية إن قواتها بقاعدة الظفرة في الإمارات دخلت حالة تأهب قصوى واحتمت بالملاجئ.

وأضاف التحالف أن العملية تأتي استجابة للتهديد والضرورة العسكرية لحماية المدنيين من الهجمات العدائية، حسب وصفه.

وفي وقت سابق، أعلن التحالف أنه سيرد على هجوم آخر استهدف المنطقة الصناعية في منطقة "أحد المسارحة" بجازان (جنوبي السعودية) بصاروخ باليستي.

وقال بيان للتحالف إن مقيما يحمل الجنسية البنغالية وآخر يحمل الجنسية السودانية أصيبا في الهجوم -الذي وصفه بالوحشي- على منطقة "أحد المسارحة" بجازان.

وأضاف أن هذا هو ثالث هجوم بصاروخ باليستي تتعرض له المنطقة الصناعية، ويُستهدف فيه مدنيون من جنسيات مختلفة.

من ناحية أخرى، قالت مصادر يمنية محلية إن التحالف شن 4 غارات على مديريتي أرحب وسنحان شمال وجنوب العاصمة.

وأعلن الحوثيون للمرة الثانية على التوالي خلال أيام قلائل عن استهداف مواقع في العاصمة الإماراتية بصواريخ، من بينها قاعدة الظفرة الجوية، في حين ردت الإمارات بالإعلان عن تدمير منصة إطلاق الصواريخ في محافظة الجوف اليمنية، بينما أدانت السعودية الهجوم ودعت إلى تحرك دولي ضد جماعة الحوثيين.

إدانة إماراتية

وقد أدانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية بشدة استهداف ما وصفتها بمليشيا الحوثي الإرهابية مناطقَ ومنشآتٍ مدنيةً في دولة الإمارات، بصاروخين باليستيين وأكدت أن ما سمته الاستهداف الآثم لن يمر دون رد.

وذكرت وزارة الخارجية في بيان، أن الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على ما قالت إنها هجماتٌ إرهابية وتصعيدٌ إجرامي آثم.

ودعت المجتمعَ الدولي إلى إدانة هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية ورفضِها رفضا تاما.

وفي وقت سابق -أمس الاثنين- قالت وزارة الدفاع الإماراتية إن دفاعاتها الجوية اعترضت ودمرت صاروخين باليستيين أطلقتهما جماعة الحوثي تجاه الإمارات، في حين دمرت الدفاعات السعودية صاروخا باليستيا أطلق باتجاه ظهران الجنوب التابعة لمنطقة عسير (جنوبي المملكة).

كما أكدت الوزارة الإماراتية أن الهجوم لم يسفر عن أي خسائر بشرية وأنها على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أي تهديد، وأشارت إلى أنها تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من كافة الاعتداءات. كما أهابت بالجمهور استقاء جميع الأخبار من الجهات الرسمية في الدولة، وفق تعبيرها.

من جانبه، قال المستشار السابق بوزارة الخارجية السعودية سالم اليامي، إن الحوثيين يريدون من تصعيدهم تخويفَ الإمارات وهذا ما لن يحدث، وفق تعبيره. كما قال اليامي، في مقابلة مع الجزيرة، إن السعودية بدورها قادرةٌ على ردع ما سماه عدوان الحوثيين على حد وصفه.

وفي المقابل، قال عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثيين علي القحوم في مقابلة مع الجزيرة إن استهدافهم للإمارات سيتوقف في حال خروجِها من اليمن، ووقف ما وصفه بمشاريعها التقسيمية حسب تعبيره.

بيان حوثي

قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إنهم استهدفوا مواقع حساسة في الإمارات، بينها قاعدة الظفرة الجوية، ومواقع في السعودية أيضا.

وأوضح سريع -في بيان متلفز- أن جماعته استهدفت قاعدة الظفرة الجوية (جنوبي العاصمة أبو ظبي) ومواقع أخرى في منطقة دبي، وفق قوله.

وحذّر المتحدث العسكري للحوثيين الشركات الأجنبية في الإمارات، ونصحها بالمغادرة لأنها أصبحت دولة غير آمنة، حسب تعبيره.

كما كشف عن استهداف مواقع حيوية وحساسة في جازان وعسير (جنوبي السعودية) وأعلن استهداف قواعد عسكرية في العمق السعودي بمنطقة شرورة (جنوبي المملكة) وأكد جاهزية الحوثيين لتوسيع عملياتهم المرحلة المقبلة.

مواقف وتصريحات أميركية

وقد نقلت وكالة أسوشيتد برس عن قيادة القوات الجوية الأميركية بقاعدة الظفرة قولها إنها تعاملت مع تهديدات هجوم أبو ظبي، وإن قواتها دخلت حالة تأهب قصوى واحتمت بالملاجئ في القاعدة خلال الهجوم.

وأكدت القيادة الأميركية الوسطى، في بيان، أن منظومة صواريخ باتريوت بالقاعدة اعترضت صاروخين باليستيين فجر الاثنين، وأضافت أن اعتراض الصاروخين تم بالتزامن مع جهود قوات الإمارات وأن القاعدة لم تتأثر.

وشدد البيان على أن القوات الأميركية في "الظفرة" في حالة يقظة ومستعدة للرد في حال وقوع أي هجمات أخرى. كما كشف عن وجود حوالي ألفي جندي وموظف أميركي بالقاعدة.

وقال البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي الأميركي، التقى سفيري السعودية والإمارات لبحث هجمات الحوثيين.

وفي سياق متصل، ذكر الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" جون كيربي أن إدارة الرئيس جو بايدن ستبحث إمكانية أن يكون الهجوم على قاعدة الظفرة يستهدف القوات الأميركية، وأنها تأخذ ذلك على محمل الجد.

وأضاف كيربي، في مؤتمر صحفي، أن إدارة الرئيس لا تستطيع الحديث على وجه التحديد عن هدف هذا الهجوم، لكن عليها أن تفترض أن هناك تهديدا على قواتها وأن واشنطن ستنسق بشكل وثيق مع شركائها الإماراتيين، وستواصل تقييم ما حدث.

وبدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، في مؤتمر صحفي بواشنطن، إن بلاده ستواصل محاسبة الذين يقفون وراء هذا السلوك، وملاحقة الضالعين في الهجمات العسكرية التي تهدد أمن وسلامة المدنيين والاستقرار الإقليمي.

وأضاف "أصدرنا عقوبات على قادة الحوثي الرئيسيين خلال الأشهر الأخيرة وسنواصل استخدام جميع الوسائل التي بحوزتنا لمحاسبة الحوثيين الذين يقفون وراء هذه الهجمات، ولن نتوانى في تسمية قادة وكيانات الحوثيين الضالعين في الهجمات العسكرية التي تهدد سلامة المدنيين والاستقرار الإقليمي وتطيل أمد الصراع، والذين يرتكبون جرائم إنسانية وينتهكون حقوق الإنسان ويتسببون في تفاقم أخطر أزمة إنسانية على وجه الأرض".

وأظهرت بيانات لموقع "فلايت رادار" -المختص بالملاحة الجوية- تعطلا مؤقتا في هبوط وإقلاع الطائرات بمطار أبو ظبي من الساعة 3:20 وحتى 4:30 من صباح الاثنين بتوقيت مكة المكرمة.

وجاءت الاضطرابات في حركة الملاحة بمطار أبو ظبي الدولي تزامنا مع اعتراض الدفاعات الجوية الإماراتية صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون باتجاه العاصمة.

المصدر : الجزيرة