بعد قصف أبوظبي.. الحوثيون يلمحون لاستهداف "إكسبو دبي" والتحالف يشن عشرات الغارات في اليمن

جماعة الحوثي شنت الاثنين هجوما جديدا على الإمارات للمرة الثانية خلال أيام قليلة (الجزيرة)

ألمحت جماعة أنصار الله الحوثيين -اليوم الثلاثاء- إلى احتمال استهداف معرض "إكسبو 2020 دبي" (Expo 2020 Dubai) الذي تستضيفه إمارة دبي، وذلك بعد يوم على قصف الجماعة مواقع حساسة في الإمارات ومواقع أخرى بالسعودية.

ونشر المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع تغريدة مختصرة على تويتر قال فيها "إكسبو.. معنا قد تخسر. ننصح بتغيير الوجهة"، من دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.

وشنت جماعة الحوثي -أمس الاثنين- هجوما جديدا على الإمارات للمرة الثانية خلال أيام قليلة، واستهدفت الجماعة اليمنية العاصمة الإماراتية أبوظبي بصواريخ باليستية؛ حيث أعلنت استهداف قاعدة الظفرة الجوية في أبوظبي ومواقع أخرى.

رد التحالف

وأدان مجلس الوزراء السعودي اليوم ما وصفها بهجمات الحوثيين الإرهابية على السعودية والإمارات وممرات الملاحة. من جهته، قال التحالف السعودي الإماراتي إنه نفذ 53 عملية استهداف ضد الحوثيين في محافظتي مأرب والبيضاء اليمنيتين.

وأوضح التحالف في بيان له أن الاستهدافات أسفرت عن مقتل أكثر من 240 مسلحا حوثيا وتدمير 34 آلية عسكرية.

وكان التحالف قد أعلن في وقت سابق بدء عملية ضد ما وصفها بأهداف مشروعة في صنعاء، على وقع هجمات الحوثيين الأخيرة على كل من الإمارات والسعودية. وقال التحالف إن العملية تأتي استجابة للتهديد والضرورة العسكرية لحماية المدنيين من الهجمات العدائية.

في غضون ذلك قالت مصادر يمنية محلية إن التحالف شن 4 غارات على مديريتي أرحب وسنحان شمال وجنوب صنعاء.

من ناحيتها قالت وسائل إعلام حوثية إن التحالف شن نحو 40 غارة جوية على محافظات شبوة ومأرب وتعز والجوف خلال الساعات الماضية، من دون أن تورد تفاصيل عن الخسائر والأضرار التي أسفرت عنها تلك الغارات.

تقدم في مأرب

في سياق متصل، أعلنت قوات موالية للحكومة اليمنية اليوم الثلاثاء استعادة السيطرة على مديرية حريب في محافظة مأرب الغنية بالنفط من الحوثيين الذين يشنون حملة شرسة للسيطرة على مركز المنطقة الإستراتيجية، آخر معاقل السلطة في الشمال.

Pro-government tribal fighters take position in a desert area southeast of Marib, Yemen
مقاتلون قبليون موالون للحكومة يواجهون الحوثيين في مأرب (رويترز)

وقالت قوات "ألوية العمالقة" المدعومة من الإمارات العضو في التحالف العسكري بقيادة السعودية -في بيان- "تم بحمد الله يوم الاثنين 24 (يناير/كانون الثاني) تحرير مركز مديرية حريب المتداخلة مع مديرية عين" في محافظة شبوة المجاورة.

وأضافت أن استعادة السيطرة على المديرية يسمح بـ"تأمين مديرية عين بشكل خاص ومحافظة شبوة بشكل عام"، موجهة الشكر للتحالف "على إسنادهم لعملياتنا في شبوة والتي تكللت بالنجاح الكامل".

اتصالات أميركية

وعقب استهداف مواقع في العاصمة الإماراتية بصواريخ أمس، أجرى رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي اتصالا هاتفيا مع رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية الفريق الركن حمد الرميثي.

وذكر بيان لوزارة الدفاع الأميركية أن ميلي والرميثي ناقشا هجمات الحوثيين على الإمارات والظروف الأمنية في الشرق الأوسط.

ويأتي ذلك بعدما قال بيان للقيادة الأميركية الوسطى أمس الاثنين إن القوات الأميركية في قاعدة الظفرة الجوية بالقرب من أبوظبي اعترضت صاروخين باستخدام صواريخ باتريوت.

وأضاف البيان أن عملية الاعتراض التي جرت بالتزامن مع جهود القوات الإماراتية تمت في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين.

كما أشارت القيادة الأميركية إلى أنها رفعت حالة التأهب في القاعدة أثناء الهجوم، وأن قواتها احتمت في الملاجئ.

وشدد البيان على أن القوات الأميركية في الظفرة يقظة ومستعدة للرد في حال وقوع أي هجمات أخرى. كما كشفت عن وجود نحو ألفي جندي وموظف أميركي في قاعدة الظفرة.

إدانة أممية

في سياق آخر، أدان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ديفيد غريسلي الغارات الجوية التي شنها التحالف على أحد سجون صعدة شمالي اليمن قبل أيام وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 91 محتجزا وسقوط 226 جريحا.

وقال المسؤولان الأمميان في بيان مشترك إن هذا الهجوم "أسوأ حادثة من حيث عدد الضحايا المدنيين في اليمن منذ 3 سنوات".

وأضافا أن التصعيد الأخير يؤدي إلى تفاقم أزمة إنسانية حادة بالفعل، ويعقد جهود توفير الإغاثة، ويهدد الأمن الإقليمي، ويقوض جهود إنهاء النزاع.

ودعا البيان الأطراف بالالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وقال إن الأمم المتحدة على تواصل مع جميع الجهات لتحقيق خفض التصعيد والبدء في حوار جامع للوصول إلى حل سياسي.

وحث جميع الأطراف على التفاعل مع هذه الجهود فورا وبدون شروط مسبقة. كما دعا الأطراف إلى إعطاء الأولوية لاحتياجات ومصالح الشعب اليمني.

وعبر المسؤولان عن قلقهما إزاء تصاعد دوامة العنف في اليمن، التي استمرت في الإضرار بالمدنيين وامتدت لتتخطى حدود البلاد.

وأشار البيان المشترك إلى أنه "من المؤكد أن شهر يناير/كانون الثاني الجاري سيحطم الأرقام القياسية فيما يتعلق بعدد الضحايا المدنيين في اليمن"، وفق تعبيره.

المصدر : الجزيرة + وكالات