يحاول طرح موضوع الاعتراف الدولي.. وفد طالبان في أول زيارة علنية إلى عاصمة أوروبية

This handout photograph released by the Afghan Taliban and taken on January 22, 2022 shows Afghanistan’s Foreign Minister Amir Khan Muttaqi (C), Taliban senior official member Anas Haqqani (R) and delegates posing for pictures before departing to Oslo, at the Kabul airport in Kabul. (Photo by Afghan Taliban / AFP) / -----EDITORS NOTE --- RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO / Afghan Taliban " - NO MARKETING - NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS
زيارة الوفد الأفغاني إلى أوسلو 3 أيام يلتقي خلالها بمسؤولين غربيين وعرب ويبحث ملفات اقتصادية وسياسية (الفرنسية)

كابل- وصل وفد من الحكومة الأفغانية الجديدة إلى العاصمة النرويجية أوسلو لإجراء محادثات علنية تستمر 3 أيام مع دبلوماسيين وممثلين للمجتمع المدني في أفغانستان، في محاولة لشرح موقف الحكومة للغرب والولايات المتحدة، وفتح صفحة جديدة مع المجتمع الدولي.

وهذه أول زيارة لوزير الخارجية الأفغاني بالوكالة أمير خان متقي إلى أوسلو، بعد وصول حركة طالبان إلى السلطة منتصف أغسطس/آب من العام الماضي.

وقبيل مغادرته كابل، قال الوزير إن الزيارة ستستمر 3 أيام وسيناقش الوضع السياسي والاقتصادي والإنساني في البلاد، مع زعماء العالم. وسيلتقي الوفد الأفغاني بمسؤولين نرويجيين ومسؤولين من الاتحاد الأوروبي ومسؤولين أميركيين وعرب بالإضافة إلى عدد من الأفغان.

وأعرب الوزير متقي عن أمله بفتح صفحة جديدة مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه التقى عدة مرات بمسؤولين نرويجيين في الدوحة وكابل، لكنه قال إن هذه المرة تختلف حيث "نجلس إلى الطاولة برؤية وأجندة واضحة".

مقر إقامة وفد حركة طالبان في العاصمة النرويجية أوسلو (رويترز)

موضوع الاعتراف

على الرغم من أن الاجتماعات تعقد لأسباب إنسانية في أفغانستان، ولكن حركة طالبان تحاول طرح موضوع الاعتراف الدولي بحكومتها الجديدة في البلاد.

ويقول شفيع أعظم عضو الوفد الحكومي في مفاوضات أوسلو للجزيرة نت "النرويج تحاول أن تهيئ الأرضية المناسبة لفتح صفحة جديدة بين الولايات المتحدة وطالبان، وأن القوات الأجنبية انسحبت من أفغانستان وانتهت الحرب، وهناك ضرورة لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهذا ما نتوقعه من المجتمع الدولي".

يقول خبراء بالشأن الأفغاني إن على الحكومة الجديدة أن تستغل هذه الفرصة وتتفق مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لأهداف كبيرة تؤثر على مستقبل الشعب الأفغاني، وإن الهدف المعلن لقاء أوسلو هو إيجاد مخرج للأزمة الإنسانية الحالية في البلاد.

الكاتب والباحث السیاسي حكمت جليل یقول للجزيرة نت "الولايات المتحدة تحاول جس نبض طالبان: هل هي مستعدة للتنازل عن بعض مواقفها تجاه تعليم المرأة وحقوق الإنسان، وهل تمثل الحكومة كافة أطياف الشعب الأفغاني".

شخصيات أفغانية

فی الیوم الثالث والأخير من مفاوضات أوسلو، سيلتقي ممثلو طالبان بالوفد الذي يتكون من 16 شخصا بينهم شخصيات من الحكومة السابقة وشخصيات قريبة من الرئيس الأسبق حامد كرزاي وممثلون عن المجتمع المدني والمرأة، وتحاول الحركة أن تستمع إليهم وتقف على موقفهم بشأن تشكيل حكومة موسعة ودور المرأة في مستقبل البلاد.

مصدر بالخارجية الأفغانية يقول للجزيرة نت إن جلوس وفد الحكومة مع شخصيات أفغانية في أوسلو لا يعني بدء المفاوضات الأفغانية من جديد، والحكومة لا ترى ضرورة لذلك "وإنما نجلس معهم للسماع منهم كيف نعدل التشكيلة الحكومية وحتى يكون لهم دور كمواطنين".

ويفسر عضو المخابرات الأفغانية السابق عدم دعوة الجبهة المعارضة لطالبان بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قبلتا الحكومة التي تتزعمها الحركة بالأمر الواقع وتريدان التعامل معها تدريجيا، وأن إرسال المساعدات الإنسانية بداية المشوار، وأن الجبهة التي تعارض الحكم لن تجد من يقف خلفها، بل الأمر يرجع إلى: كيف تتفق طالبان مع المجتمع الدولي؟.

مراحل اجتماعات أوسلو

وسیکون اجتماع أوسلو على 3 مراحل حيث يجلس اليوم الأول وفد الحكومة مع ممثلي واشنطن ولندن وبرلين والاتحاد الأوروبي، واليوم التالي يناقش وضع آلية لتوزيع مساعدات دولية وأوروبية على الشعب الأفغاني، واليوم الأخير خصص للوفد الذي يتكون من ممثلين عن المجتمع المدني والمرأة حتى يقدم مقترحاتهم لتحسين أوضاع أفغانستان إلى وفد الحكومة.

وترى الحكومة الأفغانية أنها قطعت شوطا كبيرا، وأن مشاركتها في مثل هذه الاجتماعات تعني أن الغرب والولايات المتحدة ستعترف بحكومتها.

تقول للجزيرة نت شكرية باركزي السفيرة الأفغانية السابقة بالنرويج والناشطة بمجال حقوق المرأة: إن النرويج لعبت دائمًا دورًا رئيسيًا في حل النزاع، ولا تزال تحاول إقناع طالبان بتشكيل حكومة قابلة للحياة لأن لديها علاقات جيدة مع طالبان ولا أعتقد أن هذا الاجتماع سیکون مقدمة للاعتراف بالحكومة التي شكلتها طالبان، ولذا عليها الكثير لكي تحصل على الشرعية الوطنية والدولية، وهذا لا يمكن أن تكون في اجتماع واحد.

وكانت طالبان قد زارت، قبل النرويج، إيران وتركيا وباكستان والدوحة فأجرت محادثات مع ممثلين أميركيين، ولكن لقاء النرويج يختلف حيث إن هناك طرفا ثالثا دخل على الخط الآن.

يقول الأستاذ بجامعة كابل عبد الله أواب للجزيرة نت إن وفد المجتمع المدني الأفغاني جاء في معظمه من العاصمة، وكان بإمكانهم الجلوس مع الحكومة هناك، لكن عقد الاجتماع بينهم وبين الوزير متقي في أوسلو محاولة للضغط على طالبان للتنازل عن بعض مواقفها على الأقل في مجال تعليم المرأة وعملها.

وقد استضافت النرويج عام 2015 اجتماعًا بين ممثلي الحكومة السابقة وطالبان، وحضر الاجتماع وفد من 6 أعضاء يمثلون الحكومة ووفد من 3 أعضاء يمثلون طالبان، ولکن الاجتماعات لم تثمر عن نتائج تذكر.

وقد حاولت النرويج استضافة مفاوضات السلام الأفغانية بین الحكومة السابقة وطالبان التي بدأت بالعاصمة القطرية، لكن الأطراف الأفغانية لم تتفق على ذلك.

المصدر : الجزيرة