بعد 900 يوم بالسجون المصرية.. رامي شعث يدعو للإفراج عن آلاف المعتقلين الأقل شهرة

رامي شعث - مواقع التواصل
الناشط السياسي رامي شعث قضى نحو عامين ونصف العام في سجون مصر (أسوشيتد برس)

القاهرة – وصف الناشط السياسي المصري الفلسطيني رامي شعث مصر بأنها "جمهورية موز قائمة على الخوف" في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك في حوار نشرته أمس الأربعاء صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية إثر وصوله إلى باريس في الثامن من يناير/كانون الثاني الجاري بعد أكثر من 900 يوم في السجن.

واعتقل رامي نجل الوزير السابق والمفاوض الفلسطيني الشهير نبيل شعث بين يوليو/تموز 2019 ويناير/كانون الثاني 2022، وأُجبر بحسب أسرته على التنازل عن جنسيته المصرية للإفراج عنه.

وقال شعث للصحيفة الفرنسية إنه كان محتجزا مع 1800 سجين "لم يتم القبض على أي منهم لارتكاب جرائم عنيفة"، بل "كلهم هناك على خلفية قضايا رأي".

وبينما كان السجناء في الأيام الأولى منقسمين بين "نشطاء ثوريين" و"نشطاء في المنظمات غير الحكومية" و"أناس عاديين ليس لديهم أي انتماء سياسي معين" و"متعاطفين مع الإسلاميين"، فإن "طبيعة السجناء بدأت تتغير منذ عام 2020.. الأشخاص الذين ليس لديهم ماض سياسي، والمعتقلون بشكل تعسفي تماما، أصبحوا الأغلبية"، حسب الناشط الفلسطيني.

وأشار إلى طبيب جراح تم اعتقاله لأن أحد أبنائه كان يدندن بأغنية في المدرسة تشمل لقبا أطلقته المعارضة على الرئيس السيسي، وسائق تاكسي مسجون لمدة عام ونصف العام بتهمة "التذمر من ارتفاع أسعار المحروقات". واعتبر شعث أن "رسالة السلطة بسيطة: إذا فتحت فمك انتهى أمرك. مصر جمهورية موز قائمة على الخوف".

حركة المقاطعة

ورامي شعث هو أحد وجوه ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس الراحل حسني مبارك بعد 3 عقود في السلطة، كما أنه المنسق في مصر لحركة المقاطعة "بي دي إس" (BDS) التي تدعو إلى سحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.

وأوضح أنه اتهم بالانخراط في منظمة إرهابية من دون أن يتم تحديد المنظمة، مؤكدا أنه سُجن بسبب نضاله السياسي، وأنه عاش لمدة عامين ونصف العام في غرفة مزدحمة تبلغ مساحتها 23 مترا مربعا بجدران متداعية وبطانية بسيطة للنوم وثقب في الأرض كمرحاض ومكان استحمام بالماء البارد، لكنه لم يتعرض للتعذيب البدني.

وأضاف أن فرنسا لعبت دورا رئيسيا في إطلاق سراحه، لكن يمكنها ويجب عليها أن تفعل أكثر من تسليم قوائم شخصيات مسجونة إلى السلطات المصرية.

وتابع "هناك آلاف المعتقلين الآخرين الأقل شهرة.. لكنهم يستحقون بالقدر نفسه الخروج من السجن، بغض النظر عن ميولهم السياسية".

المصدر : الفرنسية