حزن وغضب بمصر في وداع الطفلة شروق ضحية المعدية

الراحلة شروق، طفلة مصرية اضطرت للعمل لمساعدة أسرتها الفقيرة (مواقع التواصل)

القاهرة- بينما كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستعد لمحاورة شباب العالم في مؤتمر بشرم الشيخ الأسبوع الماضي، خرجت شروق مع ندى ودعاء وزينب وزكريا ومحمد وهاجر وسعيد وأطفال آخرين لا يتجاوز عمر أكبرهم 15 عاما، من منازلهم بإحدى قرى محافظة المنوفية بدلتا مصر، للعمل بإحدى المزارع مقابل 50 جنيها في اليوم (أقل من 4 دولارات) لمساعدة أسرهم على مواجهة مصاعب الحياة.

وبعد يوم طويل من العمل الشاق، وأثناء عودتهن بالتزامن تقريبا مع فقرة "الساحر" الترفيهية التي تم تقديمها في منتدى شرم الشيخ الذي حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين في مصر، انزلقت السيارة التي كانت تحمل الأطفال من على معدية (قارب) تعبر بهم نهر النيل، مما أسفر عن سقوطهم بالنهر، ووفاة 9 أشخاص، بينما خرج 14 شخصا أحياء.

وطوال أسبوع كامل بقيت والدة الطفلة شروق -13 عاما- جالسة على ضفة النهر تنتظر منه أن يجود عليها بجسد طفلتها التي لم يبق لديه غيرها بعد انتشال جثث بقية الضحايا، حتى نجحت جهود الإنقاذ أمس الاثنين في العثور على شروق على بعد 5 كيلومترات من مكان الحادث، وودعها الآلاف من أهالي قريتها والقرى المجاورة في مشهد مهيب.

 

شهيدة اللقمة الحلال

وداع شروق لم يقف عند أهالي قريتها، بل استمر في مواقع التواصل الاجتماعي بمصر وسط موجة واسعة من الحزن والغضب على وسم "شهيدة اللقمة الحلال".

وتفاعل رواد مواقع التواصل مع رحيل شروق، معبرين عن حزنهم الشديد لرحيلها، وأكد عدد منهم أن ملامحها البريئة تأبى أن تفارق خيالهم، وأن يفارق ألمها قلبهم.

وتداول المغردون وصف أم شروق لها "عاشت شقيانه وماتت غرقانه" مقرونا بتصريحات سابقة للرئيس المصري منها "الجيوب اتملت والمليارات بقت زي الكوتشينة"، معبرين عن غضبهم من الأزمات التي يعاني منها الفقراء في مصر، والتي أدت إلى خروج أطفال في هذا العمر للعمل بحثا عن جنيهات قليلة.

 

 

 

 

ضحية التنمر

وفي تصريحاتها لموقع "صدى البلد" قالت والدة شروق إنها طالبة في الصف الثاني الإعدادي وخرجت من أجل أن توفر مصاريف الدروس الخصوصية، مضيفة أن شروق كانت تتمنى استكمال تعليمها وأن تكون ضابطة في الجيش كما كانت تشاهدهم في التلفزيون، ولكنها ارتاحت من الدنيا وهمها.

وأكدت أنها خرجت منذ شهرين من أجل العمل وتوفير مصاريفها، حيث إن شروق طلبت منها أن تذهب إلى صاحب العمل الذي يقوم بتوصيلهم يوميا، ولكنه أكد لها أن طفلتها ما زالت صغيرة، ولكن مع علمه أنها تريد أن تكمل تعليمها وافق على أن تعمل معه منذ شهرين.

ووفق جريدة الأهرام المصرية (حكومية) يعود سبب الحادث إلى عدم تحكم قائد السيارة في الفرامل لحظة صعودها أعلى المعدية التي تعبر النيل، مما أدى إلى سقوط السيارة من الجهة الأخرى غارقة بمياه نهر النيل.

وتبين أن السيارة كانت تقل 23 طفلا ما بين صبيان وفتيات، لا تتجاوز أعمارهم الـ15 عاما، يعملون بمزرعة دواجن، وأنه حال عودتهم من العمل، انزلقت السيارة من أعلى معدية خاصة بمنشأة القناطر بنهر النيل، مما أسفر عن سقوطها بمستقليها في النهر.

وقالت النيابة العامة -في بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك السبت الماضي- إنه جرى القبض على السائق المتسبب بحادث منشأة القناطر، والذي خلّف قتيلين على الفور مع فقد 8 آخرين جراء صعوده بالسيارة إلى "معدّية غير مرخصة" في النيل، كما قبضت الشرطة على 3 عاملين بالمرفق المخالف.

 

 

المصدر : الإعلام المصري + مواقع التواصل الاجتماعي