مقتل ضابط على حدود سوريا.. الأردن أحبط 361 عملية تهريب في 2021

تشييع الضابط الأردني محمد الخضيرات الذي قتل في اشتباكات مع مهربين على حدود سوريا (مواقع التواصل)

عمّان- بجنازة عسكرية مهيبة محمولا على أكتاف رفاق السلاح وملفوفا بالعلم الأردني، شيّعت القوات المسلحة الأردنية -أمس الأحد- الضابط محمد ياسين الخضيرات، بعد اشتباكه مع مهربين قادمين من الجانب السوري.

وقال ياسين الخضيرات والد الضابط الذي ترك والديه وزوجته وطفلته نغم ذات الأربعة أعوام -خلال تشييع نجله- "كان محمد في إجازة من عمله لمدة أسبوع، لكنه قطع إجازته يوم الخميس وعاد مسرعا إلى ثكنته العسكرية، ليعود لنا شهيدا مكفنا بعلم الوطن".

وكان مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، صرّح أمس الأحد أنه تم "إطلاق نار من قبل مجموعة من المهربين على قوات حرس الحدود عند إحدى الواجهات الحدودية الشمالية الشرقية، فتم الرد بالمثل وتطبيق قواعد الاشتباك، مما دفع المهربين إلى الفرار داخل العمق السوري. وأسفر الاشتباك عن استشهاد النقيب محمد ياسين موسى الخضيرات، وإصابة 3 أفراد تم إجلاؤهم إلى مستشفى الملك طلال العسكري، وتجري متابعة حالتهم الصحية".

مواجهات يومية تخوضها قوات حرس الحدود الأردنية مع مهربين على طول الحدود مع سوريا (مواقع التواصل)

مناطق تهريب وتسلل

وتشهد المناطق الحدودية بين الأردن وسوريا نشاطا متزايدا في عمليات التهريب ومحاولات التسلل، والتي زادت في السنوات العشر الأخيرة على وقع الأزمة التي تشهدها الجارة الشمالية للأردن.

ويبلغ طول الحدود المشتركة بين البلدين نحو 375 كيلومترا. وبحسب محللين عسكريين، فإن المهربين يطورون من أساليب عملهم ويبتكرون طرقا جديدة في التهريب، حيث يخوضون ما يصفونه بحرب يومية مع قوات حرس الحدود الأردنية التي تعلن بشكل دوري عن ضبط مهربين أو القضاء عليهم.

وبحسب اللواء المتقاعد محمود إرديسات، فإن المهربين موجودون بشكل دائم على الحدود الأردنية السورية، وقال للجزيرة نت "لكن للأسف زاد من تواجدهم وكثافة عملهم فقدان النظام السوري السيطرة على مناطق من الحدود المشتركة بين البلدين".

وتابع ارديسات "إضافة لنشاط جماعات إرهابية خاصة بقايا داعش، هناك مجموعات عسكرية تستغل المهربين في تهريب السلاح والمخدرات وغيرها، مما يفرض على الجانبين مزيدا من التنسيق العسكري المشترك لتأمين حماية واستقرار للمناطق الحدودية".

وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية اللواء يوسف الحنيطي، استقبل في سبتمبر/أيلول الماضي بالعاصمة عمّان نظيره في النظام السوري علي أيوب، وتم خلال اللقاء بحث العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تنسيق الجهود لضمان أمن الحدود المشتركة بين البلدين، والأوضاع في الجنوب السوري، والجهود المشتركة لمواجهة عمليات التهريب عبر الحدود، وخاصة تهريب المخدرات و"مكافحة الإرهاب، كما يجري التنسيق مع الجانب الروسي في هذا الإطار"، وفق بيان سابق للسلطات الأردنية.

الجيش الأردني أعلن إحباط 361 عملية تهريب تضمنت 15 مليون حبة مخدر في 2021 (مواقع التواصل)

من المهربون؟

وبين الفينة والأخرى تثور تساؤلات في الأردن عن الجهات التي تقوم بعمليات التهريب المستمرة، ولصالح من؟

المحلل العسكري والإستراتيجي راكز الزعارير أجاب عن هذا السؤال، وقال للجزيرة نت: من يقوم بالتهريب "جماعات إرهابية تستهدف أمن الأردن، ومهربو مخدرات يتخذون من الأردن دولة ممر للسعودية ودول الخليج".

ويضيف الزعارير للجزيرة نت أن المناطق الحدودية مع الجانب السوري طويلة وممتدة، وفيها صحاري شاسعة يستطيع المهربون التحرك فيها، خاصة مع عدم وجود سيطرة لقوات النظام السوري على تلك المناطق.

ويستعين المهربون بسكان المناطق المحاذية للحدود الأردنية، والذين يعرفون كيف يتحركون فيها. وتشمل عمليات التهريب السلاح والمخدرات والمتفجرات وغيرها، مما يرتب على قوات حرس الحدود مزيدا من التشديد على تلك المناطق من خلال الدوريات، كما يقول الزعارير.

15 مليون حبة مخدر

وكانت مديرية التوجيه المعنوي التابعة للقوات المسلحة الأردنية قد كشفت عن إحباط 361 عملية تهريب وتسلل عبر الحدود البرية الأردنية خلال العام الماضي 2021، أحبط فيها الجيش تهريب كميات كبيرة من المواد مخدرة والممنوعة.

وفي تقرير وصل للجزيرة نت، فقد تم إحباط تهريب ما يعادل 760 كلغ من مادة الحشيش، و15 مليون حبة من الحبوب المخدرة المختلفة، ونحو ألفي غرام من "بودرة المخدرات الكريستال"، وأكثر من 10 آلاف كيلوغرام من المواد المخدرة المتنوعة.

وتم ضبط كميات من الأسلحة والذخائر والأجهزة والمعدات الممنوعة، كما قام سلاح الهندسة الملكي بالتخلص من كميات كبيرة من الذخائر المختلفة المنتهية الصلاحية والذخائر العمياء والمواد المتفجرة المختلفة من مخلفات الحروب والرمايات والتمارين العسكرية في مناطق التدريب المخصصة.

غضب شعبي

 

 

وعبّر نشطاء أردنيون عن غضبهم إثر مقتل الضابط الخضيرات واستمرار المواجهات بين المهربين وقوات الجيش الأردني.

وكتب عبد المجيد حموز على حسابه في فيسبوك "بينما كنا نشتكي البرد والمطر خارج منازلنا، وبينما كنا ننعم بدفء بيوتنا، كان #كبار_البلد على عهدهم ماضون".

كما نقل الناشط على فيسبوك أحمد التميمي على حسابه جانبا من جنازة تشييع الخضيرات.

وغرّد رمضان الرواشدة على وسم #الشهيد_محمد_الخضيرات في تويتر، وقال "للجيش الأردني حكاية في كل بيت وعائلة وعشيرة أردنية، وقصص يتناقلها الأجداد والآباء للأحفاد، وجيشنا عنوان للتضحية والبطولة والشرف، لا توجد عائلة أو عشيرة أردنية لم تقدم خيرة أبنائها جنودا وشهداء وجرحى في معارك البطولة والشرف التي خضاها الجيش".

المصدر : الجزيرة