واشنطن بوست: الطائرات المسيرة التركية.. هل تغير موازين الصراع بين روسيا وأوكرانيا؟

Tensions Mount On Ukraine's Frontline With Russian-Backed Separatists
جنود أوكرانيون أمام أحد المباني المدمرة في منطقة دونباس الحدودية مع روسيا (غيتي)

قالت صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) -في تقرير لها من العاصمة الأوكرانية كييف- إن استخدام الجيش الأوكراني لطائرات بيرقدار المسيرة التركية الصنع لاستهداف الانفصاليين المدعومين من موسكو بمنطقة دونباس الحدودية رسالة أخرى إلى روسيا مفادها أن كييف تعزز ترسانتها، لإحداث تغيير محتمل في التوازن العسكري بالمنطقة.

ويرى روب لي -الخبير العسكري الروسي والأكاديمي بمعهد أبحاث السياسة الخارجية الأميركي- أن "روسيا تلحظ توجها تعمل بموجبه جميع دول حلف شمال الأطلسي ’ناتو‘ (NATO) على تسليم المزيد والمزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا" وهو أمر "ليس بتلك الأهمية حتى الآن، لكن الروس يتابعون مسار هذا المنحنى ولا يروقهم اتجاهه".

وقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا وتكرارا أن الناتو قد يتمكن من وضع نظام صاروخي بعيد المدى في أوكرانيا في وقت قريب، على الرغم من عدم وجود أي مؤشر على أن التحالف العسكري -الذي يقوده الحلف والولايات المتحدة- قد وضع خطوة مثل هذه نصب عينيه.

وتؤكد الصحيفة أنه في حين تصدرت الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لكييف -مثل صواريخ جافلين المضادة للدبابات- معظم عناوين الأخبار، فإن الدعم التركي الأقل تناولا على وسائل الإعلام قد أثار فعليا مخاوف لدى موسكو، ليس فقط لأن صفقة شراء طائرات "بيرقدار تي بي 2" المسيرة التركية تمت بلا شروط استخدام واضحة، ولكن أيضا لأن كلا من كييف وأنقرة اتفقتا على إنشاء موقع لإنتاج الطائرات من دون طيار فوق التراب الأوكراني.

ويعتقد الخبير العسكري الأوكراني سيرهي زغوريتس أن هذا الأمر يخلق بالطبع ظروفا مختلفة تماما لأي أعمال عدائية، وهو عنصر له تأثير عاطفي وحقيقي على العدو.

ورغم أن أوكرانيا اشترت أولى طائراتها التركية بدون طيار عام 2019، فإنها أوقفت استخدامها في أي ضربات تستهدف منطقة دونباس إلى أن تعرضت قرية أوكرانية هناك لقصف عنيف من قبل الانفصاليين الموالين لروسيا يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما أنها تستخدمها أيضا لإنجاز مهام عسكرية استطلاعية.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية آنذاك -في بيان لها- إنها طالبت أولا بوقف إطلاق النار من خلال بعثة المراقبة الخاصة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى أوكرانيا، لكن "رد فعل قوات الاحتلال الروسية كان سلبيا"، مشيرة إلى أن "القوات المسلحة الأوكرانية ستواصل زيادة تكتيكاتها وأساليبها القتالية باستخدام طائرات بيرقدار المسيرة، لردع العدوان الروسي وحماية مصالح أوكرانيا".

وخلال محادثة هاتفية ديسمبر/كانون الأول الماضي بين بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثار الرئيس الروسي مسألة استخدام الأوكرانيين لطائرات بدون طيار تركية الصنع، واصفا ذلك بـ"السلوك المدمر" و"النشاط الاستفزازي"، في حين أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لاحقا أنه لا يمكن تحميل أنقرة مسؤولية استخدام أوكرانيا لهذه الأسلحة.

ويرى أوليكسي أريستوفيتش، وهو مدون عسكري مقيم في كييف، أن "هذه الأخبار مزعجة تماما للروس لأنها تشكل زيادة دراماتيكية في القدرات القتالية لأوكرانيا التي وضعت فعليا يدها على سلاح يغير قواعد اللعبة".

المصدر : واشنطن بوست