النووي الإيراني.. مندوب روسيا يبحث مع الأوروبيين تسريع مفاوضات فيينا وحديث عن أسبوع حاسم

Iran Nuclear Talks Resume In Vienna
مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية بفيينا أجرى سلسلة اجتماعات لتسريع مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني (غيتي)

اجتمع المندوب الروسي الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف مع منسق الاتحاد الأوروبي في مفاوضات فيينا النووية إنريكي مورا بهدف بحث سبل تسريع المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني، فيما قالت مصادر مقربة من المفاوضات إن الأسبوع الحالي سيكون حاسما في تقرير مصيرها.

وقال المندوب الروسي أوليانوف إنه تم إحراز تقدم في مفاوضات فيينا، لكن الحل المنشود سيتطلب وقتا وجهدا إضافيين، وأضاف أنه اجتمع مع منسق الاتحاد الأوروبي في المفاوضات "بهدف إجراء مناقشة متعمقة حول السبل الممكنة لتسريع المفاوضات بشأن العودة للاتفاق النووي، ورفع العقوبات".

وذكر المسؤول الروسي في تغريدة على حسابه في تويتر أنه التقى رئيس الوفد الإيراني المفاوض علي باقري وأنهما تبادلا الآراء والتقييمات بشأن عدد مما سماها القضايا الخلافية التي تجب تسويتها لضمان العودة للاتفاق النووي ورفع العقوبات.

كما أجرى أوليانوف اجتماعا آخر مع المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي، مضيفا أن الحوار الثنائي الروسي الأميركي تقوده وحدة الهدف المتمثلة في إعادة إحياء الاتفاق وهو يتسم ببراغماتية كبيرة، وشدد على أن هذه الممارسة تستحق أن تمتد لمجالات أخرى مشتركة.

وبدوره، أجرى كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري لقاءات مع ممثلي الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، وذلك بحسب مصادر قريبة من وفد إيران في مفاوضات فيينا.

اجتماع جديد

وفي سياق متصل، قالت مصادر مقربة من مفاوضات فيينا إن أطراف الاتفاق النووي عقدت اجتماعا جديدا مع الولايات المتحدة دون حضور إيران، والتي ترفض الجلوس في طاولة واحدة مع واشنطن.

وأضافت المصادر أن جدول أعمال الاجتماع ركز على النقاط الخلافية، والتي ما زالت تحول دون تحقيق اختراق يسمح بالحديث عن نجاح المفاوضات.

وقالت المصادر ذاتها إن المفاوضات دخلت منعطفا حاسما، وإن هذا الأسبوع سيحدد مسار هذه المفاوضات ومستقبلها.

واستؤنفت قبل أكثر من أسبوع مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في جولتها الثامنة، وخيم عليها تشديد إيران على أن وجودها على الطاولة يقتصر فقط على التباحث بشأن الملف النووي دون سواه، وأنها ترفض أي سقف زمني يحدد عملية التفاوض في إطاره.

وكانت إيران صرحت أمس الاثنين بأنها تتفاوض بواقعية في فيينا وليس متفائلة أو متشائمة بشأن سير العملية التفاوضية، وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده -في مؤتمر صحفي- أن ما يجري في فيينا هو "نتيجة جهود من كل الأطراف الحاضرين للتوصل إلى اتفاق موثوق ومستقر".

الملفات الأربعة

وأوضح المتحدث نفسه أن تقدما جيدا تم إحرازه في الملفات الأربعة التي تناقش، وهي "رفع العقوبات، والمسألة النووية، والتحقق من رفع العقوبات، والحصول على ضمانات عدم الانسحاب من الاتفاق النووي".

وأضاف المتحدث أنه "تبقى مسائل أخرى مهمة للمناقشة حول النووي، لكننا حققنا نتائج بشأن عدة نقاط، وسنتقدم أكثر في حال توفرت الإرادة عند الأطراف الأخرى"، مشددا على أن طهران تتفاوض "بواقعية وليست متفائلة أو متشائمة من عملية التفاوض".

وتخوض إيران مباحثات في فيينا تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بشأن برنامجها النووي، وذلك مع الأطراف التي لا تزال منضوية فيه (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا). وتشارك الولايات المتحدة -التي انسحبت أحاديا من الاتفاق عام 2018- بشكل غير مباشر في المباحثات.

وبدأت مفاوضات فيينا أبريل/نيسان الماضي، وبعد تعليقها زهاء 5 أشهر بسبب الانتخابات الرئاسية الإيرانية اعتبارا من يونيو/حزيران 2021، تم استئناف المفاوضات أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

قالت الخارجية الإيرانية أمس الاثنين إن تقدما جيدا تم إحرازه في الملفات الأربعة التي تناقش في فيينا، وهي "رفع العقوبات، والمسألة النووية، والتحقق من رفع العقوبات، والحصول على ضمانات عدم الانسحاب من الاتفاق النووي".

وتشدد طهران -خلال المباحثات- على أولوية رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها عليها بعد انسحابها من الاتفاق، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي.

في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية على أهمية عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق، التي بدأت بالتراجع عنها عام 2019، ردا على انسحاب واشنطن.

موقف إسرائيل

من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أمام لجنة في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) -أمس الاثنين- إن تل أبيب ليست طرفا في الاتفاق النووي الإيراني وليست ملزمة به، و"لن تتقيد بما ستتمخض عنه المحادثات النووية مع إيران، وستواصل الاحتفاظ بحرية التصرف الكاملة ضد إيران في أي مكان، وفي أي وقت من دون قيود".

وأضاف بينيت "إيران ترسل إلينا خصومها وأسلحتها، نحن نواجهها ليل نهار"، ونقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية الرسمية قوله "نحن نقوم بما هو أبعد من الهجوم المستمر، وليس فقط الدفاعي"، من دون إيراد مزيد من التفاصيل.

المصدر : الجزيرة + وكالات