مساعدة وزير الخارجية القطري: طالبان أظهرت براغماتية والاعتراف بها لن يأتي على الفور

لولوة الخاطر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية
لولوة الخاطر: يجب أن تكون لشعب أفغانستان كلمته (الجزيرة)

قالت مساعدة وزير الخارجية القطري لولوة الخاطر إن حركة طالبان أظهرت قدرا كبيرا من البراغماتية، وإنه يجب الحكم على الحركة بناء على تصرفاتها.

وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أكدت الخاطر أن الاعتراف القطري بحركة طالبان لن يأتي على الفور، مشيرة إلى أن قطر تسلك الطريق الوسط.

وقالت "لقد أظهروا قدرا كبيرا من البراغماتية. دعونا نغتنم الفرص المتاحة (…) ونحكم على تصرفاتهم"، مضيفة "إنهم الحكام الفعليون. لا شك في ذلك أبدا".

ورأت في مقابلة حصرية أن تقرير المصير يعود للشعب الأفغاني، وليس إلى المجتمع الدولي.

واضطلعت الدوحة بدور الوسيط الرئيسي بين حركة طالبان التي افتتحت مكتبا سياسيا في قطر عام 2013، والمجتمع الدولي بما في ذلك واشنطن، إلى أن استكملت الحركة سيطرتها على البلاد الشهر الماضي.

وتحدثت الخاطر -الناطقة باسم قطر على الساحة الدولية- عن "بعض الإشارات الطيبة" من حكام أفغانستان الجدد.

وأكدت لوكالة الصحافة الفرنسية أن "حقيقة تمكن كثير من الذين تم إجلاؤهم من مغادرة كابل، بما في ذلك العديد من الطالبات، أمر مهم لأنه لولا تعاونهم لما كان ذلك ممكنا".

اعتراف وثقة

وتابعت الخاطر أن الاعتراف القطري بحركة طالبان لن يأتي على الفور، موضحة "نحن لا نتسرع في الاعتراف، لكننا في الوقت ذاته لا نوقف انخراطنا مع طالبان (…) نحن نسلك الطريق الوسط".

وأشارت الخاطر كذلك إلى أن حركة طالبان، منذ عودتها إلى السلطة، تركت إلى حد كبير السلطات الصحية الأفغانية، بمن في ذلك المسعفات، تتمتع بالحرية في ما يتعلق بمواصلة تعاملها مع جائحة كورونا.

وقالت "هل الصورة وردية؟ لا، ليست كذلك"، مشددة على أن المخرج من الأزمة "سيكون عبر عملية بناء الثقة، وسيكون تدريجيا. لكن يجب أن نستجيب بشكل أساسي لجميع الخطوات الإيجابية من جانبهم (طالبان) عبر اتخاذ خطوات إيجابية من جانبنا".

وتكثفت الدعوات من الدول الغربية والمنظمات غير الحكومية للحركة من أجل احترام حقوق المرأة والأقليات بعد استيلائها المفاجئ على الحكم.

انتقادات وردود

وقالت الخاطر إن "أفغانستان دولة ذات سيادة (…) يجب أن تكون لشعب أفغانستان كلمته"، مضيفة "عندما نتحدث عن تجاوب أفغانستان مع المجتمع الدولي فهذا لا يعني أن المجتمع الدولي يمكنه أو ينبغي له أن يتحكم في مصير الشعب الأفغاني".

وبرزت قطر باعتبارها فاعلا رئيسا في عمليات الإجلاء والجهود الدبلوماسية بشأن أفغانستان.

وردا على سؤال عن الانتقادات التي واجهت قطر بسبب إعطائها شرعية لحركة طالبان، قالت الخاطر "لا تقتلوا الوسيط"، مضيفة أن "قطر كانت الوسيط، كنا نسهل إيصال وتبادل الرسائل".

وسُلّطت الأضواء الدولية على قطر بعدما أسهمت في تسهيل إحدى أكبر عمليات النقل الجوي في التاريخ في أعقاب سيطرة طالبان على البلاد. وأشرفت الخاطر إلى حد كبير على عمليات الإجلاء في الدوحة والتقت بعض الذين تم إجلاؤهم.

وفي زيارة استمرت يومين إلى الدوحة، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن تقدير الولايات المتحدة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للدور الذي أدّته بلاده.

وتوّجت زيارات قام بها وزراء ومبعوثون بينهم بلينكن إلى الدوحة أسبوعا من الدبلوماسية الدولية على أرض العاصمة القطرية.

المصدر : الفرنسية