ميدل إيست آي: لهذا تخطط فرنسا لتعزيز نفوذها في العراق

ماكرون اثناء حضوره القمة الإقليمية التي عقدت في بغداد مؤخرا (رويترز)

قال موقع بريطاني إن إعلان الولايات المتحدة عزمها سحب قواتها القتالية من العراق بحلول نهاية العام الجاري أثار تساؤلات عمن سيملأ الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأميركي.

وأشار "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) في تقرير نشر أمس الاثنين إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان يأمل أن تكون القمة الإقليمية التي عقدت في بغداد نهاية الأسبوع الماضي فرصة لإطلاق طموحات بلاده كوسيط إقليمي في المنطقة، ولكن المسؤولين العراقيين والأميركيين يرون أن فرنسا لا تملك النفوذ اللازم لتحقيق ذلك.

ونقل تقرير الموقع الذي أعدته مراسلته سؤدد الصالحي، عن مسؤولين عراقيين وأميركيين القول إن الرئيس الفرنسي يسعى لتقديم بلاده على أنها داعم وحليف إستراتيجي للحكومة العراقية.

وأبرز التقرير أن فرنسا، التي تأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث عدد القوات المنتشرة في العراق ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ترى في الانسحاب الأميركي المزمع فرصة للاستقرار في العراق وجعله منصة انطلاق لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، بحيث يحقق وجودها توازنا بالمنطقة مقابل النفوذ الإيراني، وللتنافس مع تركيا، حليفتها في حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) التي غالبًا ما تكون على خلاف معها.

كما نقل عن مسؤولين عراقيين القول إن الفرنسيين يعتقدون أنه بعد عقود من الحرب والضعف والاضطراب، فإن العراق قد أصبح مستعدا لاستقبالهم وسيوفر لهم قاعدة لبناء جسور سياسية واقتصادية مع دول المنطقة.

وقد صرح ماكرون في مؤتمر صحفي عقد على هامش مؤتمر بغداد بأن فرنسا ستحافظ على وجودها في العراق لمحاربة الإرهاب "مهما كانت الخيارات التي يتخذها الأميركيون".

ويرى إيلي أبو عون، مدير برامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد الولايات المتحدة للسلام (the United States Institution of Peace)، أنه "من الواضح أن فرنسا ترى في الانسحاب الأميركي فرصة لكسب نفوذ سياسي واقتصادي في العراق، بعد فشلها في لبنان".

وأشار التقرير إلى أن فرنسا على خلاف مع تركيا بشأن عدة قضايا من ضمنها منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وليبيا، البلد الإستراتيجي الغني بالغاز، حيث تدعم أنقرة وباريس أطرافًا متحاربة في الصراع الليبي.

وفي هذا الإطار، يرى أبو عون أن "العراق قريب من تركيا، وفرنسا تبحث عن أوراق للضغط عليها وتعزيز موقعها في صراعها المستمر في شرق البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا".

المشروع الفرنسي

ونقل التقرير عن مسؤولين عراقيين القول إن مؤتمر بغداد هو في الأصل مشروع فرنسي، وقد استند إلى فكرة تبناها رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي وطرحها الرئيس العراقي برهم صالح للنقاش فيما بعد خلال زيارة إلى فرنسا في فبراير/شباط 2019.

وعلى الرغم من أن عبد المهدي زار فرنسا بعد 3 أشهر لإنضاج الفكرة، فإنه تخلى عنها فيما بعد وحوّل وجهته إلى الصين "خوفًا من اتهامه بالارتماء في أحضان فرنسا التي يحمل جنسيتها"، بحسب مسؤول عراقي مطلع قابله الموقع.

كما عزا التقرير لمسؤول عراقي كبير آخر القول إن "الفكرة الأصلية كانت إيجاد حليف إستراتيجي بديل للعراق ليحل محل الولايات المتحدة بعد انسحابها".

وأضاف المسؤول العراقي الذي لم يذكر الموقع اسمه، أن القادة العراقيين "كانوا ولا يزالون يبحثون عن قوة يمكنها تأمين توازن موضوعي في وجه النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة".

وأشار الموقع إلى أن العديد من القوى السياسية العراقية، بما في ذلك تلك المدعومة من إيران، قلقة من فكرة الانسحاب الأميركي الكامل من العراق.

ويقول الموقع إن الفرنسيين تمسكوا بفكرة عبد المهدي وطوروها، ثم قدموها في مبادرة تحت عنوان "دعم سيادة العراق" التي أعلن عنها ماكرون خلال زيارته السابقة للعراق في سبتمبر/أيلول 2020.

المصدر : ميدل إيست آي