سوريا.. العودة لاتفاق وقف القتال وانسحاب قوات النظام وفك الحصار عن درعا

أكدت مصادر توصل أهالي درعا إلى اتفاق مع النظام السوري، حيث وعدت روسيا بسحب قوات النظام وفك الحصار عن المدينة، وتسليم مزيد من الأسلحة للنظام، فيما جدد النظام وروسيا القصف على شمال سوريا.

وأفادت مصادر محلية للجزيرة بأن لجنة المفاوضات عن أهالي درعا والنظام السوري عادا إلى الاتفاق السابق المبرم بينهما بعد تدخل الجانب الروسي، حيث ذكر المتحدث باسم لجنة المفاوضات عدنان المسالمة للجزيرة أن نائب وزير الدفاع الروسي حضر خصيصا من موسكو لإتمام الاتفاق.

وأضافت المصادر أن الجانب الروسي وعد بسحب قوات النظام وفك الحصار عن درعا، بالتزامن مع نشر 9 نقاط أمنية تضم كل منها نحو 15 عنصرا من قوات النظام.

وأوضحت المصادر أن الاتفاق يتضمن أيضا تسليم مزيد من الأسلحة للنظام بضمانة من نائب وزير الدفاع الروسي الذي وعد بتطبيق كامل بنود الاتفاق المبرم قبل أيام.

وسبق أن نقل مراسل الجزيرة عن مصادر محلية أن 3 مدنيين قتلوا جراء قصف قوات النظام السوري الأحياء المحاصرة في درعا، وذلك بعد أن جددت صباح الأحد قصف المدينة إثر انهيار المفاوضات التي ترعاها روسيا بين النظام والأهالي.

وطلبت عشائر المدينة من الجانب الروسي تأمين عملية تهجير جماعي لأهالي درعا البلد إلى تركيا أو الأردن بعد انقلاب النظام على بنود الاتفاق المبرم معها.

وقد حذر الائتلاف الوطني السوري المعارض مما سماه إتمام إيران مشروعها في درعا والجنوب السوري، قائلا إنه يتم بتنفيذ من النظام السوري مع الشراكة الروسية.

وأضاف الائتلاف في بيان أن المشروع سيغير البنية السكانية للمنطقة مع استمرار الحصار والقصف وصولا إلى التهجير القسري، كما حذر من أن أضرار هذا المشروع لن تقتصر على حوران أو سوريا، بل ستمتد إلى كل دول المنطقة، ولا سيما الأردن ودول الخليج العربي.

ودعا الائتلاف الدول العربية وتركيا إلى التدخل بشكل عاجل لإنقاذ أهالي درعا ورفع الحصار عنهم وحمايتهم مما وصفها بوحشية المليشيات.

يأتي ذلك بعدما قالت مصادر محلية إن قوات النظام استهدفت بصاروخ أرض- أرض الجامع العمري بمدينة درعا الذي انطلقت منه الثورة السورية عام 2011، مما أدى إلى تدمير أجزاء جديدة منه.

ولا تعد حادثة استهداف المسجد العمري الأولى من نوعها، حيث استهدفه النظام عدة مرات، وأدت إحداها لانهيار مئذنته عام 2013، إلا أن سكان المدينة أصروا بعد كل مرة على استمرار إقامة الصلاة فيه.

ويستمد المسجد العمري اسمه من الخليفة عمر بن الخطاب الذي أمر ببنائه خلال زيارته للمدينة، كما أنه يحظى بأهمية رمزية كبيرة، إذ انطلقت منه أولى المظاهرات ضد النظام السوري أوائل مارس/آذار 2011، قبل أن تعم معظم المحافظات.

موقف قطر

وأدانت دولة قطر بأشد العبارات هجوم قوات النظام السوري على درعا، وعدته امتدادا لسلسلة الجرائم النكراء التي ظل يرتكبها النظام في حق الشعب السوري خلال السنوات الماضية.

وشددت وزارة الخارجية القطرية في بيان على أن الجرائم المروعة التي مارسها النظام السوري في درعا أدت إلى نزوح عشرات الأسر، الأمر الذي يخالف القانون الإنساني الدولي ويستوجب تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

وجددت الوزارة التأكيد على موقف دولة قطر الثابت بدعم الجهود الدولية التي تهدف للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية وفقا لبيان جنيف (1) لعام 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مما يحقق تطلعات الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا واستقلالها.

شمال سوريا

وفي شمال البلاد، صعدت قوات النظام وروسيا القصف على ريف إدلب الجنوبي، واستهدفت عدة قرى وبلدات مأهولة بالسكان والنازحين، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

في الأثناء، قالت منظمة الدفاع المدني إن رجلا وامرأة مجهولي الهوية قتلا وأصيب 3 مدنيين جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة عفرين (شمالي حلب).

وتتعرض عفرين لهجمات متكررة من مليشيات وحدات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكردستاني، ولا سيما بعد طردها من المدينة على يد القوات التركية بالتعاون مع المعارضة السورية المسلحة.

المصدر : الجزيرة + وكالات