وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان يزوران الدوحة ودول غربية تنقل سفاراتها بأفغانستان إلى قطر

عمل كومبو لوزيرا الدفاع والخارجية الأميركيين
وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن (الفرنسية)

غادر وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان واشنطن في طريقهما إلى الدوحة لتنسيق المواقف حول أفغانستان ودعم جهود الإجلاء، بينما قررت دول عدة غربية نقل سفاراتها بأفغانستان إلى الدوحة.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن سيزور قطر اليوم الاثنين قبل أن يتوجه إلى ألمانيا، وذلك لإعادة التأكيد على التزام واشنطن بعلاقاتها القوية، والتعبيرِ عن امتنانها للتعاون المستمر بشأن الأولويات المشتركة.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن "بلينكن سيلتقي في الدوحة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وكبار المسؤولين، لتقديم الشكر على دعم الدوحة للعبور الآمن للمواطنين الأميركيين والأفغان".

وأضافت الخارجية الأميركية أن بلينكن سيناقش مع المسؤولين القطريين تنسيق جهود الإجلاء، والأولويات الإقليمية الأخرى.

وفي تغريدة نشرها على حسابه في تويتر قبل مغادرته واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي إن الفرصة ستتاح له في الدوحة ورامشتاين لتوجيه الشكر للقطريين والألمان وجها لوجه على الدعم المتميز الذي قدموه في عملية الإجلاء من أفغانستان بأمان.

من جهة أخرى، غادر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن واشنطن في إطار جولة بمنطقة الخليج لبحث تطورات الأوضاع في أفغانستان، ومن المقرر أن يجري مباحثات في الدوحة بشأن تنسيق المواقف ودعم جهود الإجلاء من أفغانستان.

اتصالات باكستانية

في سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء القطرية بأن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها.

وأضافت الوكالة أن الجانبين استعرضا آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية لا سيما تطورات الأوضاع في أفغانستان.

واستضافت باكستان اجتماعا عبر تقنية الفيديو لدول جوار أفغانستان لبحث الأوضاع في المنطقة، وأعلنت في بيان أن ممثلي الصين وإيران وطاجيكستان وأوزباكستان وتركمانستان اتفقوا على التواصل لمتابعة التطورات في أفغانستان.

وأشار البيان إلى أن استقرار الأوضاع في أفغانستان يوفر فرصا للدول المجاورة لها على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، ويعد مجالا لاتصال إقليمي متكامل.

نقل السفارات

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو اليوم الأحد إن إيطاليا تعتزم نقل سفارتها لدى أفغانستان إلى العاصمة القطرية الدوحة، وذلك في إشارة إلى توجه عدة دول غربية للاستقرار بصفة دائمة خارج أفغانستان في أعقاب سيطرة حركة طالبان على البلاد.

واستعرض أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مع وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو في الدوحة، أبرز المستجدات الإقليمية والدولية، ولا سيما الوضع في أفغانستان.

وشكر دي مايو أمير دولة قطر على الدور الذي تلعبه بلاده وجهودِها في تسهيل عمليات إجلاء المواطنين الإيطاليين من أفغانستان.

ويتوافد وزراء خارجية الدول الغربية واحدا تلو الآخر إلى قطر، كما قررت دول عدة -من بينها الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا- نقل سفاراتها في أفغانستان إلى الدوحة، التي تبذل جهودا لإعادة فتح مطار كابل في ظل دورها كوسيط محايد ومؤثر في الأزمة الأفغانية.

وتتوسط قطر بين طالبان والدول الغربية في أعقاب انسحاب القوات الأجنبية من هذا البلد بعد حرب استمرت عقدين. كما أنها تستضيف مكتبا للحركة وقد سهلت المحادثات بين الجماعة الأفغانية والولايات المتحدة.

وبدأ القطريون بالتحدث مع طالبان عام 2013 بطلب من الرئيس الأميركي في حينه باراك أوباما. واستضافت قطر بعدها محادثات بين إدارة دونالد ترامب وطالبان التي توصلت عام 2020 إلى اتفاق على انسحاب القوات الأميركية، ثم مفاوضات مباشرة بين المتمردين السابقين والحكومة الأفغانية السابقة.

يقول الباحث كولين كلارك من معهد صوفان في نيويورك إن "القطريين اكتسبوا سمعة وسطاء نزيهين على استعداد لمساعدة الأطراف المتحاربة في إيجاد طريقة لإنهاء النزاع".

وبحسب كلارك فإن القطريين حصلوا على اعتراف متنام بأن الدوحة هي المكان المناسب للتوصل إلى اتفاق، كما أصبحت الدوحة بمثابة جنيف الشرق الأوسط حيث يمكن للأطراف المتحاربة الاجتماع على أرض محايدة للتوصل إلى اتفاق.

واستقبلت قطر خلال 8 أيام وزراء خارجية إيطاليا ألمانيا وهولندا وبريطانيا وسيزورها أيضا وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان اليوم الأحد.

المصدر : الجزيرة + وكالات