أميركا تعلن انتهاء عملياتها بأفغانستان.. طالبان تنتظر المال الصيني وتبدأ معركة السيطرة على بنجشير

أكدت الولايات المتحدة الأميركية -أمس الخميس- انتهاء كل عملياتها العسكرية في أفغانستان، فيما أعلنت حركة طالبان أنها ستعتمد ماليا على الصين، في وقت أطلقت معركة جديدة للسيطرة على ولاية بنجشير حيث تتحصن قوات موالية للزعيم المحلي أحمد مسعود.

وشددت الولايات المتحدة على أنها لن تدعم أي قوات محلية هناك تقاوم حركة طالبان.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي ردا على سؤال عما إذا كان الجيش الأميركي سيدعم القوات المحلية في ولاية بنجشير التي تقاوم طالبان.

وقال كيربي "انتهت العملية العسكرية الأميركية في أفغانستان، ولن نتدخل بأي صراعات هناك".

وأضاف "لقد بذلنا الدماء والأموال حتى لا تصبح أفغانستان ملاذا آمنا (للجماعات الإرهابية) مرة أخرى، وفي هذه العملية ساعدنا في بناء قدرات القوات الأفغانية وكفاءتها على الأرض، لكن بصراحة لم يكن أحد يتوقع أنها لن تقاتل".

من جانبه، قال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد إن الحركة ستعتمد بصورة أساسية على الأموال القادمة من الصين بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

وفي السياق ذاته، قال سهيل شاهين -وهو متحدث آخر باسم حركة طالبان- إن عضو المكتب السياسي للحركة في الدوحة عبد السلام حنفي "أجرى محادثة هاتفية مع وو جيانغهاو نائب وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية".

وأضاف شاهين أن "نائب وزير الخارجية الصيني قال إنهم سيبقون على سفارتهم في كابل، وأن علاقاتنا سوف تتعزز مقارنة بالماضي (…)، والصين ستواصل أيضا مساعداتها الإنسانية وتعمل على تعزيزها، خاصة لعلاج مرضى كوفيد-19".

عملية عسكرية واسعة

إلى ذلك، قال مصدر في حركة طالبان للجزيرة إن الحركة قررت شن عملية عسكرية واسعة في ولاية بنجشير بعد فشل المفاوضات مع زعيم ما تسمى "الانتفاضة الشعبية" أحمد مسعود.

وحسب المصدر، فإن مسعود قدم شروطا تعتبرها حركة طالبان غير منطقية، مثل ألا تسحب الحركة الأسلحة والمعدات العسكرية من قواته.

وفي وقت سابق، اشتبكت قوات طالبان ومقاتلون موالون للزعيم المحلي أحمد مسعود في ولاية بنجشير.

وقال كل من الجانبين إنه كبد الجانب الآخر خسائر فادحة في الأرواح. ولم يتسن التأكد من تصريحاتهما نظرا لأنه تم تعليق اتصالات الإنترنت والهاتف في وادي بنجشير.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن مقاتلي الحركة دخلوا بنجشير بعد فشل المفاوضات مع الجماعة المسلحة المحلية، و"كبدوا العدو خسائر فادحة".

وأضاف ذبيح الله مجاهد -في تصريحات لإذاعة "راديو آزادي" الدولية- أن مقاتلي الحركة أحرزوا تقدما وسيطروا على نقاط تفتيش رئيسية في منطقة "جبل سراج" بولاية بروان (شمال كابل)، وكذلك سيطروا على منطقة "خواك" بالقرب من وادي بنجشير.

في المقابل، قال المتحدث باسم جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية فهيم دشتي إن الجبهة تسيطر بالكامل على جميع الممرات والمداخل، وإنها صدت محاولات للسيطرة على منطقة "شتل" في مدخل الوادي.

وأضاف أن قوات الجبهة قتلت أعدادا كبيرة من مقاتلي طالبان على جبهتين منذ اندلاع الاشتباكات أول مرة في وقت سابق من الأسبوع الجاري.

وتابع دشتي "طالبان لم تدخل كيلومترا واحدا داخل وادي بنجشير".

وسيط محايد

وفي السياق ذاته، أعلن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري استمرار بلاده في لعب دور الوسيط المحايد بين الأطراف الأفغانية.

وأكد وزير الخارجية القطري في مؤتمر صحفي بالدوحة مع نظيره البريطاني دومينيك راب استمرار الجهود لتعزيز التوافق الدولي بشأن أفغانستان.

بدوره، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -أمس الخميس- عن أمل بلاده في أن يتم إنهاء المواجهات بين حركة طالبان وقوات ولاية بنجشير (شمالي أفغانستان) عبر المفاوضات السلمية.

وردا على سؤال عما إذا كان بإمكان روسيا لعب دور الوسيط بين الأطراف الأفغانية المتصارعة، قال لافروف -في مؤتمر صحفي- إنه "ليس لدينا مثل هذه النية".

وأضاف أن روسيا طالما دعت طالبان والمجموعات السياسية والعرقية الأخرى في أفغانستان للتوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة انتقالية شاملة.

المصدر : الجزيرة + وكالات