فرنسا تعتبر "أزمة الغواصات" مسألة أوروبية وماكرون يتعهد بالعمل مع الهند لأمن المنطقة

قال الوزير الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمون بون إن أزمة إلغاء صفقة الغواصات مع أستراليا أصبحت مسألة أوروبية وليست فرنسية فقط، في حين تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالعمل معا في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

ورحب بون بدعم الاتحاد الأوروبي، مشددا على أن هذه مسألة أوروبية وليست مشكلة فرنسية وحسب، وأن على التكتل أن يكون أكثر حزما في الدفاع عن مصالحه.

وأضاف بون أن بلاده تقيم كل الخيارات للرد على تخلي أستراليا عن عقد غواصات قيمته 40 مليار دولار، كما حث بريطانيا على احترام التزاماتها في مرحلة ما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

ووصف بون العلاقات مع أستراليا حاليا بأنها "صعبة للغاية".

وقالت أستراليا الأسبوع الماضي إنها ستلغي طلبية للحصول على غواصات تقليدية من فرنسا، وتبني 8 غواصات على الأقل تعمل بالطاقة النووية بتكنولوجيا أميركية وبريطانية بموجب شراكة أمنية جديدة تسمى "أوكوس" (AUKUS).

وأثار إلغاء الصفقة غضب فرنسا التي اتهمت أستراليا والولايات المتحدة بطعنها في الظهر، واستدعت سفيريها من كانبيرا وواشنطن.

من جهته، شدد مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على تضامن الاتحاد مع فرنسا.

كما أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن تضامنه مع فرنسا، وقال ماس للصحفيين في الأمم المتحدة "أتفهم غضب أصدقائنا الفرنسيين، إن الطريقة التي اتخذ بها القرار كانت مزعجة ومخيبة للآمال وليس فقط لفرنسا".

وأضاف "أن ما نشهده يجعل الأمور أكثر تعقيدا، وأعتقد أنها ستبقى كذلك لبعض الوقت".

وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن سفراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل قرروا تأجيل مناقشة ترتيبات مجلس العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة المقرر عقده نهاية الشهر الجاري في بنسلفانيا، احتجاجا على اتفاقية الغواصات التي أبرمتها واشنطن مع أستراليا على حساب فرنسا.

وقال مسؤولون أميركيون إن الرئيس جو بايدن يسعى لإجراء مكالمة هاتفية مع ماكرون في الأيام المقبلة لتخفيف التوتر، لكن هذا الأمر لم يحصل بعد.

من جهة أخرى، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون ومودي اتفقا -في اتصال هاتفي- على "العمل معا في منطقة المحيطين الهندي والهادي تكون مفتوحة وشاملة".

ويأتي الاتصال في توقيت دقيق وسط الغضب الفرنسي إثر الانسحاب الأسترالي من عقد الغواصات.

وأكد ماكرون لمودي التزام فرنسا المستمر لتعزيز الاستقلالية الإستراتيجية للهند بما يشمل قاعدتها الصناعية والتكنولوجية كجزء من علاقة وثيقة تستند إلى الثقة والاحترام المتبادل.

وكانت وسائل الإعلام الهندية تكهنت في الأيام الماضية بأن إلغاء أستراليا لصفقة الغواصات قد تؤدي إلى محادثات فرنسية-هندية حول اتفاق غواصات، قد يشمل نقل تكنولوجيا.

تعويضات مالية

في سياق آخر، بدأت محادثات بين مجموعة "نافال غروب" الفرنسية (Naval Group) والسلطات الأسترالية حول الحصول على تعويضات مالية محتملة، بعد فسخ كانبيرا صفقة ضخمة لشراء غواصات، وفق ما ذكرت وزارة الجيوش الفرنسية.

وذكرت الوزارة للصحفيين في مؤتمر صوتي دار حول "أزمة الغواصات" أن المناقشات جارية بين خبراء "نافال غروب" والأستراليين حول التعويضات.

وانتقدت وزارة الجيوش الفرنسية من جديد ما وصفته بأنه "خيانة" أستراليا، مؤكدة أنه "لم يتم في أي وقت التطرق" مع السلطات الفرنسية إلى القرار الأسترالي بالتحول إلى الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، ولا إلى مباحثاتها مع الولايات المتحدة.

وأكدت باريس أن الدليل على ذلك أنه في 15 سبتمبر/أيلول، صادق المهندسون والجيش الأسترالي على استعراض البرنامج الفرنسي في وثيقة رسمية تُدعى "إشعار انتهاء المراجعة الوظيفية للبرنامج"، مما يعني أن أستراليا كانت راضية ويمكننا المضي قدما.

المصدر : الجزيرة + وكالات