الحزب الحاكم في روسيا يتصدر النتائج والمعارضة تندد بالتزوير

أظهرت نتائج جزئية للانتخابات التشريعية في روسيا تصدرَ حزب "روسيا الموحدة" الحاكم النتائج، وحصولَه على نصف الأصوات، رغم خسارته عشرات المقاعد، في حين نددت المعارضة بـ"التزوير الواسع".

وقالت لجنة الانتخابات إن الحزب الحاكم حافظ على أغلبيته في مجلس الدوما (مجلس النواب)، لكنه سجل تراجعا مقارنة بانتخابات العام 2016.

اقرأ أيضا

list of 1 itemend of list

ونال حزب "روسيا الموحدة" 49.85% من الأصوات، بحسب نتائج فرز 99.69% من الأصوات.

وأكدت رئيسة اللجنة الانتخابية إيلا بامفيلوفا أن حزب "روسيا الموحدة" فاز بأكثر من ثلثي مقاعد الدوما، كما حصل في ختام الانتخابات التشريعية السابقة قبل 5 سنوات.

ونتيجة للانتخابات التي يمنح فيها نصف المقاعد بالنسبة والنصف الآخر بالغالبية من دورة واحدة، فإن الحزب الحاكم سينال 300 مقعد من أصل 450 في الدوما، وهو عدد كاف من أجل مراجعة الدستور.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "أهم شيء بالنسبة للرئيس فلاديمير بويتن هو بالطبع أن الانتخابات كانت تنافسية في ظل الشفافية والنزاهة"، مؤكدا أن حزب روسيا الموحدة "أدى مهمته".

من جهته قال بوتين خلال اجتماع مع بامفيلوفا بثه التلفزيون "أود أن أشكر بشكل خاص المواطنين الروس، وأشكركم على ثقتكم أيضا أيها الأصدقاء الأعزاء".

وتقدم الحزب الحاكم على الحزب الشيوعي (18.96%) لكنه في تراجع مقارنة بـ334 مقعدا التي نالها في 2016.

Polls close in Russia
شاشة تظهر النتائج خلال عمليات فرز الأصوات (الأناضول)

تنديد المعارضة

في المقابل، نددت المعارضة، التي تم استبعادها من الاستحقاق كما هي حال أليكسي نافالني، بحدوث عمليات تزوير هائلة مع حشو صناديق وتزوير التصويت الإلكتروني واستبعاد مراقبين عن فرز الأصوات.

وفي رسالة لفريقه على "إنستغرام" (Instagram)، سخر أليكسي نافالني من "الأيادي الذكية الصغيرة" لحزب روسيا الموحدة التي أتاحت أن "تعكس بالكامل" نتائج التصويت الإلكتروني.

وكانت شعبية الحزب الحاكم متراجعة قبل التصويت مع نسبة ثقة تقل عن 30%، بحسب معهد الاستطلاع "فتسيوم"، حيث عانى الحزب من فضائح فساد وتراجع مستوى معيشة الروس في السنوات الماضية.

وقال ليونيد فولكوف، حليف نافالني، على "تويتر" (Twitter): هذا الدوما "المنتخب" هو بالتأكيد غير شرعي ونحن لا نعترف به. حين تتيح عملية خاصة لحزب مع هامش تأييد يبلغ 30% أن يتجاوز 75% من المقاعد في برلمان، فهذا بمثابة توجيه إهانة للمواطنين.

وقد وصفت المنظمة غير الحكومية المتخصصة "غولوس" تراجع "مستوى الشفافية" و"وضوح النظام الانتخابي" بأنه أمر "يقين".

وحتى زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف ندّد بحصول تزوير، ودعا بوتين إلى وقف "هذه العملية القذرة".

لكن رئيسة اللجنة الانتخابية إيلا بامفيلوفا نفت هذه الاتهامات أمس الأحد، مشيدة بـ"شفافية الاقتراع".

مواقف دولية

وفي ردود الفعل الدولية، طالبت برلين "بتوضيح شبهات الفساد بتزوير الانتخابات"، في حين ندد الاتحاد الأوروبي بأجواء "ترهيب".

كما نددت لندن بـ"تراجع للحريات الديمقراطية" في الانتخابات الروسية، أما الولايات المتحدة فاعتبرت أن الروس "مُنعوا من ممارسة حقوقهم المدنية".

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان أن "الانتخابات التشريعية التي أُجريت بين 17 و19 سبتمبر/أيلول الجاري في روسيا الاتحادية جرت في ظروف لم تكن مؤاتية لإجراءات حرة وعادلة".

وذكّر المتحدث بأن "قيود الحكومة الروسية التي سبقتها جهود حثيثة لتهميش الجهات السياسية الفاعلة المستقلة، منعت أيضا المراقبين الدوليين من متابعة عملية الاقتراع".

وقال برايس إن واشنطن تدعو روسيا إلى "تنفيذ التزامها أمام المجتمع الدولي باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية".

المصدر : الجزيرة + الفرنسية