بعضها قادر على إنهاء العالم.. تعرف على الغواصات النووية التي يريد الغرب نشرها لردع النفوذ الصيني

الغواصات تتمتع بتقديرات تدميرية كبيرة وتعتبر من أكثر الأسلحة الإستراتيجية تقدما من حيث التقنيات (موقع البحرية الملكية البريطانية)

لندن- باتت الغواصات النووية في قلب الأزمة بين فرنسا من جهة والثلاثي المكون من المملكة المتحدة وأستراليا والولايات المتحدة من جهة أخرى، على خلفية توقيع الدول الثلاث اتفاقية أمنية تحصل بموجبها أستراليا على غواصات نووية، بدل الغواصات التقليدية التي كانت ستقتنيها من فرنسا.

وعاد الاهتمام من جديد بالغواصات النووية التي تعتبر من أكثر الأسلحة الإستراتيجية تقدما من حيث التقنيات، وقدراتها التدميرية الكبيرة. ولم يستغرب عدد من الخبراء العسكريين توجه أستراليا لكل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للحصول على الغواصات النووية، باعتبارهما من أكثر الدول تقدما في تصنيعها.

ونستعرض أهم الغواصات النووية التي تملكها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وقدراتها القتالية.

صورة للغواصة الأميركية "يو إس إس جورجيا" خلال عبورها مضيق هرمز -( البحرية الأميركية)
الغواصة الأميركية "يو إس إس جورجيا" أثناء عبورها مضيق هرمز (وزارة الدفاع الأميركية)

الأسطول الأقوى

تتفق التقديرات العسكرية على أن الولايات المتحدة تملك أكثر من 70 غواصة، منها ما هو تقليدي ومنها الغواصات النووية الإستراتيجية، وأشهرها غواصات "فيرجينيا" وهي غواصات للهجوم السريع تعمل بالطاقة النووية، وهي أحدث الغواصات الأميركية التي تضم تقنيات التخفي وجمع المعلومات الاستخبارية، ولهذا يطلق عليها "جاسوس البحار" باعتبارها أخطر جامع للمعلومات في المحيطات.

وتم تصميم هذه الغواصات للدخول في حرب غواصات، ومن المقرر أن تحل محل الغواصات من طراز "لوس أنجلوس"، ومن المتوقع أن يتم تصنيع المزيد منها لغاية عام 2043، وأن تبقى في الخدمة إلى غاية عام 2060.

غواصات "أوهايو"

صنف موقع "ناشيونال إنترست" (National Interest) هذه الغواصات على أنها قادرة على "إنهاء العالم"، ويمكنها أن تحمل 24 صاروخا باليستيا من طراز "ترايدنت 2 دي 5" (Trident 2 D5)، ويمكن لكل صاروخ منها حمل ما يصل إلى 12 رأسا نوويا، مع دقة مطلقة في إصابة الهدف، حيث يبلغ احتمال الخطأ أقل من 90 مترا بجانب الهدف.

وما زالت حوالي 14 من هذه الغواصات في الخدمة مع اثنتين تخضعان للصيانة، وتحمل كل واحدة 20 صاروخا نوويا من طراز "ترايدنت 2 دي 5″، مما يعني أن هذا الأسطول من الغواصات يحمل حوالي 240 صاروخا نوويا. ومنذ سنة 2016، تم نشر 9 غواصات من هذه الفئة في المحيط الهادي، بينما تم تخصيص 5 غواصات أخرى للمحيط الأطلسي.

غواصات "ذئب البحر"

هي غواصات هجومية فائقة السرعة تعمل بالطاقة النووية، تملك البحرية الأميركية 3 منها، وقد صُممت في ظروف الحرب الباردة، وتعتبر من بين الأغلى في العالم، حيث تبلغ كلفة الغواصة الواحدة منها 3 مليارات دولار.

تدخل الغواصة في خانة أسلحة الرد العسكري النهائي للولايات المتحدة، مما يعني أن تحريكها يعني إنهاء المعركة، وتعتبر الأكثر سرعة وهدوءا في المياه، والأكثر تسليحا، وتم تحريكها سنة 2019 في أعالي شمال الأطلسي لمواجهة الغواصات الروسية في تلك المنطقة.

غواصات لوس أنجلوس

هي غواصات تشتغل بمفاعل نووي، وهي الفئة الأكثر انتشارا في الأسطول الأميركي النووي، حيث يوجد منها 51 غواصة نووية موزعة بين المحيط الهادي والمحيط الأطلسي، وقد شاركت هذه الغواصات في حرب الخليج، حيث تستطيع إطلاق صواريخ "توماهوك" التي تصل إلى 2500 كيلومتر.

وتستطيع هذه الغواصات أن تحمل رأسا نوويا، وهي مجهزة برأس مضاد للإشعاعات، ويمكن تجهيزها بصواريخ مضادة للسفن يصل مداها إلى أكثر من 150 كيلومترا.

الغواصات البريطانية أكثر غواصات العالم قدرة على تنفيذ عمليات المراقبة السرية (موقع البحرية الملكية البريطانية)

غواصات "فانغارد"

في تقديمها لأسطولها النووي من الغواصات النووية، تقول البحرية البريطانية إن هذا الأسطول وإن كان "مختبئا، إلا أنه قادر على سماع كل شيء وقادر على تأمين الصواريخ النووية".

وفي مقدمة هذا الأسطول، هناك غواصات "فانغارد" التي تملك المملكة 4 منها، كل واحد منها مسلح بصواريخ "ترايدنت 2 دي 5" النووية، وهي من أقوى الصواريخ النووية التي يمكن إطلاقها من البحر، وتعتبرها المملكة المتحدة "الرادع النووي" الذي تملكه وهي قادرة على حمايتها من أي تهديد عسكري لها.

ويمكن إطلاق هذه الصواريخ على أهداف تبعد أكثر من 4 آلاف ميل، وتصل سرعتها إلى أكثر من 13 ألف ميل في الساعة، وتحمل هذه الغواصات 40 رأسا نوويا، وحوالي 8 صواريخ لتشغيل الرؤوس النووية.

يتوفر في غواصات "فانغارد" جهاز استشعار عالمي، يوصف بأنه "أذن البحرية البريطانية في المحيطات"، بالنظر لكونه نظاما فائق الحساسية وقادرا على سماع السفن على بعد أكثر من 50 ميلا.

ويتم تزويد هذه الغواصات بطوربيدات "سبيرفيش" (SPEARFISH)، وهو طوربيد وزنه يفوق الطن وقادر على تفجير الغواصات والسفن الكبيرة الحجم، ويمكن أن يصل لهدف على بعد 14 ميلا، وعند السرعة المنخفضة يزيد إلى 30 ميلا.

غواصات "ترافالغار"

تم تصميم غواصات "ترافالغار" (Trafalgar) خلال فترة الحرب الباردة لصالح جيش المملكة المتحدة، لكنها خضعت لتطوير كبير حتى تتماشى مع متطلبات القرن 21. والدور الرئيسي لهذه الغواصات هو تعقب وتدمير الغواصات النووية لأي جهة معادية، وأيضا تدمير السفن البحرية.

كما تعتبر هذه الغواصات من أكثر غواصات العالم قدرة على تنفيذ عمليات مراقبة سرية واستطلاعات قريبة من الشاطئ، إذ يمكنها سماع أي هدف على بعد أكثر من 50 ميلا، وهذه الغواصات أيضا مجهزة بصواريخ باليستية وطوربيدات من طراز "سبيرفيش" التي تصل إلى 300 كيلومتر.

غواصات "أستوت"

الغواصات "أستوت" (Astute) أو "الداهية"، هي أكبر وأقوى غواصات هجومية في البحرية الملكية على الإطلاق، وتجمع بين أجهزة الاستشعار العالية الحساسية والأسلحة الرائدة عالميًا. وفي عام 2012، أثبتت قدرتها على إطلاق صواريخ "توماهو"، إضافة للنجاح في إطلاق صواريخ باليستية من خليج المكسيك وضرب الأهداف بنجاح في شمال فلوريدا.

كان من المقرر بناء 7 غواصات من هذه الفئة التي هي الأحدث والأكثر تطوراً، تكلفة أول 3 غواصات حوالي 1.8 مليار دولار لكل واحدة، وباقي الأربعة 1.2 مليار دولار لكل واحدة أيضاً، في إطار برنامج أطلقته البحرية الملكية لتطوير الغواصات النووية بقيمة 40 مليار دولار.

المصدر : الجزيرة