أفغانستان.. قتلى في تفجيرات بجلال آباد وإشادات جديدة بقطر و4 دول تدعو لمصالحة وطنية

عناصر من طالبان بالقرب من موقع أحد التفجيرات في مدينة جلال آباد (الفرنسية)

سقط قتلى اليوم السبت في تفجيرات استهدفت الشرطة الأفغانية في مدينة جلال آباد، وفي حين أشادت عدة دول غربية بدور قطر في تأمين خروج رعاياها، دعت روسيا والصين وباكستان وإيران إلى مصالحة وطنية وتشكيل حكومة شاملة في أفغانستان.

فقد أفاد مراسل الجزيرة إيهاب العقدي -نقلا عن مصادر طبية في جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار (جنوب شرقي أفغانستان)- أن التفجيرات استهدفت الشرطة ومقار تابعة لحكومة تصريف الأعمال التي شكلتها حركة طالبان مؤخرا، وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 21 آخرين.

وفي وقت سابق اليوم السبت، انفجرت سيارة مفخخة بالمنطقة الأمنية الـ13 غربي العاصمة الأفغانية كابل.

وقال مراسل الجزيرة إيهاب العقدي إن شخصين أصيبا جراء التفجير الذي استخدمت فيه عبوة تم إلصاقها في السيارة.

ويأتي تفجير كابل بعد نحو 3 أسابيع من تفجير دام بمطار كابل تبناه تنظيم الدولة، وقتل فيه نحو 170 شخصا، بينهم 13 جنديا أميركيا.

وتأتي تفجيرات اليوم في وقت تحاول فيه حركة طالبان فرض الأمن في كابل والمدن الرئيسية الأخرى.

طالبات في مدرسة بالعاصمة كابل (رويترز)

الدراسة والرواتب

على الصعيد الداخلي أيضا، قال مراسل الجزيرة إن الدراسة استؤنفت في جميع مناطق أفغانستان للمرحلتين الإعدادية والثانوية بعد توقف استمر لمدة شهر.

من جهة أخرى، قالت وزارة المالية الأفغانية إنها بدأت بإجراءات دفع رواتب 5 وزارات حكومية، على رأسها التربية والتعليم.

وقد احتشدت أعداد كبيرة من المواطنين أمام البنوك في قندهار (جنوبي أفغانستان) من أجل استلام الرواتب التي توقفت منذ 3 أشهر.

حكومة شاملة وحزام أمني

سياسيا، أصدرت إيران وروسيا والصين وباكستان بيانا مشتركا أكدت فيه ضرورة تعزيز السلام والأمن في أفغانستان، واحترام سيادتها ووحدة أراضيها.

وعبر البيان -الذي أعلن عقب اجتماع على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي اختتمت أمس الجمعة في العاصمة الطاجيكية- عن مخاوف دول جوار أفغانستان من مخاطر تدفق اللاجئين في ظل الوضع الإنساني والاجتماعي والاقتصادي الهش.

وأكد البيان ضرورة تحقيق مصالحة وطنية، وتشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، وضرورة مواجهة التهديدات مثل انتشار الإرهاب والمخدرات لضمان الاستقرار الإقليمي.

ودعا البيان المجتمع الدولي إلى مواصلة تقديم المساعدات، ودعم جهود تحسين الوضع الاقتصادي في أفغانستان.

في الإطار نفسه، شدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم السبت -في مؤتمر صحفي مع نظيره الطاجيكي إمام علي رحمن- على أن تسوية الأزمة في أفغانستان يجب أن تكون عبر تشكيل حكومة شاملة، مؤكدا أن طهران لن تسمح بوجود ما وصفها بالجماعات الإرهابية على حدودها.

من جانبه، أكد علي رحمن أن انعدام الأمن والاستقرار في أفغانستان يهدد أمن دول المنطقة، داعيا إلى وقف إطلاق النار في إقليم بنجشير (شمالي أفغانستان)، وفتح الطرق لإرسال المساعدات الإنسانية.

واقترح الرئيس الطاجيكي أمس الجمعة تشكيل حزام أمني يمكن الاعتماد عليه حول أفغانستان لمنع التوسع المحتمل للجماعات الإرهابية، كما تحدث مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عن اتفاق للمساعدة في المفاوضات بين طالبان والمعارضة الطاجيكية بوساطة طاجيكستان وباكستان.

وكانت دول منظمة شنغهاي للتعاون أكدت في قمتها أمس الجمعة ضرورة التسوية السريعة للوضع في أفغانستان، وتشكيل حكومة شاملة بمشاركة كل المجموعات العرقية والدينية والسياسية في المجتمع، وطالبت المجموعة واشنطن بتحمل جزء من عبء إعادة الإعمار في أفغانستان.

وفي أثينا، قال وزير الدفاع اليوناني نيكوس بانايوتوبولوس -اليوم السبت خلال اجتماع لقادة أركان دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)- إن خطر ما وصفه بالإرهاب في أفغانستان ما زال قائما، مشيرا إلى موجات هجرة محتملة من هذا البلد باتجاه أوروبا.

إشادات بقطر

على صعيد آخر، شكرت وزيرة الخارجية البريطانية الجديدة ليز تروس قطر على تنظيم رحلة ثالثة من أفغانستان تحمل بريطانيين. وقالت تروس -في تغريدة على تويتر- إن بلادها ستستمر في عمليات الإجلاء، والعمل على إبقاء الطرق الرئيسية من أفغانستان مفتوحة.

كما عبر وزير الخارجية الكندي مارك غارنو -خلال اتصال هاتفي مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني- عن شكر بلاده لقطر لدورها الكبير في تأمين نقل مواطنين كنديين من أفغانستان.

بدوره، عبر وزير الخارجية الهولندي توم دي بروين عن امتنان بلاده لقطر لتسهيلها سفر 29 شخصا من العاصمة الأفغانية كابل إلى الدوحة، وفي السياق ذاته قدمت الخارجية البلجيكية الشكر لقطر لتأمينها سفر بلجيكيين وعائلاتهم من كابل خلال الأيام الماضية.

من جهته، قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي إن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مدينان لقطر بالامتنان. وأضاف ميرفي -في تغريدة على تويتر- أنه لا توجد دولة أكثر فاعلية من قطر في عمليات الإجلاء من أفغانستان.

وتأتي هذه المواقف في الوقت الذي وصلت فيه اليوم السبت طائرة قطرية إلى مطار كابل على متنها 31 طنا من المساعدات الطبية الضرورية للمستشفيات التي تعاني نقصا في الدواء والمواد الطبية.

كما سيرت الخطوط الباكستانية رحلة ركاب تجارية إلى كابل هي الثانية من نوعها خلال أسبوع. وواصلت شركات الطيران الأفغانية الرحلات الداخلية بين مطار كابل و3 مدن رئيسية في البلاد، وهي قندهار وهرات ومزار شريف.

البعثة الأممية

وفي تطورات أخرى، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع أمس الجمعة قرارا يمدد مهمة البعثة الأممية في أفغانستان 6 أشهر، مؤكدا على دور المنظمة الدولية في تعزيز السلام والاستقرار بأفغانستان.

وبالتزامن مع ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن على مجلس الأمن النظر في مسألة تطوير خطة لاستثناء حركة طالبان من بعض العقوبات مستقبلا.

المصدر : وكالات