تفجيرات بأفغانستان.. باكستان تبدأ حوارا مع طالبان لتشكيل حكومة أفغانية شاملة وقطر تجلي أميركيين من كابل

تفجيرات جلال آباد تأتي بعد نحو 3 أسابيع من تفجير دام في مطار كابل تبناه تنظيم الدولة (الأناضول)

قتل 3 أشخاص في تفجيرات بمدينة جلال آباد الأفغانية، في حين أعلنت باكستان عن حوار مع حركة طالبان بهدف تشكيل حكومة شاملة، بعد نحو 3 أسابيع من إعلان الحركة عن حكومة مؤقتة، في حين عبرت واشنطن عن امتنانها للسلطات القطرية التي تواصل عمليات الإجلاء من مطار كابل.

وقال مصدر أمني أفغاني للجزيرة إن 3 أشخاص قتلوا وأصيب آخرون -بينهم أفراد من الشرطة- في تفجيرات استهدفت موكبا لسيارات الشرطة ومستشفى في جلال آباد بولاية ننغرهار.

وغربي العاصمة كابل، أفاد مراسل الجزيرة بإصابة شخصين جراء انفجار عبوة بإحدى السيارات في منطقة دشت برشي المعروفة بالمنطقة الأمنية 12.

وتأتي هذه التفجيرات بعد نحو 3 أسابيع من تفجير دام في مطار كابل تبناه تنظيم الدولة الإسلامية، وقتل فيه نحو 170 شخصا، بينهم 13 جنديا أميركيا.

وعلى الصعيد الداخلي أيضا، قال مراسل الجزيرة إن الدراسة استؤنفت في جميع مناطق أفغانستان للمرحلتين الإعدادية والثانوية بعد توقف استمر شهرا.

وقالت وزارة المالية الأفغانية إنها بدأت إجراءات دفع رواتب 5 وزارات حكومية، على رأسها التربية والتعليم.

واحتشدت أعداد كبيرة من المواطنين أمام البنوك في قندهار (جنوبي أفغانستان) من أجل تسلم الرواتب التي توقفت منذ 3 أشهر.

قلق الجوار

إقليميا، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان -في تغريدات له على تويتر- إنه شرع في حوار مع حركة طالبان بهدف تشكيل حكومة أفغانية شاملة تضم الطاجيك والهزارة والأوزبك، وذلك بعد اجتماعات العاصمة الطاجيكية دوشنبه مع قادة الدول المجاورة لأفغانستان.

وأضاف خان أنه بعد 40 عاما من الصراع فإن تشكيل حكومة شاملة يضمن السلام والاستقرار في أفغانستان والمنطقة.

وأصدرت إيران وروسيا والصين وباكستان بيانا مشتركا أكدت فيه ضرورة تعزيز السلام والأمن في أفغانستان، واحترام سيادتها ووحدة أراضيها.

وعبر البيان -الذي أعلن عقب اجتماع على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي اختتمت أمس الجمعة في العاصمة الطاجيكية- عن مخاوف دول جوار أفغانستان من مخاطر تدفق اللاجئين، في ظل الوضع الإنساني والاجتماعي والاقتصادي الهش.

وأكد البيان ضرورة تحقيق مصالحة وطنية، وتشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، ومواجهة التهديدات -مثل انتشار الإرهاب والمخدرات- لضمان الاستقرار الإقليمي.

يشار إلى أن حركة طالبان أعطت مناصب مهمة لغير البشتون (العرقية الكبرى في أفغانستان) في حكومتها المؤقتة المعلنة أوائل سبتمبر/أيلول الجاري.

ومع ذلك، لم يُعترف بشمولية الحكومة المؤقتة من قبل المجتمع الدولي الذي يريد مزيدا من تمثيل الأقليات والنساء.

وفي 15 أغسطس/آب الماضي، أعلنت طالبان سيطرتها على العاصمة كابل، بموازاة انسحاب عسكري أميركي اكتمل نهاية الشهر نفسه، مما دفع الرئيس الأفغاني أشرف غني للهروب من البلاد.

وقال رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) الأدميرال روب باور إن احتمالية وصول لاجئين أفغان إلى دول الحلف تخضع بشكل كبير لإمكانية التوصل إلى حلول لمنع هذه الأزمة.

وأكد باور -في مؤتمر صحفي مع رئيس الأركان اليوناني- أن قضية اللاجئين الأفغان ستبقى سياسية في المقام الأول، وأن الناتو سيدرس بصورة معمقة نتائج مهمته في أفغانستان والتحقيق في أسباب ما جرى.

مساعدات قطرية

ووصلت اليوم السبت إلى مطار كابل طائرة قطرية محملة بـ31 طنا من المساعدات الطبية الضرورية للمستشفيات التي تعاني من نقص في الدواء والمواد الطبية.

كما سيرت الخطوط الباكستانية رحلة ركاب تجارية إلى كابل، هي الثانية من نوعها خلال أسبوع.

وواصلت شركات الطيران الأفغانية الرحلات الداخلية بين مطار كابل و3 مدن رئيسية في البلاد؛ هي قندهار وهرات ومزار شريف.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن رحلة طيران تابعة للخطوط القطرية غادرت كابل أمس الجمعة وعلى متنها 28 أميركيا و7 مقيمين، وعبرت الخارجية عن امتنانها للسلطات القطرية التي تواصل تنسيق رحلات نقل الأميركيين من أفغانستان.

وأضافت الخارجية أن المجتمع الدولي يرحب بتعاون حركة طالبان في نقل الأجانب الراغبين في مغادرة أفغانستان.

وفي سياق آخر، قدمت السفارة الأميركية لدى الدوحة الشكر لمبادرة "إطعام" الشبابية وللمواطنين ومنظمات المجتمع المدني في قطر على تقديم وجبات للأشخاص الذين أجلوا من أفغانستان.

وقالت السفارة -في تغريدة على تويتر- "مع مرور 58 ألف شخص تم إجلاؤهم من أفغانستان عبر قطر سارع المواطنون القطريون ومنظمات المجتمع المدني إلى تقديم يد العون، وانضمت عائلات من السفارة والقوات الأميركية إلى هذا الجهد".

وأضافت أن هؤلاء تطوعوا لتقديم 1500 وجبة خفيفة لمن تم إجلاؤهم، شكرا لكل من ساعد المحتاجين".

المصدر : الجزيرة + الأناضول