بدأت تتشكل سرا منذ تولي بايدن الرئاسة وفاجأت العالم والصين وفرنسا.. صحف غربية تعلق على اتفاقية "أوكوس"

أولسن: "أوكوس" تمثل تحديا مباشرا لطموحات الصين وقدراتها (الأوروبية)

تناولت صحف ومواقع أميركية وبريطانية بالتعليق الاتفاقية الأميركية البريطانية الأسترالية الجديدة التي أطلق عليها اسم "أوكوس"، ووصفتها بالضربة النادرة والبارعة لمواجهة الصين.

وقالت هذه الصحف إن الاتفاقية المذكورة تجمع بين الديمقراطيات الأنجلوساكسونية الثلاث في شراكة دفاعية بحرية متبادلة متعددة المستويات، وتركز بشكل أساسي على المحيطين الهندي والهادي، وعلى الصين رغم عدم ذكرها صراحة.

في واشنطن بوست (Washington Post) قال الكاتب هنري أولسن في مقال إن هذه الاتفاقية ستسمح لأستراليا بامتلاك وتشغيل غواصات متقدمة تعمل بالطاقة النووية لتحل محل القوارب القديمة التي تعمل بالديزل، مما يمنح أستراليا قدرة هجومية تحتاج الصين إلى حسابها في حالة حدوث أي صراع.

وبالتالي، يضيف أولسن، فإن "أوكوس" تمثل تحديا مباشرا لطموحات الصين وقدراتها، لأن تعزيز القدرات البحرية الأسترالية يسمح لها بفرض دفاع أقوى إذا كانت الصين تهدد مصالحها الإستراتيجية، كما أنه يضع بريطانيا وأميركا بشكل مباشر خلف أستراليا، مما يجبر الصين على الاعتراف بأن أي محاولة للتنمر على جارتها ستواجه مقاومة موحدة، "فلا عجب أن تندد الصين بقوة بالصفقة".

ضربة بارعة

وأضاف أولسن أن هذه الاتفاقية ضربة بارعة، وهي بالضبط ما يجب أن تفعله أميركا لمواجهة الصين، مشيرا إلى أنه رغم قوة الصين، فإنها لا تستطيع أن تضاهي القدرات المشتركة لأميركا وحلفائها.

ودعا إلى توجيه الدبلوماسيين الأميركيين لتقوية تلك التحالفات وزيادة القدرات العسكرية للحلفاء. وقال أيضا كلما اتحدت الديمقراطيات الآسيوية في الرد على العدوان الصيني، قل احتمال خوض الصين مغامرات عسكرية مثل غزو تايوان.

وختم مقاله بالقول إن احتواء صعود الصين هو أهم هدف إستراتيجي لأميركا، وصفقة "أوكوس" هي علامة أخرى على أن بايدن يفهم هذا ويتخذ خطوات إيجابية مهمة نحو هذا الهدف.

تشكلت في الخفاء

وكشف الكاتب ديفيد إغناشيوس في مقال له بواشنطن بوست أيضا أن خطة "أوكوس" بدأت تتشكل في الخفاء منذ أن تولى بايدن منصبه، لكنها فاجأت العالم، ليس فقط فرنسا ولكن الصين أيضا، مضيفا أن الإعلان عنها الآن يعكس رغبة بايدن في إظهار أن الولايات المتحدة حليف عسكري قوي، رغم الانسحاب الفوضوي من أفغانستان.

وأشار إغناشيوس أيضا إلى أنه في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن على تعزيز تحالف الدول الثلاث الناطقة باللغة الإنجليزية، فهي تعمل أيضا على تعميق العلاقات مع شراكة "الرباعية"، التي تضم الهند واليابان بالإضافة إلى أستراليا والولايات المتحدة، وسيعقد زعماء الدول الأربع اجتماع قمة الأسبوع المقبل يستضيفه بايدن.

ستبقى ثلاثية

وفي موقع ستراتفور (Stratfor)، يقول كبير المحللين الإستراتيجيين روجر بيكرفي مقال إن "أوكوس" ستبقى مبادرة ثلاثية تسمح بمزيد من التعاون والتركيز الإستراتيجي دون تعقيدات الائتلافات الكبيرة، والتي غالبا ما تقع ضحية للأولويات والمصالح المتباينة، وقد يؤدي تركيزها العسكري الإستراتيجي الواضح إلى زيادة الاحتكاك بين الولايات المتحدة والصين، وزيادة الجهود الصينية لإجبار مختلف الدول على الابتعاد عن التعاون مع واشنطن.

ستزيد حدة التوتر

وقالت صحيفة غارديان البريطانية (The Guardian) في افتتاحية لها إن "أوكوس" تفتح الطريق أمام تعاون عسكري أكبر بين الحلفاء التقليديين الثلاثة، وستدعم تعاون واسع النطاق بينهم في مجالات مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، وهو ما تسعى إليه الصين بشكل مكثف.

وأضافت غارديان أن الرد الحازم والموحد على تصرفات الصين من قبل "الدول الديمقراطية" أمر منطقي ومرغوب فيه، أما بشأن ما إذا كانت هذه الاتفاقية ستقيّد الصين أو ستدفعها إلى تعزيز جيشها بشكل أكبر وتسعى وراء علاقات أوثق مع روسيا، وتكثيف أشكال الضغط الأخرى، فإنه أمر متروك للمستقبل المنظور.

وختمت بالقول إن الأمر المؤكد هو أن هذه الاتفاقية ستزيد من حدة الانقسام بين الصين والغرب.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية