اتفاق "أوكوس" مع أستراليا.. الصين تعتبره تهديدا للاستقرار وبلينكن يرحب بدور أوروبي

الندوة الصحفية لوزراء خارجية ودفاع أميركا وأستراليا
مؤتمر صحفي بين وزراء خارجية ودفاع أميركا وأستراليا بواشنطن (الجزيرة)

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الخميس إن الولايات المتحدة ترحب بأن تلعب دول أوروبية دورا هاما في منطقة المحيطين الهندي والهادي، مضيفا أن فرنسا على وجه خاص شريك حيوي.

وجاءت تصريحات بلينكن في مؤتمر صحفي بعد اجتماعات بين وزراء خارجية ودفاع أميركا وأستراليا بواشنطن، غداة إعلان الولايات المتحدة وبريطانيا أنهما ستمدان أستراليا بتكنولوجيا تصنيع غواصات تعمل بالطاقة النووية، فيما يُعرف بـ "اتفاق أوكوس" (Aukus)، وهو أمر سيحل محل صفقة الغواصات الفرنسية مع أستراليا.

كما قال وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون اليوم الخميس إن أستراليا والولايات المتحدة توصلتا إلى اتفاقات جديدة حول زيادة التعاون في مجال القوات الجوية، عبر عمليات انتشار دورية لجميع أنواع الطائرات العسكرية الأميركية في أستراليا.

وكان المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو قال إن الاتحاد لم يبلَغ مسبقا بالشراكة العسكرية الجديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.

وأضاف ستانو أنه سيتعين مناقشة هذا الأمر ضمن دول الاتحاد الأوروبي لإجراء تقييم للتداعيات.

سيادة الاتحاد الأوروبي

من جانبه، قال المفوض الأعلى للسياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الوقت أصبح ملحا أكثر من أي وقت مضى لقرار مستقل للاتحاد يحافظ على سيادته، ويجعله قادرا على اتخاذ قرارات لها علاقة مباشرة بمصالحه.

وأضاف بوريل أن هناك حاجة لإبرام شراكة مع منطقة جنوب المحيط الهادي، بالاعتماد على برنامج يشمل التعاون الدفاعي والتنوع البيئي والتبادل الأمني.

كما أدانت باريس بشدة هذه الشراكة الأمنية، لأنها تشمل إلغاء أستراليا صفقة غواصات مع فرنسا.

ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان فسخ أستراليا عقد شراء غواصات مع بلاده بأنه "طعنة في الظهر"، حسب تعبيره.

وفي السياق ذاته، قالت الصين اليوم الخميس إن الشراكة الدفاعية الجديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ستلحق ضررا خطيرا بالسلام والاستقرار الإقليميين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان -خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة بكين- إن "قرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تصدير تكنولوجيا الغواصات النووية إلى أستراليا يثبت مرة أخرى أنهما تستخدمان الصادرات النووية لتحقيق مكاسب جيوسياسية، وهو أمر غير مسؤول أبدا".

"عقلية الحرب الباردة"

وأضاف تشاو أن اتفاق "أوكوس" من شأنه إلحاق "ضرر خطير بالسلام والاستقرار الإقليميين، وأن يزيد سباق التسلح، ويقوض معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".

وأكد أن بلاده "تولي اهتماما كبيرا بتطورات الاتفاق"، مضيفا أنه "يجب على البلدان المعنية التخلي عن عقلية الحرب الباردة".

وحذر المتحدث الصيني من أنه "في حال استوردت أستراليا -وهي دولة موقعة على معاهدة عدم ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ومعاهدة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في جنوب المحيط الهادي- تكنولوجيا الغواصات النووية فإن جيرانها والمجتمع الدولي لديهم أسباب للتشكيك في صدقها في تطبيق المعاهدات".

من جانبه، قال مبعوث الصين لدى الأمم المتحدة في فيينا إن الصفقة الأميركية البريطانية مع أستراليا تشجع على الانتشار النووي، كما عبر عن قلق بكين من مساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا لأستراليا على حيازة غواصة نووية.

المصدر : الجزيرة + وكالات