رئيس منظمة يهودية شهير: أعتذر لمعارضتي بناء مسجد بجوار موقع هجمات 11 سبتمبر
أثارت فكرة إنشاء المسجد عاصفة بين مؤيدين للمشروع، ومن بينهم الرئيس السابق باراك أوباما، ومعارضين اعتبروا أن بناء مسجد بمثابة غزو إسلامي لجنوب جزيرة مانهاتن بعد استهداف وإسقاط برجي مركز التجارة العالمي
واشنطن- بعد 11 عاما على معارضته بناء مسجد ومركز إسلامي بجوار موقع برجي مركز التجارة العالمية القديم -اللذين سقطا إثر هجمات 11 سبتمبر/أيلول- اعتذر الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير "إيه دي إل" (ADL) جوناثان غرينبلات باسمه وباسم الرابطة لموقفهما السابق.
وغرد غرينبلات "ونحن نستعد للأعياد المقدسة، لقد أعدت التفكير في موقف اتخذناه قبل 11 عاما عندما عارضنا اختيار موقع مسجد ومركز إسلامي في 51 بارك أفينيو بجوار غراوند زيرو -موقع برجي مركز التجارة العالمي السابق- وكما ذكرت في مقالتي لموقع سي إن إن (CNN)، كنا مخطئين بكل صراحة ووضوح".
اقرأ أيضا
list of 3 itemsالسياسة وراء معارضي مسجد نيويورك
كيف تعزز الولايات المتحدة التطرف باسم الحرية الدينية؟
وتعد منظمة رابطة مكافحة التشهير من أعرق المؤسسات اليهودية، إذ تأسست عام 1913 لمواجهة العداء للسامية قبل الانتقال لدعم إسرائيل بعد إنشائها.
As we prepare for the High Holidays, I have been reflecting on a stance ADL took 11 years ago when we opposed the location of the then-proposed Park51 Islamic Community Center & Mosque near Ground Zero. As I write for @CNNOpinion, we were wrong, plain and simple. https://t.co/aBTpbOGB16
— Jonathan Greenblatt (@JGreenblattADL) September 5, 2021
مسجد ومركز إسلامي
على بعد بنايتين من موقع مبنى مركز التجارة العالمي حيث وقعت هجمات 11 سبتمبر، وافق مجلس مدينة نيويورك بأغلبية ساحقة قبل 10 سنوات على بناء مسجد ومركز ثقافي إسلامي يُطلق عليه "قرطبة هاوس".
حملت فكرة إنشاء مسجد ومركز ثقافي إسلامي قرب موقع الهجمات رسالة اعتدال وتسامح ونشر المعرفة الإيجابية بالآخر، وصرح منظمو المشروع أن القصد من البناء أن يصبح "منصة للحوار متعدد الأديان، في إطار السعي لتعزيز السلام والتسامح والتفاهم بين المجتمعات المحلية داخل نيويورك".
وأثار ذلك عاصفة بين مؤيدين للمشروع ومعارضين له، خاصة بين عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر، واعتبر رئيس مجلس النواب السابق نيوت جينجرتش أن المركز الثقافي الإسلامي "يهدف إلى تدمير حضارتنا"، في حين عبر الرئيس السابق باراك أوباما عن تأييده بناء المركز الإسلامي، وقال إن "التزامنا بالحرية الدينية لا يتزعزع".
وانضم غرينبلات للمعسكر الرافض لإنشاء مسجد في هذه الموقع، وهاجم بشدة فكرة إقامة مسجد، ورأى أن موقع المسجد بمثابة صفعة في وجه ضحايا الهجمات.
وكرر المعارضون لفكرة بناء المسجد حينذاك ادعاءات تكررها الجماعات المناوئة للمسلمين والمهاجرين، واعتبروا أن بناء مسجد بمثابة غزو إسلامي لجنوب جزيرة مانهاتن بعد استهداف وإسقاط برجي مركز التجارة العالمي.
اعتذار متأخر ودعوة لدعم الأفغان
وكتب غرينبلات أنه يعيد التأكيد على أن "المنظمة تلتزم بمساعدة حلفائنا المسلمين على مكافحة الإسلاموفوبيا"، مشيرا إلى أن الانسحاب الكارثي من أفغانستان يعد أمرا مفجعا له على المستوى الشخصي.
واعتبر أن فكرة ورسالة "قرطبة هاوس" التي تنادي بالسلام والمؤاخاة تعد أكثر مناسبة للأوضاع الحالية ونحن نقترب من الذكرى السنوية العشرين لهجمات 11 سبتمبر.
وأضاف غرينبلات "ولا سيما الآن ونحن نستعد لاستقبال اللاجئين من أفغانستان، بمن فيهم العديد ممن دعموا قواتنا ومثلنا العليا، ويفرون الآن من هجوم طالبان. ومن المحزن أننا، بدلا من أن نتعلم، رأينا زيادة كبيرة في ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تستمر بطرق قبيحة".
وأشار إلى أنه بينما يصلي أغلب الأميركيين من أجل الشعب الأفغاني، ويتبرعون بسخاء بالأموال ويستعدون لاستقبال الكثير منهم، بدأ بعض من يسمون أنفسهم خبراء ينشرون معلومات مضللة مثيرة للقلق والكراهية للإسلام، في محاولات وقحة لمنع هؤلاء الأفغان المسالمين الذين يتعرضون للمعاملة الوحشية من القدوم إلى الولايات المتحدة.
ورأى أن "ما يزيد من الانزعاج أن نظريات المؤامرة تتزايد، في وقت يشير فيه مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" (FBI) إلى وصول جرائم الكراهية لأعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد من الزمان"، محذرا من أنه "من المرجح أن تكون هذه بداية سيل من المشاعر المعادية للمسلمين التي أخشى أن تتضخم في الأسابيع والأشهر والسنوات المقبلة".
واعترف غرينبلات بوجود حملات "لشيطنة المسلمين خلال السنوات الأخيرة" التي ضاعف من خطورتها انتخاب دونالد ترامب عام 2016، مطالبا في نهاية مقاله إدارة الرئيس جو بايدن بتسهيل دخول اللاجئين الأفغان للأراضي الأميركية.
وأشار غريبنلات إلى أنه ومنظمته لم يعارضا بناء المسجد، لكنهما دعوا إلى "تغيير الموقع الذي شعرت المنظمة أنه سيساعد على تحقيق نوع المصالحة التي كان من المفترض أن يمثلها المشروع نفسه"، في إشارة إلى مشاعر عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر من الرافضين لفكرة وموقع المشروع.
جدير بالذكر أن المشروع تحول عن بناء مركز إسلامي ومسجد ضخم ليتم بناء برج سكني من 70 طابقا، ويأمل ملاكه في تخصيص أول 3 طوابق به لإنشاء متحف إسلامي ومسجد.