خلال 24 ساعة.. الدوحة تستقبل ثاني طائرة ركاب من كابل على متنها رعايا أجانب وواشنطن وباريس تشكران قطر

مسافرون قدموا من كابل إلى الدوحة على متن طائرة للخطوط القطرية (رويترز)

وصلت اليوم الجمعة إلى الدوحة طائرة ركاب قطرية ثانية قادمة من كابل وعلى متنها عشرات الرعايا الغربيين، في حين أشادت باريس وواشنطن بدور قطر في تأمين خروج رعاياهما المتبقين في أفغانستان.

فقد حطت مساء اليوم في مطار حمد الدولي بالدوحة قادمة من أفغانستان طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية وعلى متنها 156 مسافرا، وهي الرحلة الثانية من نوعها التي تسيرها الخطوط القطرية عقب الإعلان عن استئناف الرحلات التجارية الدولية عبر مطار كابل بعد الانسحاب الأميركي نهاية الشهر الماضي.

وأكدت مسؤولة في البيت الأبيض أن 19 أميركيا كانوا على متن الطائرة القطرية، مشيرة إلى أن أميركييْن آخريْن و11 من المقيمين الدائمين في الولايات المتحدة غادروا أفغانستان برا.

وعبر البيت الأبيض عن امتنانه للجهود المستمرة التي تبذلها قطر في تسهيل العمليات بمطار كابل الدولي.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن من بين ركاب الطائرة القطرية 49 فرنسيا مع عائلاتهم.

وأعربت الوزارة عن شكرها لدولة قطر على ما وصفته بدعمها بالغ الأهمية في عملية الإجلاء.

بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن طائرة قطرية ثانية على متنها بريطانيون وصلت إلى الدوحة بسلام.

ورحلة اليوم التي سيرتها الخطوط القطرية من مطار كابل هي الثانية بعد رحلة مساء أمس الخميس التي أقلت 200 راكب، بينهم أميركيون، وأفغان من حاملي بطاقات الإقامة الأميركية الخضراء، بالإضافة إلى جنسيات أخرى.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أشاد بدور قطر في عملية إجلاء أميركيين وأجانب من أفغانستان مساء أمس، ورحب بتسهيل حركة طالبان إجلاء هؤلاء الرعايا ضمن التزامها بالسماح لكل من يرغب بمغادرة أفغانستان.

جسر جوي مستمر

وفي إطار جسر جوي انطلق قبل نحو أسبوع نقلت الطائرات القطرية اليوم المزيد من المساعدات لأفغانستان عبر مطار كابل، وكانت الدوحة تعهدت بتسيير طائرات مساعدات إلى العاصمة الأفغانية بشكل يومي، في إطار جسر جوي لتقديم الدعم الإنساني للشعب الأفغاني.

وحملت الطائرات القطرية الأيام الماضية عشرات الأطنان من المساعدات الإغاثية العاجلة، ومساعدات أخرى بعضها مقدم من جمعية قطر والهلال الأحمر القطريين.

وحطت أمس في مطار حمد الدولي بالعاصمة الدوحة أول رحلة تجارية دولية تنطلق من مطار كابل منذ انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان نهاية الشهر الماضي.

وفي اليوم نفسه، أعلن مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري أن مطار كابل بات جاهزا للملاحة الدولية بعد تمكن الفرق الفنية القطرية من إعادة تشغيله وإصلاح الأضرار التي لحقت به أثناء انسحاب القوات الأميركية.

مساعدات باكستانية

وبالتزامن مع وصول المزيد من الطائرات القطرية وصلت أول طائرة مساعدات إنسانية باكستانية إلى مطار قندهار (جنوب أفغانستان) محملة بأطنان من المواد الغذائية والإمدادات الطبية، وهي الثانية التي تصل هذا البلد بعد هبوط طائرة أمس في مطار كابل الدولي.

وذكرت مصادر أفغانية أن مزيدا من المساعدات ستصل من باكستان عبر معبر سبين بولدك في قندهار الأيام القادمة.

في الأثناء، أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس -في مؤتمر صحفي مع نظيره الباكستاني شاه محمود قرشي بإسلام آباد- أن مؤتمرا للمانحين لأفغانستان سيعقد الاثنين المقبل في جنيف، قائلا إن بلاده ستشارك فيه ولن تتخلى عن أفغانستان.

الحوار مع طالبان

سياسيا، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم إن المنظمة تتواصل بشكل دائم مع طالبان، وتعتقد أن الحوار معها ضروري للغاية في الوقت الحالي.

وأضاف غوتيريش أنه من الضروري إيجاد آليات تسمح بضخ بعض السيولة في الاقتصاد الأفغاني.

في السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الحوار مع طالبان ضروري، مضيفا أن الاعتراف الدولي بهذه الحركة يتوقف على مدى وفائها بوعودها.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الكرملين أن روسيا لن تحضر مراسم أداء اليمين للحكومة المؤقتة التي شكلتها حركة طالبان التي يفترض أن تقام غدا السبت.

يأتي ذلك فيما دعا وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال بأفغانستان الملا محمد يعقوب مسؤولي الوزارة السابقين لاستئناف عملهم غدا.

وكانت طالبان أعلنت الثلاثاء الماضي عن حكومة لتصريف الأعمال يرأسها الملا محمد حسن آخوند، وتضم أكثر من 30 وزيرا ونائب وزير.

من جهته، قال مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي إن بلاده لن تعترف بأي حكومة تصل إلى السلطة بالقوة في أفغانستان، مضيفا أن طهران تنتظر تنفيذ حركة طالبان وعودها في تشكيل حكومة أفغانية شاملة.

وفي تطور آخر، نفت باكستان نفيا قاطعا أي تورط لها في المعارك التي دارت في منطقة بنجشير (شمال كابل) بين طالبان وقوات مناوئة لها بقيادة أحمد مسعود، والتي انتهت بسيطرة الحركة على المنطقة، متهمة الهند بأنها مصدر هذه الشائعات التي وصفتها بالكاذبة.

المصدر : الجزيرة + وكالات