وسط دعوات لجمعة غضب.. الاحتلال يكثف البحث عن السجناء الفارين ويعتقل أقاربهم والفصائل الفلسطينية تحذر من قمع الأسرى

Israeli armoured vehicles take part in a army drill after the visit of Israeli Defence Minister Avigdor Lieberman in the Israeli-occupied Golan Heights, Israel, August 7, 2018. REUTERS/Amir Cohen
جيش الاحتلال دفع بـ 4 كتائب عسكرية إلى الضفة الغربية (رويترز)

دفعت قوى الأمن الإسرائيلية بمختصين في البحث الجنائي إلى مرج ابن عامر جنوب الناصرة تساندهم طائرة مروحية وذلك ضمن عملية البحث عن الأسرى الفلسطينيين الستة الفارين من سجن جلبوع ، كما أطلقت حملة اعتقالات لأقارب هؤلاء الفارين، وعززت جودها في الضفة الغربية والأحياء الشرقية من القدس المحتلة، خشية وقوع مواجهات، في أعقاب دعوات فلسطينية ليوم غضب تضامنا مع الأسرى.

واقتحمت قوات الاحتلال بلدة عرابة في جنين، واعتقلت أشقاء الأسير محمود عارضة الذي نجح في الفرار من السجن الإسرائيلي، وشملت الاعتقالات شقيقته باسمة وشقيقيه رائد ومحمد.

كما اقتحمت بلدة بير الباشا في جنين، واعتقلت يوسف شقيق الأسير يعقوب قادري الذي نجح في الهرب من سجن جلبوع.

وفي سياق متصل، عززت الشرطة الإسرائيلية اليوم وجودها في الأحياء الشرقية من القدس المحتلة، والبلدة القديمة، وفي محيط المسجد الأقصى، خشيةً من وقوع مواجهات عقب صلاة الجمعة.

كما عزز جيش الاحتلال قواته في الضفة بـ 4 كتائب، مع احتمال استدعاء مزيد من جنوده تحسبا لتصعيد ميداني متوقع عقب صلاة الجمعة، في ضوء دعوات الفصائل الفلسطينية لمواصلة الاحتجاجات تنديدا بقمع مصلحة السجون الإسرائيلية للأسرى.

وقرر الجيش الإسرائيلي إلغاءً جزئيا لعطلة نهاية الأسبوع في بعض الوحدات، وحظر على جنوده مغادرة المعسكرات.

ومن المقرر أن تشهد مدن وبلدات الضفة مسيرات بعد صلاة الجمعة دعمًا للأسرى في سجون الاحتلال، وتنديدا بالإجراءات العقابية بحقهم.

وكانت الضفة شهدت مسيرات ومواجهات على مدار الليلتين الماضيتين، حذر مشاركون فيها من المساس بالأسرى الستة الذين تمكنوا من الفرار مستخدمين نفقا حفروه داخل زنزانتهم إلى خارج سجن جلبوع.

عمليات بحث

ورفعت الشرطة تأهبها في كافة أنحاء إسرائيل بالتشديد على المناطق الشمالية إلى أعلى درجة قبل حالة الطوارئ، في إطار حملة البحث الواسعة عن الأسرى الفارين، كما أبقت على عشرات الحواجز التي نشرتها الأيام الأخيرة.

وقال وزير الدفاع بيني غانتس اليوم "هناك عمليات بحث مكثفة عن الأسرى الفارين من سجن جلبوع. التعاون مع السلطة الفلسطينية مستمر".

وتعهد غانتس -في تصريحات للصحفيين- بإلقاء القبض على الأسرى الفلسطينيين الفارين.

وقال "في النهاية سنضع أيدينا على الفارين من السجون، سنواصل اتصالاتنا مع السلطة الفلسطينية".

وأضاف وزير دفاع الاحتلال "يجب أن نفهم أن الستة اختفوا بين الملايين هنا، آمل أن ينتهي اليوم بهدوء، والجيش مستعد لأي تطور في أي مكان".

وتابع "علينا معالجة هؤلاء الستة، دون الإخلال بالتوازنات الأخرى في الميدان" دون مزيد من التفاصيل أو الإيضاحات.

ولكن وسائل إعلام إسرائيلية أشارت -خلال الأيام الأخيرة- إلى أن اعتقال أو قتل المعتقلين الفارين، خلال مطاردتهم، قد يُفجر مواجهات بين الفلسطينيين والجيش.

توتر السجون

في الأثناء، قالت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين "سجون الاحتلال حولت سجن ريمون لثكنة عسكرية، وفرضت حصارا شاملا على كافة أقسامه، ونشرت مئات الجنود من وحدات القمع الخاصة المتساده ودرور ويماز على الأسطح لمراقبة صلاة الجمعة".

وأظهرت صور قيام وزير الأمن الداخلي بجولة داخل سجن النقب أمس. في وقت ذكر نادي الأسير الفلسطيني أن إدارة السجن طلبت إجراء حوار مع ممثل الأسرى بالسجن، دون أن يرشح معلومات عن نتائجه.

وأكد نادي الأسير أمس أن الأسرى قاموا بحرق غرف في قسم 7 بسجن رامون، رفضا لاستمرار إدارة سجون الاحتلال في عمليات القمع والتنكيل بحقهم.

وتسود حالة من التوتر الشديد عددا من السجون الإسرائيلية، على خلفية إجراءات عقابية فرضتها مصلحة السجون على الأسرى.

وأفادت رسالة موقعة من ممثلي الأسرى في سجون الاحتلال -تسلمها نادي الأسير- بأن إدارة السجون الإسرائيلية بدأت شن حرب شاملة على الأسرى، وقررت معاقبتهم، إثر فشلها في منع هروب الأسرى الستة، وفق تعبيرهم.

وأضافت الرسالة أن الأسرى سيتخذون خطوات للتصعيد خلال الأيام القادمة، وسيتم الإعلان عنها لاحقا. وقد ناشد الأسرى الفصائلَ الفلسطينية مواصلة الحراك الشعبي والمسيرات الداعمة لهم.

ومن جانبها أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها بُلغت من مصلحة السجون الإسرائيلية بإلغاء زيارات أهالي المعتقلين خلال الفترة بين 12 و14 سبتمبر/أيلول الجاري إثر التصعيد داخل المعتقلات.

وقال يحيى مسودة الناطق باسم لجنة الصليب بالقدس المحتلة "سلطات الاحتلال أبلغت المنظمة الدولية بأن إلغاء الزيارات للسجون سيكون 3 أيام".

وأشار -في لقاء مع الجزيرة- إلى أن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى مد فترة الإلغاء إلى فترات أخرى.

تحذير الفصائل

هذا وقد حذرت الفصائل الفلسطينية سلطات الاحتلال من استمرار ما وصفتها بالهجمة الإسرائيلية الشرسة على الأسرى.

وقد دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى اعتبار الجمعة "يوم غضب" في وجه إسرائيل رفضا لانتهاكاتها بحق المعتقلين في سجونها.

وقالت حماس في بيان "في ظل الهجمة المسعورة ضد أسرانا البواسل التي ينفذها الاحتلال، ندعو جماهير شعبنا لجعل الجمعة يوم غضب فلسطيني في وجه غطرسة الاحتلال وعدوانه على الأسرى".

ومن جانبه أكد جميل مزهر مسؤول الجبهة الشعبية في قطاع غزة أن التصعيد سيقابل بالتصعيد، وأن الفصائل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى.

ودعا -خلال مؤتمر صحفي للفصائل- أبناء الشعب الفلسطيني إلى توفير الحماية للأسرى الستة الذين تمكنوا من انتزاع حريتهم والهرب من سجن جلبوع، ومواصلة عمليات التشويش والإرباك للاحتلال.

ومن ناحية أخرى، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن كل الخيارات مفتوحة أمامها للدفاع عن الأسرى بالسجون الإسرائيلية أمام القمع الذي يتعرضون له من قبل سلطات الاحتلال.

وقد حذر محمد شلح القيادي بالجهاد -خلال وقفة تضامنية مع الأسرى بغزة أمس- من أن الحركة لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تعرض الستة الذين فروا من السجن لأي مكروه.

ونظمت "سرايا القدس" (الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي) عرضا عسكريا أمس في القطاع تضامنا مع الأسرى بسجون الاحتلال.

هذا وقد أطلقت مؤسسات فلسطينية اليوم نداء عاجلا للأمم المتحدة، والبعثات الدولية العاملة بفلسطين، لتوفير الحماية للأسرى في سجون الاحتلال.

ولليوم الثالث على التوالي، تفرض تل أبيب إجراءات عقابية بحق الأسرى، بينها اقتحام السجون والتنكيل وضرب المعتقلين ونقلهم لسجون أخرى، عقب نجاح 6 أسرى في الفرار من سجن جلبوع شديد التحصين.

المصدر : الجزيرة + وكالات