ترامب يهاجم بايدن وبلير ينتقد "التخلي الغربي" عن أفغانستان

دونالد ترامب (يمين) وتوني بلير (وسط) وجو بايدن (وكالات)

شنَّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب -أمس السبت- هجوما على طريقة تعامل الرئيس جو بايدن مع انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، بينما انتقد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير التخلي الغربي عن هذا البلد، واصفاً إياه بالخطير.

ووصف ترامب الانسحاب بأنه "أكبر مهانة" في مجال السياسة الخارجية تتعرض لها الولايات المتحدة في تاريخها.

وأنحى ترامب الجمهوري باللوم مرارا على بايدن الديمقراطي في سقوط أفغانستان في أيدي حركة طالبان، على الرغم من أن الانسحاب الأميركي الذي تسبب في انهيار قوات الحكومة الأفغانية جرى بناء على اتفاق تم توقيعه في عهد ترامب.

وقال ترامب في تجمع حاشد لأنصاره قرب كولمان بولاية ألاباما إن "انسحاب بايدن الفاشل من أفغانستان هو أكبر إظهار مثير للدهشة لعدم الكفاءة الفادحة من قبل رئيس للبلاد، ربما في أي وقت".

وأضاف "للأسف لم يتبع بايدن الخطة التي توصلت إليها"، مبديا أسفه على الأميركيين في أفغانستان والمعدات التي تركت مع انسحاب القوات.

ومضى قائلا "كان من الممكن أن نخرج بكرامة، كان يجب أن نخرج بكرامة وبدلا من ذلك خرجنا بعكس الكرامة تماما. هذا ليس انسحابا، هذا استسلام كامل".

وأضاف ترامب أن طالبان التي تفاوض معها تحترمه، مشددا على أن الاستيلاء السريع على أفغانستان لم يكن ليحدث لو كان ما زال هو في الرئاسة.

ويحاول زعماء طالبان تشكيل حكومة جديدة بعد أن سيطرت قواتهم على جميع أنحاء أفغانستان، بعد انهيار الحكومة والجيش المدعومين من الغرب.

من جانبه انتقد بايدن الجيش الأفغاني لرفضه القتال، ودان الحكومة الأفغانية المخلوعة، وأعلن أنه ورث من ترامب اتفاق انسحاب سيئا.

مخاطر كبيرة

بدوره، انتقد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي قاد التدخّل العسكري لبلاده عام 2001 في أفغانستان إلى جانب الولايات المتحدة -أمس السبت- ما أسماه "التخلّي" الغربي عن هذا البلد، واصفاً إياه بأنه خطير وغير ضروري.

وكتب بلير في مقال نشر على موقع مؤسسته الإلكتروني، أن "التخلي عن أفغانستان وشعبها مأساوي وخطير وغير ضروري، وليس في مصلحتهم ولا في مصلحتنا".

وقال بلير في أول تعليق علني له منذ انهيار الحكومة الأفغانية وسيطرة حركة طالبان على السلطة، "في أعقاب قرار إعادة أفغانستان إلى المجموعة نفسها التي نشأت منها مجزرة 11 سبتمبر/أيلول 2001، وبطريقة تبدو كأنها مصممة لاستعراض إذلالنا، إن السؤال الذي يطرحه الحلفاء والأعداء على حد سواء، هو: هل فقد الغرب إرادته الإستراتيجية؟".

ويُعتبر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق شخصية مثيرة للجدل في بريطانيا والخارج، بسبب دعمه القوي للعمل العسكري الذي قادته الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق.

وأشار بلير إلى أن الإستراتيجية الحالية للحلفاء الغربيين ستضرّ بهم على المدى الطويل، قائلاً إن "العالم الآن غير متأكّد من موقف الغرب، لأن من الواضح جدًا أن قرار الانسحاب من أفغانستان بهذه الطريقة لم يكن مدفوعًا بالإستراتيجية بل بالسياسة".

واعتبر أن ذلك تم "وسط تصفيق كل الجماعات الجهادية في العالم"، لافتًا إلى أن روسيا والصين وإيران تُراقب وتستفيد من الوضع.

وأقام بلير خلال السنوات العشر التي قضاها على رأس الحكومة البريطانيّة منذ عام 1997، علاقات وثيقة مع الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، لكن قرارات التدخلات العسكرية في الشرق الأوسط التي لم تحظ بشعبية، أدت دورًا كبيرًا في سقوط بلير عام 2007 وتسليم السلطة إلى خليفته غوردن براون.

ودعا بلير أيضا إلى إعادة التفكير الإستراتيجي في طريقة تعامل الغرب مع ما أسماه "الإسلام المتطرّف".

وتابع "لقد تعلمنا مخاطر التدخل بالطريقة التي تدخلنا بها في أفغانستان والعراق وليبيا، لكن عدم التدخل هو أيضًا سياسة لها نتائجها".

المصدر : وكالات