وول ستريت جورنال: في قمة مع بايدن.. بوتين رفض أي دور للقوات الأميركية قرب أفغانستان

بوتين أبلغ بايدن في قمة بينهما يوم 16 يونيو/حزيران الماضي أن موسكو تعارض أي وجود عسكري أميركي بآسيا الوسطى (الأناضول)

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) عن مسؤولين أميركيين وروس كبار أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعترض خلال اجتماع قمة عقده يوم 16 يونيو/حزيران الماضي مع الرئيس الأميركي جو بايدن على أي دور للقوات الأميركية في دول آسيا الوسطى، وأن ذلك يقوض جهود الجيش الأميركي للتصدي للأخطار "الإرهابية" الجديدة بعد انسحابه من أفغانستان.

وأضافت الصحيفة في تقرير حصري لها أن هذا الموقف كرره مسؤول روسي رفيع المستوى هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن مسؤولا أميركيا كبيرا قال إن بوتين شدد على هذه النقطة، على الرغم من أن بايدن لم يطلب الدعم لوضع أصول عسكرية أو مخابراتية أميركية في المنطقة.

تعقيد خيارات الجيش الأميركي

وأوضحت الصحيفة أن هذا الموقف الروسي الذي لم يُكشف عنه من قبل أدى إلى تعقيد خيارات الجيش الأميركي لإنشاء قواعد للطائرات من دون طيار وغيرها من قوات مكافحة "الإرهاب" في البلدان غير الساحلية المتاخمة لأفغانستان، وقد تفاقمت هذه المشكلة مع انهيار الحكومة الأفغانية والقوات المسلحة الأسبوع الماضي.

وقال مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون إن هذه المعلومات تشير أيضا إلى أن موسكو مصممة على محاولة الحفاظ على آسيا الوسطى بوصفها مجال نفوذ لها أكثر من توسيع التعاون مع أميركا بشأن الاضطرابات في أفغانستان.

وأشارت الصحيفة إلى أن أميركا استخدمت قواعد في أوزبكستان وقرغيزستان خلال المرحلة الأولى من عملياتها في أفغانستان، لكنها غادرت أوزبكستان في عام 2005 وقرغيزستان بعد ما يقرب من عقد من الزمان بعد أن ضغطت روسيا والصين على دول في المنطقة لتقليص تعاونها العسكري مع واشنطن.

وأضافت أن الجيش الأميركي ينظر إلى آسيا الوسطى بوصفها مركزا محتملا لإجراء الاستطلاع بطائرات من دون طيار أو ضربات الطائرات المسيّرة ضد الجماعات "الإرهابية" نظرا لقربها من أفغانستان.

مساع لإحياء التعاون مع آسيا الوسطى

وأشار التقرير إلى أن واشنطن سعت خلال الفترة الماضية إلى إحياء تعاون أمني وعسكري محتمل مع دول آسيا الوسطى، خاصة طاجيكستان وأوزبكستان، مشيرة إلى أنه بينما تتمتع روسيا بنفوذ كبير في تلك المنطقة، قال مسؤولون أميركيون سابقون إن موسكو لا تتصدر بالضرورة القرار في بعض عواصم المنطقة.

وقال إن موسكو كثفت جهودها الدبلوماسية الخاصة في التعليقات العامة والرسائل الخاصة إلى المسؤولين في آسيا الوسطى لإحباط عثور أميركا على موطئ قدم عسكري لها في المنطقة لمكافحة "الإرهاب".

موسكو ليست بحاجة لواشنطن بالمنطقة

ونسبت الصحيفة إلى أندري كورتونوف المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي، وهو مؤسسة فكرية غير ربحية في موسكو، قوله إنه إذا كان منطق الولايات المتحدة هو أن وجودها العسكري قد يعزز أمن آسيا الوسطى، فإن الرد الطبيعي لموسكو هو أن بإمكانها الاعتناء بذلك وقد فعلته لمدة طويلة من الزمن.

ونقل عن سفير الولايات المتحدة السابق في كازاخستان وجورجيا ويليام كورتني قوله إن موسكو كانت تتعاون في السابق مع واشنطن في أمن آسيا الوسطى لأنها كانت تتصور أن أميركا ستبقى في أفغانستان وتحاول إصلاح الأمور، لكن أميركا خرجت، ولم تعد موسكو تعتقد أن الأميركيين سيكونون حماة موثوقا بهم ضد نفوذ طالبان في آسيا الوسطى، مضيفا أن القلق الرئيسي للروس هو عودة "المتطرفين الإسلاميين" والمخدرات إلى الشمال.

المصدر : وول ستريت جورنال