آلاف العالقين بمطار كابل.. خطاب مرتقب لبايدن وحلف الأطلسي يتعهد بتسريع إجلاء الأجانب والمتعاونين الأفغان

أجلت الولايات المتحدة نحو 3 آلاف شخص من مطار كابل، أمس الخميس، كما تعهد حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتسريع عمليات إجلاء الرعايا الأجانب والأفغان المتعاونين معهم، بينما استمر توافد آلاف الأفغان على مداخل مطار كابل اليوم الجمعة، وتواصلت محاولاتهم لدخوله بغرض الهجرة.

وقال شهود عيان إن أصوات إطلاق الرصاص في الهواء تسمع بين حين وآخر، من طرف مقاتلي طالبان والقوات الأميركية الموجودة داخل المطار، وما تبقى من أفراد القوات الخاصة الأفغانية الذين يحرسون عددا من بوابات المطار، وذلك في مسعى لتفريق الأفغان المحتشدين أملا في الهجرة.

ونقلت رويترز عن مسؤول بالبيت الأبيض أن الولايات المتحدة أجلت نحو 3 آلاف شخص من مطار كابل، أمس الخميس، وذلك في 16 رحلة طيران، مضيفا أن قرابة 350 منهم أميركيون.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن مجمل من أجلاهم الجيش منذ 14 من الشهر الجاري بلغ نحو 9 آلاف شخص.

وأضاف أن من بين الأشخاص الإضافيين الذين تم إجلاؤهم أفراد عائلات مواطنين أميركيين، ومتقدمين للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة وأسرهم، وأفغانا معرضين للخطر.

ونقلت رويترز عن مسؤول في حلف الناتو أن أكثر من 18 ألف شخص تم إجلاؤهم من مطار كابل منذ سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية يوم الأحد الماضي.

وتعهد المسؤول، الذي طلب عدم ذكر هويته، لرويترز بمضاعفة جهود الإجلاء مع تزايد الانتقادات لتعامل الغرب مع الأزمة.

وأضاف أن حشود الأفغان ما زالت خارج المطار، في مسعى مستميت للفرار، على الرغم من أن طالبان حثت المواطنين الذين لا يحملون وثائق سفر قانونية على العودة إلى منازلهم.

وقبيل صلاة الجمعة دعت طالبان إلى الوحدة، وطالبت الأئمة بإقناع السكان بعدم مغادرة البلاد في ظل الفوضى بالمطار واحتجاجات وأنباء عن عنف.

وكان آلاف الأفغان هرعوا إلى مطار كابل في محاولة يائسة للفرار من البلاد بعد سيطرة طالبان على العاصمة الأحد.

وأجلت حكومات غربية الآلاف من مواطنيها ومدنيين أفغان عملوا لحسابها، لكن عمليات الإجلاء اتسمت بالفوضى.

طريقة إجلاء الأميركيين والمتعاونين معهم والفوضى التي عمت مطار كابل جلبت انتقادات واسعة للرئيس جو بايدن (الجزيرة)

خطاب وانتقادات

ومن المنتظر أن يتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن جهود الإجلاء، اليوم الجمعة، بعد أن واجه عاصفة انتقادات بسبب إدارته لمسألة انسحاب القوات التي تفاوضت عليها الإدارة الأميركية السابقة.

وذكرت وسائل إعلام في بريطانيا أن رؤساء أجهزة المخابرات البريطانية قد يخضعون للاستجواب بسبب إخفاقات مخابراتية. وظل عدة مسؤولين بريطانيين في عطلة برغم اندلاع الأزمة في أفغانستان. وتعرض وزير الخارجية دومينيك راب لانتقادات شديدة بسبب رد فعله نحو الأزمة.

كما تواجه الحكومتان الألمانية والأسترالية دعوات بفعل المزيد وتسريع إجلاء المواطنين والأفغان المهددين.

وتصاعدت الانتقادات لحلف شمال الأطلسي وغيره من القوى الغربية مع انتشار صور الفوضى واليأس لآلاف الأفغان المتعاونين مع القوات الأجنبية في مطار كابل.

مخاوف أميركية

بدوره، وصف مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، لشبكة "إن بي سي نيوز" (NBC News) إجلاء الأميركيين من أفغانستان بأنها عملية محفوفة بالمخاطر، وتتعلق باستمرار طالبان في السماح بالمرور الآمن إلى المطار.

وأشار المسؤول الأميركي إلى احتمال وقوع هجوم إرهابي تنفذه مجموعة "ولاية خراسان" التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، إن الجيش الأميركي يحافظ على الاتصال بحركة طالبان، مشيرا إلى أن هناك تفاهمات مع الحركة لتسهيل الوصول إلى المطار.

وأكد أن القوات الأميركية لم ترصد قيام طالبان بعرقلة حركة المواطنين الأميركيين إلى مطار كابل.

في السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إن بلاده أرسلت فرقا إضافية من الموظفين القنصليين إلى قطر والكويت للمساعدة في العمل على إجراءات عبور الأفغان والأميركيين الذين يتم إجلاؤهم من أفغانستان.

وشكر برايس البلدين على إتاحة المجال لاستخدام أراضيهما لهذه الغاية، مؤكدا أن هدف بلاده هو تسريع عمليات العبور.

في غضون ذلك، قال نائب وزير الخارجية البولندي ماريوس بلاشتشاك، إن بلاده نقلت نحو 50 شخصًا جوا من أفغانستان.

ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان بولندا أن لديها نحو 100 شخص على قائمة الإجلاء.

وأضاف بلاشتشاك، في تغريدة له على تويتر، أن الطائرة التي كانت تقل من تم إجلاؤهم من مطار كابل هبطت بسلام في وارسو، مؤكدا أن بولندا لا تتخلى عن مواطنيها وحلفائها.

قلق أممي

من جانبها، قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم الجمعة إن معظم الأفغان غير قادرين على مغادرة بلادهم، مضيفة أن من قد يكونون في خطر "ليس أمامهم طريق واضح للفرار".

وجددت شابيا مانتو المتحدثة باسم المفوضية الدعوة إلى البلدان المجاورة لإبقاء الحدود مفتوحة أمام طالبي اللجوء في ضوء ما وصفتها بأنها "أزمة متصاعدة".

وذكرت في إفادة صحفية بجنيف "ما تزال المفوضية قلقة بشأن احتمال ارتكاب انتهاكات حقوق إنسان ضد المدنيين في هذا السياق الآخذ في التطور، بما في ذلك النساء والفتيات".

حملات تبرع

من جانبها، جمعت حملة عبر منصة "غو فند مي" (GoFundMe) تهدف للتبرع لإجلاء 300 من الأفغان المعرضين للخطر والذين يريدون الفرار من حركة طالبان، أكثر من 6 ملايين دولار، وفقا للأرقام المنشورة الخميس.

وطلب مؤسس الصفحة تومي ماركوس، ومقره في نيويورك، جمع أموال من أجل تنظيم رحلات جوية إلى خارج البلاد للأفغان المعرضين لخطر استهدافهم من طالبان.

وأضاف أن من بين هؤلاء رجالا ونساء عملوا كمحامين في مجال حقوق الإنسان وصحفيين ومنسقين حكوميين وآخرين، وجميعهم معرضون لخطر الإعدام الوشيك على يد طالبان مع عائلاتهم، على حد قوله.

وأوضح ماركوس أنه يعمل مع مجموعات إغاثة وناشطين على الأرض في كابل من أجل التخطيط لعملية الإنقاذ.

ومنذ إطلاقها في وقت سابق من هذا الأسبوع، تلقت الحملة تبرعات من أكثر من 106 أشخاص، بمساهمات تراوحت من دولار واحد إلى 20 ألف دولار.

هجرة عكسية

في المقابل، سمحت باكستان اليوم لمجموعة من الأفغان بالعودة إلى بلدهم من معبر "طُورخَم" البري بين البلدين.

كما سمحت أيضا لعدد من شاحنات نقل البضائع بالمرور من المعبر، بالتنسيق مع عناصر حركة طالبان.

وقد شوهدت مئات من الشاحنات المتوقفة على جانبي الطرق الرئيسية المؤدية إلى بوابات المعابر الحدودية، بانتظار السماح لها بالمرور.

المصدر : الجزيرة + وكالات