وسط مخاوف من انهيار الاتفاق النووي.. مسؤول أميركي يدعو طهران للعودة للمفاوضات ويتحدث عن سيناريوهات بديلة

المبعوث الأميركي لإيران روبرت مالي (الجزيرة)

نقل موقع "بوليتيكو" (POLITICO) عن المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي أن مصير العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران أصبح مثار تساؤل كبير.

وأضاف مالي أن قرار العودة إلى الاتفاق لم يعد بيد الولايات المتحدة وأنها لم تعد تتحكم فيه بالكامل.

وانتقد المبعوث الأميركي ما قال إنه افتقار للجدية والالتزام من جانب إيران، ولكّنه أعرب عن استعداد بلاده لاستئناف المحادثات مع طهران.

وكشف مالي أن فريق بلاده يعد لسيناريو إخفاق التوافق الأميركي الإيراني. وذكر المبعوث أن من بين عناصره التوقيع على اتفاق منفصل وفق معايير مختلفة تماما، أو اللجوء إلى سلسلة من الإجراءات العقابية مع الحلفاء الأوروبيين.

واعتبر أنه من المنطقي العودة إلى الاتفاق، مشيرا إلى أن التأخر يرجع لانعدام الثقة الذي نتج عن حملة الضغط القصوى من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب والانتقال السياسي في إيران.

وقال مالي إنه إذا استمرت إيران في اتخاذ خطوات نووية استفزازية، وواصلت استفزازاتها الإقليمية فهذا يعني الابتعاد عن الاتفاق، على حد تعبيره.

انتقادات غربية

وكانت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا نددت -أمس الخميس- بزيادة إيران إنتاج اليورانيوم المخصب إلى نسبة 60%، داعية إلى استئناف المفاوضات في فيينا "دون إبطاء".

وكتب وزراء خارجية الدول الثلاث -في بيان مشترك- "نحن -حكومات ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة- أخذنا -بقلق بالغ- علما بالتقارير الأخيرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تؤكد أنّ إيران أنتجت للمرة الأولى اليورانيوم المعدني المخصب عند نسبة 20%، وضاعفت بشكل ملحوظ أيضا قدرتها على إنتاج اليورانيوم المخصب إلى مستوى 60%".

وأكدوا أن "القلق مضاعف خصوصا أن إيران قيّدت بشدة وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية" إلى بعض المنشآت.

بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن التصعيد النووي الإيراني المستمر غير بنّاء ويتعارض مع العودة إلى الامتثال المتبادل، على حد تعبيره.

وأضاف -في بيان- أن هذا التصعيد لن يوفر نفوذا تفاوضيا لإيران في أية محادثات قادمة، ولن يؤدي إلا إلى مزيد من عزلتها، قائلا إن الولايات المتحدة لا تفرض موعدا نهائيا للمفاوضات، لكن هذه النافذة لن تبقى مفتوحة إلى ما لا نهاية.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت -الثلاثاء الماضي- أن إيران وضعت آلية جديدة لتسريع وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، في وقت تراوح مكانها المحادثات الدبلوماسية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم في العام 2015.

ويتوجب أساسا دفع التخصيب إلى نسبة 90% من أجل صناعة قنبلة نووية، ولو أن مراحل أخرى ينبغي أيضا استكمالها.

وفي معرض تعليقه على التقرير المذكور، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن "البرامج والإجراءات النووية لإيران مطابقة تماما لمعاهدة حظر الانتشار النووي "إن بي تي" (NBT) والتزاماتها في إطار اتفاقية الضمانات"، بحسب وكالة "مهر" المحلية.

وفي 20 يونيو/حزيران الماضي، أنهت إيران آخر جولة من المفاوضات النووية مع مجموعة "4+1" بمشاركة أميركية غير مباشرة، وذلك بهدف إحياء الاتفاق الموقع عام 2015 الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب مطلع مايو/أيار 2018.

المصدر : الجزيرة + وكالات + بوليتيكو