التزام أميركي وأوروبي بالحوار مع طالبان واتصالات مكثفة لإنجاح مفاوضات الدوحة

Extraordinary Foreign Affairs Council in Brussels
اجتماع طارئ في بروكسل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لبحث الوضع في أفغانستان (رويترز)

أعلنت واشنطن التزامها بالحوار مع حركة طالبان وأنها تراقب مدى التزام الحركة بالتزاماتها، كما وعد الاتحاد الأوروبي بالحوار مع طالبان، في وقت تتواصل فيه الاتصالات الدبلوماسية الدولية مع المسؤولين في قطر لإنجاح مفاوضات الدوحة.

وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالا برئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، حيث اتفقا معا على عقد قمة افتراضية لمجموعة السبع بشأن أفغانستان خلال الأيام المقبلة.

كما اتفق الزعيمان في الاتصال الهاتفي على ضرورة عمل المجتمع الدولي لمنع أزمة إنسانية في أفغانستان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن بلاده منخرطة في محادثات مع طالبان، مؤكدا أن واشنطن تبقى ملتزمة بالانخراط في الحوار عبر فريقها التفاوضي في الدوحة.

وأضاف برايس في مؤتمر صحفي أن واشنطن نراقب عن كثب مدى التزام طالبان بضمان الوصول الآمن للمدنيين إلى مطار كابل.

وأوضح برايس أن المحادثات مع طالبان صارت تركز أكثر على سلامة المدنيين على الأرض والحد من احتمال إراقة الدماء.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن علاقة حركة طالبان بتنظيم الدولة الإسلامية اتسمت بالحرب والصراع في الماضي، مستبعدا أن يحدث تعاون بين الحركة والتنظيم.

وأضاف، خلال مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض، أن بلاده ستراقب مدى استعداد طالبان للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان وتوفير ممرات آمنة نحو مطار كابل، معتبرا أنه يتعين عليها إثبات هويتها للمجتمع الدولي.

وبخصوص الحكومة الأفغانية المطاح بها، قال سوليفان إن الرئيس المعزول أشرف غني لم يعد لاعبا فاعلا في أفغانستان، مضيفا أن واشنطن كانت على علم باحتمال سيطرة طالبان على أفغانستان، وأن ذلك كان في حساباتها.

من ناحية أخرى، استدعى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس غريغوري ميكس كلا من وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، للإدلاء بشهادتهما أمام اللجنة بخصوص ما يجري في أفغانستان.

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) عن مصدرين أميركيين أن البيت الأبيض جمّد الأحد الماضي احتياطات الحكومة الأفغانية المودعة في المصارف الأميركية، ليمنع بذلك حركة طالبان من الوصول إلى مليارات الدولارات.

وأضافت الصحيفة وفق المصدرين أن قرار تجميد الاحتياطات اتخذته وزيرة الخزانة ومسؤولون في مكتب مراقبة الأصول الخارجية في الوزارة بعد بحث الأمر مع وزارة الخارجية والبيت الأبيض.

U.S. State Department Spokesman Ned Price holds news briefing at State Department in Washington
برايس: المحادثات مع طالبان صارت تركز أكثر على سلامة المدنيين على الأرض والحد من احتمال إراقة الدماء (رويترز)

الاتحاد الأوروبي

وعلى صعيد رد الفعل الأوروبي، عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا لتنسيق مواقفهم من التطورات في أفغانستان، وذلك بعد يومين من سيطرة طالبان على كابل وهروب الرئيس أشرف غني.

وقال منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن حركة طالبان انتصرت في الحرب وسيكون على الأوروبيين التحدث إليها.

وأضاف أن الهدف من ذلك هو إقامة حوار في أقرب وقت لتفادي كارثة إنسانية ومنع عودة "الإرهاب الأجنبي" إلى أفغانستان، موضحا أن التحدث إلى طالبان لا يعني بالضرورة اعترافا رسميا بنظامها.

وأشار منسق السياسة الخارجية إلى أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي ناقشوا تقييما أوليا للوضع في أفغانستان، وكيفية التعامل مع الظرف الجديد.

الأمم المتحدة

من جهته، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن هناك حاجة لرؤية الوعود التي أطلقتها طالبان تنفذ على أرض الواقع.

وأضاف دوجاريك أن الأمم المتحدة لديها اتصالات مع حركة طالبان، وأن تركيزها الأساسي حاليا ينصب على المساعدات الإنسانية وضمان وصولها إلى أفغانستان.

اتصالات قطر

وفي الدوحة، التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بوفد من طالبان برئاسة الملا عبد الغني برادر.

وقال بيان للخارجية القطرية إنه جرى خلال الاجتماع استعراض آخر التطورات الأمنية والسياسية في أفغانستان، والتأكيد على حماية المدنيين، وتكثيف الجهود اللازمة لتحقيق المصالحة الوطنية، والعمل على تسوية سياسية شاملة، وانتقال سلمي للسلطة، مع أهمية المحافظة على المكتسبات التي حققها الشعب الأفغاني.

في الشأن ذاته، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إنه تحدث مع نظيره القطري وشكره على التزام قطر بعملية السلام في أفغانستان.

وأضاف راب في تغريدة على تويتر أن حركة طالبان تعهدت في اتفاق الدوحة بالدخول في المحادثات بنية حسنة، لكن أفعالها حتى الآن لم تتوافق مع وعدها وتجب محاسبتها، حسب تعبيره.

كما تلقى وزير الخارجية القطري اتصالا هاتفيا من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، حيث جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وآخر التطورات الميدانية والمستجدات في أفغانستان بشقيها الأمني والسياسي.

وشكر وزير الخارجية الأميركي دولة قطر على دورها في استمرار المحادثات وتوفير المساعدة اللازمة لعملية الإجلاء.

وشدد الوزيران على ضرورة حماية المدنيين وتكثيف الجهود اللازمة لتحقيق المصالحة الوطنية، والعمل على تسوية سياسية شاملة تضمن انتقالا سلميا للسلطة، وذلك في ضوء المكتسبات التي حققها الشعب الأفغاني.

في الشأن نفسه بحث الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيرش الأوضاع في أفغانستان، كما استعرضا التطورات الميدانية في أفغانستان بشقيها الأمني والسياسي، وتداعياتها على الداخل الأفغاني، بحسب وزارة الخارجية القطرية.

وقال وزير الخارجية القطري إنه بحث مع الأمين العام للأمم المتحدة تداعيات الأحداث في أفغانستان على الوضع الإنساني.

وجاء في بيانٍ صادر عن المتحدث باسم الأمين العام للامم المتحدة أن غوتيرش أعرب عن تقديره لجهود دولة قطر في تعزيز الحوار بين طالبان والأطراف الأفغانية، كما أكد البيان أن غوتيرش يأمل أن تؤدي هذه الجهود إلى انتقال شامل وسلمي في أفغانستان.

وفي السياق نفسه، تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث تم استعراض آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، لا سيما تطورات الأوضاع في أفغانستان وتداعياتها.

وأكد الجانبان على أهمية استمرار المحادثات وتكثيف الجهود اللازمة لتحقيق المصالحة الوطنية والانتقال السلمي للسلطة لما فيه مصلحة الشعب الأفغاني.

وبدوره، عقد وزير الإعلام الباكستاني فؤاد تشودري مؤتمرا صحفيا في إسلام آباد رحب فيه بالتغيير السلمي في أفغانستان.

ودعا تشودري حركة طالبان إلى احترام حقوق الإنسان، مؤكدا أن بلاده لم تتخذ أي قرار بشأن أفغانستان، وأنها تتشاور مع الدول الصديقة بشأن ذلك.

المصدر : الجزيرة + وكالات