واشنطن تطالب مواطنيها في أفغانستان بالاختباء وفرنسا تستعد لإجلاء رعاياها والناتو يوقف الطيران المدني

حركة طالبان أعلنت بدء السيطرة على العاصمة كابل (الفرنسية)

طالبت السفارة الأميركية في العاصمة الأفغانية كابل مواطنيها هناك بالاختباء في أماكنهم، في حين قررت فرنسا نقل سفارتها إلى منطقة قرب مطار كابل، مؤكدة أن السفارة ستظل جاهزة لإجلاء جميع المواطنين الفرنسيين الذين ربما ما زالوا داخل أفغانستان.

في غضون ذلك، أفادت وكالة رويترز نقلا عن مسؤول في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتعليق كل الرحلات المدنية من مطار كابل والسماح فقط بتحليق الطائرات العسكرية.

يأتي هذا، في حين أعلنت حركة طالبان سيطرتها على القصر الرئاسي في العاصمة كابل، وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد أن عناصر حركته بدأت السيطرة على كابل، كما طالبت الحركة الحكومة الأفغانية بأن تسلمها السلطة، في حين أكد رئيس لجنة المصالحة أن الرئيس أشرف غني غادر البلاد.

وقالت السفارة الأميركية في كابل، في تحذير أمني اليوم الأحد، إن الوضع الأمني في كابل يتغير بسرعة بما في ذلك عند المطار الذي ترد منه تقارير عن دوي أعيرة نارية في وقت تقوم فيه القوات الأميركية بإجلاء الأميركيين من هناك.

وفي واشنطن، أعربت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي، عن قلقها العميق إزاء التقارير المتعلقة بمعاملة طالبان لجميع الأفغان، وقالت إن على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والحكومة الأفغانية بذل كل ما في وسعهم لحماية النساء من المعاملة اللاإنسانية من قبل طالبان.

وفي وقت سابق، دعت واشنطن رعاياها في أفغانستان إلى عدم التوجه إلى السفارة الأميركية في كابل أو مطار العاصمة الأفغانية، وأعلنت توقف العمليات القنصلية بشكل فوري.

ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن حسابات واشنطن لن تغير إستراتيجيتها العسكرية في أفغانستان، إلا إذا عرقلت حركة طالبان عمليات الإجلاء.

وأضاف المسؤول أن القائم بأعمال السفارة الأميركية في أفغانستان يعمل الآن من مطار العاصمة كابل، موضحا أن أقل من 50 موظفا بالسفارة الأميركية سيبقون في كابل بالوقت الحالي.

إجلاء رعايا

وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان إن بلاده قررت نقل سفارتها في أفغانستان إلى منطقة قرب مطار كابل، وأضاف أنه "بأمر من رئيس الجمهورية، ستنشر وزارة القوات المسلحة خلال الساعات المقبلة تعزيزات عسكرية وقوات جوية في دولة الإمارات حتى يتسنى البدء في عمليات الإجلاء الأولى إلى أبو ظبي".

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية اليوم الأحد إنها تعمل على تسهيل إجلاء عدة بعثات دبلوماسية من أفغانستان عبر مطارات الإمارات.

وأضافت الوزارة في بيان أن عمليات الإجلاء تشمل بعثات دبلوماسية من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا واستراليا وألمانيا ومصر والاتحاد الأوروبي.

في السياق نفسه، قال بيتر ستانو المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للجزيرة إن جهودا مكثفة تبذل حاليا من أجل ضمان سلامة طواقم الاتحاد الأوروبي في أفغانستان.

وأوضح أن الأمر يتعلق بترتيبات وجهود وصفها بالعاجلة والمعقدة لضمان أمن وسلامة طواقم الاتحاد الأوروبي في أفغانستان بتنسيق مع الدول الأعضاء بالاتحاد.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يتابع عن كثب الوضع في أفغانستان وأن هناك جهودا دبلوماسية وسياسية جارية لمواجهة التطورات الراهنة.

وطالب المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بوقف فوري لإطلاق النار والتفاوض على حل سياسي للأزمة في أفغانستان، وشدد على أن الدعم الأوروبي لأفغانستان يظل مرهونا بتسوية سلمية للنزاع وباحترام الحقوق الأساسية لجميع المواطنين الأفغان، بما في ذلك النساء والأطفال والأقليات.

قلق بريطاني

وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الأحد إنه لا ينبغي لأحد الاعتراف المتبادل بحكومة في أفغانستان من صنع طالبان، مضيفا أن من الواضح أنه ستكون هناك إدارة جديدة في البلاد قريبا جدا.

وأضاف في مقابلة "لا نريد أن يعترف أي أحد على الصعيد الثنائي بطالبان.. نريد موقفا موحدا بين الجميع بقدر المستطاع".

من جهته، أعرب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب اليوم الأحد عن قلقه البالغ إزاء مستقبل أفغانستان، ودعا مسلحي حركة طالبان إلى إنهاء العنف بعد دخولهم العاصمة كابل.

وكتب راب على تويتر "أشارك وزير الخارجية قرشي القلق العميق على مستقبل أفغانستان" في إشارة إلى وزير خارجية باكستان شاه محمود قرشي.

وأضاف "نتفق على أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفا موحدا في دعوة طالبان لإنهاء العنف وضرورة احترام حقوق الإنسان".

وكان مصدر في مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أعلن اليوم الأحد أن البرلمان البريطاني سيقطع عطلته الصيفية الأسبوع المقبل لبحث الوضع في أفغانستان مع دخول مقاتلي حركة طالبان العاصمة كابل.

وقالت وزارة الداخلية البريطانية -في وقت سابق- إنها تعمل على حماية مواطنيها ومساعدة الموظفين السابقين لدى بريطانيا والمؤهلين لمغادرة أفغانستان.

وفي النمسا، قال مسؤولون في الحكومة اليوم إن بلادهم تعتزم عقد مؤتمر في نهاية أغسطس/آب الجاري أو أوائل سبتمبر/أيلول المقبل؛ لدعم دول آسيا الوسطى المجاورة لأفغانستان.

وقالت وكالة الأنباء النمساوية -نقلا عن وزارة الخارجية- إن المؤتمر الذي سينعقد عبر الإنترنت سيضم أيضا أعضاء آخرين -لم تحددهم- في الاتحاد الأوروبي.

وفي ألمانيا، ذكرت وسائل إعلام محلية أن وزارة الخارجية الألمانية قررت إغلاق سفارتها في كابل وطلبت من مواطنيها مغادرة أفغانستان.

وفي الدوحة، أكدت وزارة الخارجية القطرية الالتزام بمواصلة العمل مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لإحلال السلام الدائم بأفغانستان، وقالت إن قطر تتابع عن كثب التطورات في كابل وتدعو لوقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار بأفغانستان.

مجلس الأمن

وفي موسكو، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف، أن موسكو مستعدة للعمل مع الحكومة الانتقالية التي ستتشكل في أفغانستان.

وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية "تاس" اليوم الأحد، إن بلاده دعمت دائمًا الحكومة الانتقالية في أفغانستان، ولذلك ستعمل بالطبع مع الحكومة المرتقبة.

ولدى سؤاله عمّا ما إذا كانت روسيا ستعترف بحركة طالبان باعتبارها حكومة شرعية في أفغانستان، قال كابولوف إن بلاده لم تعترف بعد بذلك، مشددا على أن "كل شيء له وقته، سنعيش ونرى".

وفي وقت سابق، أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية أن بلاده تعمل مع دول أخرى لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول أفغانستان، حيث باتت حركة طالبان على وشك الاستيلاء الكامل على السلطة.

وقال المسؤول -لوكالات أنباء روسية- "نعمل على ذلك (عقد اجتماع بمجلس الأمن)"، مؤكدا أن اجتماعا سيُعقد قريبا.

وفي ظل هذه التطورات، دعا البابا فرانشيسكو -اليوم الأحد- إلى الحوار من أجل إنهاء الصراع في أفغانستان لكي يتسنى لشعبها الحياة في سلام وأمن واحترام متبادل.

بدورها، أعلنت السفارة الإيرانية في أفغانستان أنها نقلت خدماتها القنصلية من مدينة مزار الشريف إلى سفارتها في كابل نظرا للظروف الأمنية.

وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا قالوا إنها لعناصر من حركة طالبان داخل مبنى القنصلية الإيرانية في مزار الشريف.

من جهته، قال مسؤول في وزارة الداخلية الإيرانية إن طهران وضعت منذ شهرين خطة لإيواء اللاجئين الأفغان في مناطق حدودية شرق إيران بعد التطورات الأمنية في أفغانستان.

وأضاف المسؤول الإيراني أن طهران كانت تتوقع أن تواجه موجة نزوح إلى حدودها الشرقية ووضعت هذه الخطة على هذا الأساس، مؤكدا أنه تم تفعيل هذه الخطة في محافظة خراسان الرضوية وخراسان الجنوبية وسيستان وبلوشستان شرقي البلاد، وتم توفير الملاجئ لعدد من المواطنين الأفغان الذين تحركوا باتجاه الحدود الإيرانية، ووفرت إيران لهؤلاء اللاجئين ما يحتاجونه من مواد غذائية والرعاية الصحية، حسب قوله.

وفي باكستان الجارة، قال بيان لوزارة الخارجية إن إسلام آباد تراقب الأوضاع المتغيرة في أفغانستان عن كثب، وإنها تريد السلام في أفغانستان ولا تفضل جانبا على آخر.

كما أشار البيان إلى أن السفارة الباكستانية في كابل تعمل على تسهيل خروج كل من يريد الخروج، وتم تشكيل خلية في وزارة الداخلية للبت في التأشيرات بشكل عاجل.

المصدر : الجزيرة + وكالات