درعا السورية.. خارطة حل روسية تتضمن تهجير رافضي التسوية

ما يزال الوضع الإنساني بدرعا البلد في تدهور مستمر، بعد انقطاع آلاف المدنيين عن التواصل مع العالم الخارجي، ونفاد المؤن والطحين، فيما أصبحت الخدمات الصحية والعلاجية شبه معدومة

حاجز السرايا بعد إغلاقه من قبل النظام السوري للتضييق على أهالي درعا البلد (الجزيرة)

شمال سوريا- تتسارع الأحداث في محافظة درعا السورية على وقع الحصار الخانق الذي تشهده المدينة من قبل قوات النظام السوري، حيث أعلن الناطق الرسمي باسم لجنة درعا البلد عدنان المسالمة، أن اجتماعا عُقد، السبت، بين ممثلين عن القوات الروسية والنظام السوري وبين اللجان المركزية في درعا البلد، لبحث مستقبل المدينة.

وبحسب إعلان المسالمة، فقد تسلمت لجنة درعا البلد، خلال الاجتماع، خارطة الحل التي قدمها الجانب الروسي، وتتضمن وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين، تجري خلالها مفاوضات إضافية لتشكيل لجنة مؤلفة من الجهات المعنية بتنفيذ الاتفاق، لمتابعة حل الإشكالات طيلة فترة التفاوض.

وقال الناطق باسم لجنة درعا إنه اعتبارا من اليوم الأحد ستسيّر دورية عسكرية روسية في محيط درعا البلد لمراقبة وقف إطلاق النار ومعاينة الوضع ميدانيا.

تسوية وتهجير

وقالت مصادر خاصة في درعا البلد للجزيرة نت، إن الوفد الروسي برئاسة الضابط أندريه، وهو المسؤول عن ملف الجنوب، سلم وفد لجنة درعا خارطة الحل باللغة الروسية، وشملت مرحلتين أساسيتين لمدة شهر.

وحسب المصادر، فإن المرحلة الأولى تعتمد على وقف إطلاق النار 15 يوما حتى نهاية شهر أغسطس/آب الجاري، على أن تقوم دوريات روسية بمراقبة وقف إطلاق النار بين مقاتلي درعا وقوات النظام السوري من الفرقة الرابعة التي تحاصر درعا البلد.

وكشفت المصادر أن اللجنة ستقوم خلال المرحلة الأولى بتسوية أوضاع المقاتلين المطلوبين للنظام السوري داخل درعا البلد، على أن يتم تهجير رافضي هذه التسوية إلى الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة السورية.

وخلال المرحلة الأولى ستشكّل لجنة رباعية تضم 4 شخصيات من الروس وأهالي درعا البلد ومخابرات النظام السوري ومن محافظة درعا، وفق المصدر. وستكون مهمتها مراقبة تطبيق خطة الحل الروسية التي تنتهي مرحلتها الأولى بدخول عناصر من شرطة النظام السوري لتعزيز قوات مخفر العباسية في درعا البلد.

وتبدأ المرحلة الثانية من خارطة الحل الروسية مطلع سبتمبر/أيلول المقبل، بتفعيل الخدمات بأحياء درعا البلد، وإقامة نقاط للشرطة الروسية وأخرى لقوات النظام، لمراقبة الأوضاع الأمنية في تلك الأحياء، حسب المصدر.

ومن المقرر أن يسلم الضابط الروسي أندريه، لجنة درعا البلد، نسخة مكتوبة باللغة العربية من خارطة الحل، اليوم الأحد، فيما لم يجرِ الحديث عن فك الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري على المدينة منذ أكثر من 50 يوما، وسط وعود روسية بإعادة فتح طريق حاجز السرايا الذي كان الشريان الوحيد للأهالي قبل أن تغلقه قوات النظام مؤخرا.

فك الحصار

وفي أحياء درعا البلد ما يزال الوضع الإنساني في تدهور مستمر، بعد انقطاع آلاف المدنيين عن التواصل مع العالم الخارجي، ونفاد المؤن والطحين، فيما أصبحت الخدمات الصحية والعلاجية شبه معدومة.

أبو علي محاميد، أحد وجهاء درعا البلد، قال إن الأولوية في أية مفاوضات مع النظام وروسيا هي فك الحصار عن آلاف المدنيين الذين فقدوا مقومات الحياة من الماء والخبز والكهرباء، مشيرا إلى أن الأهالي لا يعلمون شيئا عن تفاصيل الاتفاق، كون اللجنة لا تفصح عن التفاصيل.

وأضاف محاميد، في حديث للجزيرة نت، أن غموضا يلف خارطة الحل الروسية، معتبرا أن ما يحدث على الأرض يخالف الاتفاق، وحذّر من أن الوضع الإنساني سيئ للغاية بعد إغلاق النظام حاجز السرايا الذي كان يخرج منه المرضى، وإطلاق النار على كل من يقترب منه.

استمرار القصف

ورغم تقديم الروس خارطتهم التي دخلت حيز التنفيذ، ومن أبرز بنودها وقف الأعمال العسكرية في درعا البلد، فإن قوات النظام السوري واصلت قصفها أحياء المدينة بالسلاح الثقيل، وفق ما قال الأهالي للجزيرة نت.

الناشط الإعلامي أبو الطيب قطيفان أكد أن قوات النظام السوري من الفرقة الرابعة، قصفت درعا البلد بقذائف الدبابات بعد إعلان لجنة درعا تسلمها خارطة الحل الروسية.

وقال قطيفان للجزيرة نت، "في الوقت الذي أتحدث فيه لكم أسمع أصوات سقوط القذائف على الأحياء المحاصرة من المدينة"، وسط اشتباكات متقطعة بالأسلحة الرشاشة بين عناصر الفرقة الرابعة وأبناء حي طريق السد بدرعا.

وتُلقب مدينة درعا بمهد الثورة السورية، بعد أن نادى أهلها في ربيع 2011 بالحرية والعدالة الاجتماعية، قبل أن يقابلهم عناصر الأمن بالرصاص الحي، الأمر الذي أشعل شرارة الثورة في أرجاء المدن السورية.

المصدر : الجزيرة