تحاصر العاصمة وتسيطر على المدن الرئيسية.. أبرز المحطات في الهجوم الخاطف لطالبان في أفغانستان

U.S. troops begin arriving in Kabul to evacuate embassy staff
منظر عام للعاصمة كابل ويظهر فيه مقر السفارة الأميركية (الأناضول)

بعد أيام قليلة من بدء هجومها الخاطف، أصبحت حركة طالبان تسيطر على معظم الأراضي الأفغانية وتحاصر العاصمة كابل، وسط حالة من الانهيار المفاجئ للجيش الأفغاني بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي.

فيما يلي بعض أهم المحطات الرئيسية في تقدم مسلحي حركة طالبان في الأشهر القليلة الماضية.

انسحاب القوات الأميركية

في 14 أبريل/نيسان، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان سيبدأ في الأول من مايو/أيار، وينتهي في 11 سبتمبر/أيلول، لينهي بذلك أطول حرب أميركية في التاريخ. ويمثل هذا تمديدا لموعد نهائي سابق للانسحاب في أول مايو/أيار تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة وطالبان.

في 1 مايو/أيار 2021، بدأت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي سحب 9500 جندي بينهم 2500 جندي أميركي كانوا ما زالوا موجودين في أفغانستان.

واندلعت معارك عنيفة بين طالبان والقوات الحكومية في منطقة هلمند الجنوبية، في حين سيطرت طالبان على مقاطعة بوركا في ولاية بغلان، في الشمال.

في 4 مايو/أيار، شن مسلحو طالبان هجوما كبيرا على القوات الأفغانية في إقليم هلمند جنوب البلاد، وهجمات أخرى على 6 أقاليم على الأقل في أنحاء أفغانستان.

في 8 مايو/أيار، أدى هجوم على مدرسة للفتيات إلى مقتل أكثر من 50 شخصا في كابل.

وألقت السلطات باللوم في هذا الهجوم الذي يُعتبر الأكثر دموية منذ عام، على حركة طالبان التي نفت مسؤوليتها عنه.

في 11 مايو/أيار، طالبان تسيطر على مقاطعة نرخ خارج العاصمة كابل مباشرة مع احتدام العنف في أنحاء أفغانستان.

في منتصف مايو/أيار، انسحب الأميركيون من قاعدة قندهار الجوية، إحدى أهم القواعد في أفغانستان.

تقدم طالبان

سيطرت طالبان على مقاطعتين في ولاية وردك قرب كابل، قبل استيلائها على مقاطعتين في ولاية غزنة.

في 7 يونيو/حزيران، قال مسؤولون حكوميون كبار إن أكثر من 150 جنديا أفغانيا قتلوا خلال 24 ساعة مع احتدام المعارك. وأضافوا أن القتال يدور في 26 إقليما من إجمالي أقاليم البلاد وعددها 34.

في 19 يونيو/حزيران، وفي مواجهة التقدّم السريع لمقاتلي حركة طالبان، عيّن الرئيس الأفغاني أشرف غني وزيرين جديدين للداخلية والدفاع.

في 22 يونيو/حزيران، استولت طالبان على معبر شير خان بندر الحدودي الرئيسي مع طاجيكستان، وفرّ مئات من الجنود الأفغان إلى الأراضي الطاجيكية.

وسيطر مقاتلو الحركة على الممرات الأخرى المؤدية إلى طاجيكستان، وكذلك على المناطق المؤدية إلى قندوز، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه.

الجيش الأميركي يغادر باغرام

في 2 يوليو/تموز، انسحبت القوات الأميركية بهدوء من قاعدتها العسكرية الرئيسية في أفغانستان، وهي قاعدة باغرام التي تبعد ساعة بالسيارة عن كابل (50 كيلومترا إلى الشمال منها)، وسلمتها للقوات الأفغانية، لتنهي بذلك فعليا تدخلها في الحرب.

في 4 يوليو/تموز، سيطرت طالبان على إقليم بانجوي على مسافة حوالي 15 كيلومترا من قندهار (جنوب).

في 5 يوليو/تموز، قالت حركة طالبان إنها يمكن أن تقدم اقتراح سلام مكتوبا للحكومة الأفغانية بحلول أغسطس/آب.

الهجوم على عواصم الولايات

في 7 يوليو/تموز، دخلت طالبان قلعة نو، عاصمة أول ولاية (بادغيس، شمال غرب).

في اليوم التالي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن انسحاب قواته "سيُنجز في 31 أغسطس/آب".

في 9 يوليو/تموز، أعلنت حركة طالبان السيطرة على معبرين حدوديين رئيسيين مع إيران وتركمانستان في ولاية هيرات (غرب).

وقالت موسكو إن مقاتلي الحركة باتوا يسيطرون على معظم الحدود الأفغانية مع طاجيكستان.

تأمين مطار كابل

في 11 يوليو/تموز، أعلنت السلطات أن مطار كابل أصبح محميا من الصواريخ والقذائف بواسطة "نظام دفاع جوي".

في 13 يوليو/تموز، دعت فرنسا رعاياها إلى مغادرة أفغانستان، بعد دعوة مماثلة أطلقتها ألمانيا. وسيطرت طالبان في اليوم التالي على معبر حدودي رئيسي مع باكستان في الجنوب.

في 21 يوليو/تموز، قال جنرال أميركي رفيع إن مسلحي طالبان باتوا يسيطرون على نحو نصف مقاطعات أفغانستان مما يظهر مدى وسرعة تقدمهم.

مدن كبرى مهددة

في 27 يوليو/تموز، دعا حلف شمال الأطلسي إلى تسوية للنزاع عن طريق التفاوض، فيما عبّرت الأمم المتحدة عن خشيتها من وقوع عدد "غير مسبوق" من الضحايا المدنيين.

في 25 يوليو/تموز، تعهدت الولايات المتحدة بمواصلة دعم القوات الأفغانية "في الأسابيع المقبلة" بضربات جوية مكثفة لمساعدتها في التصدي لهجمات طالبان.

في 2 أغسطس/آب، قال الرئيس أشرف غني إن الانسحاب الأميركي "المفاجئ" هو السبب في تدهور الوضع العسكري، في وقت كانت مدن كبرى عدة تتعرض لتهديد مباشر من طالبان.

واتهمت السفارتان الأميركية والبريطانية في كابل طالبان بـ"قتل عشرات المدنيين" في منطقة سبين بولداك الجنوبية.

وفي اليوم التالي، أدى هجوم ضد وزير الدفاع اللواء بسم الله محمدي إلى مقتل 8 مدنيين في كابل. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، مهددة بعمليات أخرى ردا على القصف الجوي الذي يشنه الجيش.

السيطرة على مدن رئيسية

في 6 أغسطس/آب، أصبحت زرنج في جنوب غرب البلاد أول عاصمة إقليمية (عاصمة ولاية أفغانية) تسقط في أيدي طالبان منذ سنوات. وأعقب ذلك سقوط الكثير من المدن تباعا في يد الحركة.

ففي الأيام التالية، سقطت في أيدي الحركة مدن كبرى عدة في شمال البلاد هي شبرغان، قندوز، سار إي بول، طالوقان، أيبك وبول خمري (ولاية بغلان) فايز آباد، وكذلك فرح (غرب).

في 10 أغسطس/آب، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه غير نادم على قراره مغادرة أفغانستان، معتبرا أن الأفغان "يجب أن يقاتلوا من أجل بلادهم".

في 11 أغسطس/آب، استسلم مئات من عناصر قوات الأمن، لحركة طالبان قرب قندوز، في حين وصل الرئيس أشرف غني إلى مدينة مزار شريف المحاصرة لتنسيق الرد.

هيرات وقندهار ومزار شريف

في 12 أغسطس/آب، سيطرت طالبان على مدينة غزنة الواقعة على مسافة 150 كيلومترا في جنوب غرب كابل، ثم استولت على هيرات ثالث أكبر مدن أفغانستان.

وأعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إرسال آلاف الجنود إلى كابل لإجلاء الدبلوماسيين والرعايا، كما أعلن أعضاء آخرون في حلف شمال الأطلسي إجلاء موظفين من سفاراتهم.

في 13 أغسطس/آب، سقطت 4 عواصم ولايات أخرى في يوم واحد بينها قندهار ثاني كبرى مدن البلاد والمعقل الروحي لطالبان، وبول علم، عاصمة ولاية لوغار، على مسافة 50 كيلومترا فقط جنوب كابل، ومدينة لشكركاه، عاصمة هلمند.

كما اجتاح مقاتلو الحركة مدينة هيرات في الغرب واعتقلوا القائد البارز محمد إسماعيل خان أحد أبرز القادة الميدانيين في الحرب ضد طالبان.

في 14 أغسطس/آب، تعهّد الرئيس غني بإعادة تعبئة الجيش ضد طالبان.

في 14 أغسطس/آب، سيطرت طالبان على مدينة مزار شريف الرئيسية في شمال البلاد، ثم مدينة بل علم عاصمة ولاية لوغر، الواقعة على بُعد 70 كيلومترا إلى الشمال من كابل بعد مقاومة ضعيفة.

في 14 أغسطس/آب، أرسلت الولايات المتحدة مزيدا من القوات للمساعدة في إجلاء المدنيين من كابل، فيما قال الرئيس الأفغاني أشرف غني إنه يتشاور مع شركاء محليين ودوليين على الخطوات المقبلة.

في 15 أغسطس/آب، أصبح مقاتلو الحركة يحاصرون العاصمة كابل، بعد سيطرة الحركة على مدينة جلال آباد الشرقية الرئيسية دون قتال، ووصولها لمشارفها في أكثر من جهة، وسط حراك دبلوماسي وسياسي من أجل الدفع بنقل السلطة بشكل سلمي وسلس في العاصمة المحاصرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات