هل ينهي تاريخا طويلا من الحوادث؟.. وقف تشغيل القطارات القديمة بمصر

وزير النقل المصري كامل الوزير (مواقع التواصل الاجتماعي)

القاهرة – بعد معاناة -لسنوات طويلة- مع الحوادث التي أودت بحياة المئات خلال الأعوام الأخيرة، بشّرت هيئة السكك الحديدية المصرية بنهاية عقود من المعاناة مع حوادث القطارات، والتي تقل يوميا نحو مليون و200 ألف مواطن.

وأعلنت الهيئة بدء الوقف التدريجي لتشغيل القطارات القديمة عن العمل في جميع الخطوط على الوجهين القبلي والبحري، لتصبح مصر خالية من القطارات القديمة والمتهالكة بنهاية ديسمبر/كانون الأول 2021.  

في السياق ذاته، أكد ويز النقل كامل الوزير أن حوادث القطارات صداع مزمن تسعى الوزارة إلى تقليلها والقضاء عليها، متابعا "لن نسمح بوقوع حوادث قطارات مرة أخرى بأخطاء بشرية، وهناك محاسبة لكل مسؤول داخل قطاعاته".

وفي تصريحات صحفية -خلال جولة لمتابعة عدد من المشروعات الجديدة اليوم الأحد- أوضح وزير النقل أن خطة الوزارة لتطوير وتحديث منظومة السكك الحديدية، بهدف تحسين الخدمة المقدمة للجمهور وتقليل الحوادث تبلغ تكلفتها 200 مليار جنيه (الدولار أقل من 16 جنيها)، بهدف أن تضاهي قطارات مصر مثيلاتها في أوروبا، بحسب وصفه.

وشدد على إجراء الصيانات والكشف الدوري على القطارات قبل انطلاق ساعات التشغيل، والتأكد من عدم وجود أية مشكلات داخل الصيانة، وعدم السماح لأي قطار بالخروج من ورش الصيانة إلا بعد التأكد من حالته الفنية قبل التشغيل، للحفاظ على أرواح وسلامة الركاب، وعدم تعريض المواطنين للخطر.

كامل الوزير أكد أنه لا يمكن بأية حال خصخصة السكك الحديدية (بيعها للقطاع الخاص) التي تعد أحد أهم مرافق النقل في مصر، لأنها ملك للشعب المصري، ويجب على كل مواطن الحفاظ على هذا المرفق الحيوي، بحسب تعبيره.

تاريخ مع الحوادث

وخلال الفترة من مارس/آذار إلى أبريل/نيسان الماضيين فقط، وقعت 6 حوادث قطارات في مصر، بدأت مع حادث قطاري سوهاج (جنوب) الذي أسفر عن مصرع 20 شخصا وإصابة 165، وانتهت مع حادث قطار طوخ (شمال) الذي نتج عنه 97 إصابة.

وتخللت الحادثين 4 حوادث أخرى، هي انفصال 6 عربات عن قطار النوم المتجه من القاهرة إلى أسوان، وانفصال عربتين عن قطار متجه من الإسكندرية إلى الأقصر، ولم ينتج عن الحادثتين أية إصابات.

لكن الحادث الثالث وقع نتيجة خروج الجزء الخلفي من قطار متجه إلى المنصورة (شمال) نتج عنه 15 إصابة، وفي التاسع من أبريل/نيسان الماضي تصادم قطار وعربة "كارو" في المنيا (جنوب)، وراح ضحية الحادث طفلة، فيما وصل عدد المصابين إلى 4.

وشهدت مصر في الفترة من عام 2003 وحتى 2017 نحو 16 ألف حادث قطار، وفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

التخلص من الإخوان

وفي ظل الغضب المتواصل للمصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تكرار حوادث القطارات، ومطالبتهم بضرورة إقالة وزير النقل الذي أخفق في إدارة ملف السكة الحديد على حد قولهم؛ ألقى الوزير بالمسؤولية كاملة على السائقين وبعض العمال بالسكك الحديدية.

وتحدث الوزير -في أبريل/نيسان الماضي أمام البرلمان- عن وجود موظفين في هيئة السكك الحديدية من جماعة الإخوان المسلمين، متهما إياهم بالتسبب في عرقلة العمل، وطالب بتشريعات تتيح له فصل المنتمين للجماعة، وهو الأمر الذي تم دراسته بالفعل داخل البرلمان المصري والموافقة عليه.

وصدق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -مطلع أغسطس/آب الجاري- على القانون رقم 135 لسنة 2021 بشأن فصل الموظفين الحكوميين بغير الطريق التأديبي وقانون الخدمة المدنية، والمعروف إعلاميا بـ"قانون فصل الإخوان" ليدخل القانون حيز التنفيذ.

سكك حديدية عريقة

وتمتلك مصر واحدة من أقدم السكك الحديدية على مستوى العالم، والتي تم تشييدها في خمسينيات القرن الـ19، لتصبح خطوط السكك الحديدية المصرية أول خطوط يتم إنشاؤها في أفريقيا والشرق الأوسط.

ووقّع الخديوي عباس الأول عام 1851م مع البريطاني روبرت ستيفن سن -نجل جورج ستيفن سن مخترع القاطرة الحديدية- عقدا بقيمة 56 ألف جنيه إنجليزي، لإنشاء خط حديدي يربط بين العاصمة المصرية والإسكندرية بطول 209 كيلومترات، بحسب الموقع الرسمي للهيئة العامة للاستعلامات.

وشهد عام 1854 تسيير أول قاطرة على أول خط حديدي في مصر بين القاهرة ومدينة كفر الزيات في منطقة الدلتا، واكتمل الخط الحديدي الأول بين القاهرة والإسكندرية عام 1856، وبعد عامين تم افتتاح الخط الثاني بين القاهرة والسويس، ثم بدأ إنشاء خط القاهرة بورسعيد بعد عامين آخرين، ولم يشرع في إنشاء خط حديدي في صعيد مصر إلا في عام 1887.

المصدر : الجزيرة