واشنطن بوست: سياسة بايدن تجاه أفغانستان تؤسس لمستقبل قاتم لأميركا والغرب

جنود أفغان يتفقدون موقع انفجار قنبلة أصابت عربة تابعة للجيش الوطني الأفغاني في جلال آباد في يناير/كانون الثاني الماضي (الأوروبية)

انتقدت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) الأميركية تعامل الرئيس الأميركي جو بايدن مع ملف أفغانستان، محذرة من "مستقبل قاتم" يعود فيه تنظيم القاعدة لإنشاء قواعد في البلاد وتتدفق موجات من اللاجئين الأفغان، لتزعزع استقرار الجيران وتتجمع عند حدود أوروبا.

واستمرت الصحيفة في تصويرها ما سمته "المستقبل القاتم"، لتقول "يمكن لخصوم الولايات المتحدة مثل إيران والصين وروسيا أن يتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن بايدن يفتقر إلى الجرأة للدفاع عن حلفاء الولايات المتحدة المحاصرين مثل العراق وتايوان وأوكرانيا".

وقالت في افتتاحية لها كان يجب على بايدن أن يعيد النظر في الانسحاب السريع الذي أمر به في ضوء الانهيار الأولي للحكومة الأفغانية والجيش الذي أمضت أميركا عقدين من الزمن تساعد في بنائه.

وأضافت أن على بايدن أن يسمح باستخدام القوة الجوية الأميركية لدعم وحدات الجيش الأفغاني حتى بعد الانسحاب، وإيجاد طرق للحفاظ على القوات الجوية الأفغانية حتى بعد انسحاب مقاولي الصيانة الأجانب، كما يجب التوصل إلى اتفاق مع تركيا بشأن استخدام قواتها لإبقاء مطار كابل مفتوحا، وبدون ذلك -تقول الصحيفة- من الممكن إجبار السفارة الأميركية على الإغلاق.

مأساة تتكشف بسرعة

وأوضحت واشنطن بوست أن ما حذرت منه في أبريل/نيسان الماضي من أن نتيجة الانسحاب الأميركي من أفغانستان ستكون كارثة على سكان البلاد البالغ عددهم 38 مليون نسمة يبدو أنه يتحقق حاليا، حيث تتكشف المأساة بسرعة أكبر مما تخيله كثير من المتشائمين.

ففي الأسابيع الأخيرة -تقول الصحيفة- استولت قوات طالبان على عشرات المناطق في هجوم على مستوى البلاد، وطوقت العديد من عواصم المقاطعات وأغلقت الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة كابل.

ويوم الثلاثاء الماضي، حذر القائد الأعلى للجيش الأميركي في أفغانستان الجنرال أوستن س. ميلر من أن "الحرب الأهلية هي بالتأكيد طريق يمكن تخيله"، مضيفا "يجب أن يكون ذلك مصدر قلق بالنسبة إلى العالم".

باغرام

والشهر الماضي -ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal)، تضيف واشنطن بوست- قرر بايدن عدم إبطاء الانسحاب من القاعدة الجوية الأميركية الرئيسية في البلاد باغرام، والتي فضلها بعض المسؤولين الأميركيين، لكن تم الانسحاب منها هذا الأسبوع، ويوم الجمعة الماضي التقى بايدن بالرئيس الأفغاني أشرف غني في البيت الأبيض في ما تم تصويره على أنه استعراض للدعم، فقط ليعلن أنه سيتعين على الأفغان "تقرير مستقبلهم".

وتوقعت الصحيفة أن يتم القضاء على وحدات الجيش الأفغاني من قبل طالبان أو أن تستسلم دون قتال، أو أن تخاطر حكومة غني في خضم يأسها بالعودة إلى الصراع الفوضوي وأعمال اللصوصية التي ابتليت بها البلاد في التسعينيات وفي خضم اليأس، خاصة أنها دعت المليشيات العرقية لإعادة التعبئة.

وأشارت إلى تقييم المخابرات الأميركية الأسبوع الماضي بأن سقوط الحكومة الأفغانية قد يتم في غضون 6 إلى 12 شهرا من مغادرة القوات الأميركية.

المصدر : واشنطن بوست