منصة تمويل لاستكمال سد النهضة.. بيان روسي بشأن التعاون العسكري مع إثيوبيا والسودان يتحسّب لفيضانات

Ethiopia's Grand Renaissance Dam is seen as it undergoes construction work on the river Nile in Guba Woreda, Benishangul Gumuz Region, Ethiopia September 26, 2019. Picture taken September 26, 2019. REUTERS/Tiksa Negeri
المرحلة الأولى من سد النهضة كلفت أزيد من 4 مليارات دولار (الأوروبية)

أطلقت إثيوبيا منصة جديدة لحث المواطنين على التبرع والمساهمة في تمويل ودعم استكمال بناء سد النهضة. وفي حين بدأ السودان التعاطي مع احتمال حدوث فيضانات جراء ارتفاع منسوب المياه القادمة من إثيوبيا، أصدرت موسكو بيانا بشأن طبيعة تعاونها العسكري مع أديس أبابا وموقفها من الأزمة.

وقد أعلنت إثيوبيا عن إطلاق منصة جديدة تحت مسمى "سدي" لحث المواطنين على التبرع والمساهمة في تمويل ودعم استكمال بناء سد النهضة، وهو الأكبر في أفريقيا.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن هدف المنصة تمكين الإثيوبيين في جميع أنحاء العالم من تقديم مساهماتهم لسد النهضة.

وكانت إثيوبيا كشفت في 20 يوليو/تموز الجاري عن استكمال التعبئة الثانية لسد النهضة المثير للجدل دون إبرام اتفاق مع دولتي المصب بشأن ملء وتشغيل السد، وقد استنكر السودان الخطوة، حيث عدها إصرارا من إثيوبيا على مواصلة فرض سياسة الأمر الواقع فيما يتعلق بملف سد النهضة، ودعت كل من الخرطوم والقاهرة أديس أبابا إلى العودة للتفاوض لإتمام اتفاق ملزم حول السد.

سد الروصيرص

وفي السودان، أفاد مراسل الجزيرة بزيادة معدل التفريغ التدريجي لبحيرة سد الروصيرص (جنوب شرقي البلاد) بعد ارتفاع كمية المياه الواردة من الهضبة الإثيوبية، ونقل عن إدارة السد قولها إن مستوى وارد المياه من إثيوبيا أصبح في المعدل الطبيعي خلال موسم الأمطار والفيضان.

وذكرت الإدارة أن السد يعمل وفقا للطريقة الهندسية الاعتيادية بما فيها إجراءات فتح وإغلاق بواباته أثناء هذا التوقيت من كل عام.

وقد بلغت كمية المياه الواردة من إثيوبيا اليوم السبت أكثر من 270 مليون متر مكعب، بينما سجلت يوم أمس الجمعة 209 ملايين متر مكعب بحسب قراءات محطة الديم عند الحدود السودانية الإثيوبية.

كما أعلنت غرفة طوارئ الخريف والفيضانات في محافظة مروي (شمالي السودان) أن إدارة سد مروي -الذي يبعد نحو 400 كيلومتر شمال الخرطوم- أفادت بوصول كميات غير متوقعة من مياه النيل الأزرق، الأمر الذي دفع إلى فتح بوابتين في السد لتصريف المياه.

حالة الطوارئ

وأعلنت السلطات السودانية أمس الجمعة حالة الطوارئ في منطقة السد تحسبا لحدوث فيضان، عقب وصول كميات كبيرة فوق المتوقعة من المياه لبحيرة السد، وذلك بعد أيام من إعلان إثيوبيا إتمام التعبئة الثانية لسد النهضة.

والأحد الماضي، أعلنت وزارة الري والموارد المائية في السودان زيادة متوقعة في وارد مياه النيل الأزرق نتيجة الأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية، ودعت مواطنيها القاطنين على جانبي النيل الأزرق إلى اتخاذ الحيطة والحذر حفاظا على الأرواح والممتلكات.

وسد مروي هو سد كهرومائي سوداني يقع على مجرى نهر النيل قرب مدينة مروي في الولاية الشمالية على بعد 350 كيلومترا من الخرطوم.

واكتمل بناء السد في الثالث من مارس/آذار 2009، ويصل ارتفاعه إلى 67 مترا، وتبلغ السعة التخزينية لبحيرته أكثر من 12 مليار متر مكعب، بطول يصل إلى 176 كيلومترا، وتعد أكبر مسطح مائي في السودان، ويخزن مياها تكفي لتوليد الكهرباء باستقرار طوال العام.

موقف روسيا

من جانب آخر، دعت وزارة الخارجية الروسية إلى عدم تسييس ملف سد النهضة، لتفادي أي تصعيد محتمل للتوتر القائم بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، رافضة محاولات ربط التعاون العسكري والتقني بين موسكو وأديس أبابا بملف سد النهضة.

وقالت الخارجية الروسية إن تسوية الخلافات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن السد يجب أن تتم وفق اتفاق إعلان المبادئ الموقع بينها عام 2015.

وأعلنت الوزارة أن اتفاق التعاون العسكري الفني مع إثيوبيا لا يحمل أي طابع مزعزع للاستقرار، حسب وصفها.

يذكر أن روسيا وإثيوبيا وقعتا أوائل يوليو/تموز الجاري على اتفاق للتعاون العسكري، وذلك في ختام الاجتماع الدوري المشترك الـ11 للتعاون بين البلدين.

يشار إلى أنه في الثامن من الشهر الجاري خلص مجلس الأمن الدولي لضرورة إعادة مفاوضات سد النهضة إلى رعاية الاتحاد الأفريقي بشكل مكثف، لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث.

المصدر : الجزيرة + وكالات