أفغانستان.. خطة حكومية لاستعادة السيطرة على المعابر والاتحاد الأوروبي يطالب بالامتناع عن دعم الجماعات المسلحة

طالبان أعلنت هدنة في أيام العيد مع القوات الحكومية (الأوروبية)

قال الجيش الأفغاني اليوم الأربعاء إنه أعد خطة شاملة لاستعادة السيطرة على المعابر الحدودية، في حين دعا مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل جيران أفغانستان لدعم عملية السلام، وذلك من خلال الامتناع عن دعم الجماعات المسلحة خدمة لمصالح ضيقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية روح الله أحمد زاي إن "القوات الأفغانية وضعت خطة شاملة لاستعادة السيطرة على المعابر والطرق الرئيسية في البلاد".

وأضاف -في مقابلة مع الجزيرة- أن الأيام القادمة ستشهد تغيرات في الواقع على الأرض.

وأكد زاي أن حركة طالبان لم توقف هجماتها خلال فترة العيد، وأنها شنت هجمات في نحو 19 ولاية خلال اليوم الأول من أيام العيد.

ووفقا للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، فقد قدمت الحكومة الأفغانية لحركة طالبان في الدوحة خطة للسلام، ولكن الحركة تصر على الحرب واستمرار العنف، على حد تعبيره.

تحذير أوروبي

ففي مدونته الشخصية على موقع المفوضية الأوروبية، حذر بوريل من أن سقوط أفغانستان في الفوضى سيؤدي إلى انتشار الأفكار المتطرفة والإرهاب والعنف.

وجدد المسؤول الأوروبي دعم الاتحاد عملية سلام شاملة تؤدي إلى تسوية سياسية في أفغانستان.

وأكد أن استيلاء طالبان عسكريا على السلطة، أو محاولة استعادة الإمارة الإسلامية، أمر غير مقبول بالنسبة لأغلبية الأفغان، ولبلدان المنطقة، وللمجتمع الدولي، وسيؤدي إلى العزلة وعدم الاعتراف.

ولفت إلى أن الدعم الدولي المستقبلي لأفغانستان -بما في ذلك دعم الاتحاد الأوروبي- سيظل مشروطا بالحفاظ على التقدم الديمقراطي الذي تحقق خلال 20 عاما الماضية.

قلق روسي

وتعليقا على التطورات المتسارعة في البلاد، عبّر الكرملين عن قلق موسكو البالغ من تطورات الوضع في أفغانستان. وأشار المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى أن بلاده تراقب الأوضاع في أفغانستان عن كثب.

وأضاف أن موسكو -في هذا الشأن- على تواصل دائم مع شركائها في معاهدة الأمن الجماعي ودول جوار أفغانستان.

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده لا تنظر في إمكانية نشر قوات في أفغانستان، أو توجيه ضربات ضد من وصفها بالجماعات الإرهابية في هذا البلد.

وأضاف لافروف -في تصريحات لوكالة "إنترفاكس" الروسية- أن بلاده لم تقترح على واشنطن استخدام القواعد الروسية في طاجيكستان وقرغيزستان، على خلفية تطورات الأوضاع في أفغانستان.

لكنه أشار إلى استعداد روسيا لتبادل المعلومات التي توفرها قواعدها العسكرية مع كل من واشنطن وبكين وإسلام آباد.

من جانبه، لم يستبعد مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان زامير كابولوف إمكانية استحواذ طالبان على السلطة، إذا راوحت العملية السياسية مكانها.

وكان كابولوف وصف سيطرة حركة طالبان على مناطق شمالي أفغانستان بالعامل الإيجابي الذي يوفر أمن شركاء روسيا في آسيا الوسطى.

وقال أمس الثلاثاء -في مناسبة نظمها منتدى فالداي للحوار- إن طالبان تشكل "عامل كبح للجماعات المتطرفة التي هدفها ليس أفغانستان فحسب، بل آسيا الوسطى وباكستان وإيران".

وقال المسؤول الروسي "على عكس الحكومة الأفغانية، ناهيك عن القوى الأجنبية التي لم تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، بل وتعاونت معه؛ إن طالبان تحاربهم وتقضي عليهم؛ ولذلك فإن طالبان في هذا الإطار تشكل عاملا إيجابيا من وجهة نظر المصالح الأمنية لشركائنا وحلفائنا في آسيا الوسطى".

ونفى مبعوث الرئيس الروسي لأفغانستان وجود أي دليل على تحرك لطالبان لاجتياز الحدود إلى طاجيكستان أو أوزبكستان.

وكانت طالبان سيطرت في الأسابيع الماضية على عدد من المديريات الحدودية مع طاجيكستان، وأدى تقدمها إلى هروب مئات الجنود الأفغان إلى طاجيكستان، قبل أن يعودوا إلى وطنهم بعد ذلك بأيام، ونشرت السلطات الطاجيكية المزيد من القوات على الحدود مع أفغانستان لمواجهة التهديدات القادمة من الدولة الجارة.

وأرسلت طالبان في الفترة الأخيرة وفودا إلى روسيا وطاجيكستان لبعث رسائل طمأنة بشأن تداعيات سيطرة الحركة على مناطق حدودية، وجاء التقدم الميداني لطالبان بالتزامن مع بدء القوات الأجنبية انسحابها من أفغانستان في مايو/أيار الماضي، والمرتقب أن يكتمل في نهاية الشهر المقبل.

هدنة العيد

من جهة ثانية، أكدت حركة طالبان أنها لن تقاتل خلال عطلة عيد الأضحى إلا للدفاع عن النفس، لكنها لم تعلن وقفا رسميا لإطلاق النار، في حين ساد الهدوء جبهات القتال بين القوات الأفغانية وطالبان في أول أيام عيد الأضحى.

وقال متحدث باسم طالبان لوكالة الصحافة الفرنسية "أستطيع أن أؤكد أننا في وضعية دفاعية خلال العيد"، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

لكن مراسل الجزيرة في أفغانستان نقل عن مصدر بوزارة الدفاع الأفغانية أن مسلحي طالبان هاجموا نقطة تفتيش تابعة للقوات الأفغانية، في مديرية غازي آباد بولاية كونر (شرقي أفغانستان).

وبالتوازي مع ذلك، أعلن مستشفى مرويس في مدينة قندهار مقتل 7 أشخاص وإصابة 40 مدنيا خلال 24 ساعة الماضية، ومعظمهم من النساء والأطفال.

وتشن الحركة عمليات عسكرية واسعة في أنحاء أفغانستان سيطرت خلالها على أراض ومعابر حدودية وطوقت مدنا، مع قرب اكتمال انسحاب القوات الأجنبية.

المصدر : الجزيرة + وكالات