بودكاست عن تسجيلات صوتية لأميركي قاتل مع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا حتى مقتله

Russell Dennison in Syria. Photo: Obtained by The Intercept
راسل دينيسون المقاتل الأميركي في تنظيم الدولة الإسلامية (إنترسبت)

نشر موقع "إنترسبت" (Intercept) الأميركي مقطعا صوتيا (بودكاست) وثائقيا جديدا قال إنه يقدم الرواية الأكثر تفصيلا حتى الآن عن أميركي -واسمه راسل دينيسون- عاش ومات داخل الدولة الإسلامية.

وكتب تريفور آرونسون -الذي كان يجري اتصالات منتظمة مع دينيسون- تقريرا يستعرض فيه البودكسات أنه كان يتواصل مع دينيسون يوميا تقريبا لأكثر من 6 أشهر عندما توقفت رسائله فجأة.

وقال إن دينيسون كان مسلما متدينا، وكان يعتقد أن وقت ومكان وفاته تم تحديدهما مسبقا، وأنه إذا كانت القنبلة معدة له فستقتله، بغض النظر عن أي شيء قد يفعله لتجنب ذلك، مضيفا أن قنبلة أودت بحياة دينيسون في ربيع عام 2019 في الباغوز، وهي قرية صغيرة في شرق سوريا بالقرب من الحدود مع العراق.

نشأ كاثوليكيا

وأضاف الكاتب أن دينيسون -وهو أميركي ذو لحية حمراء- نشأ كاثوليكيا في ضواحي ولاية بنسلفانيا، وهو من أوائل الأميركيين الذين انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية أو "داعش".

وأشار إلى أنه كان قد حاول الاتصال بدينيسون في البداية عام 2014، بعد سماع شائعات بأنه غادر الولايات المتحدة للقتال في "الحرب الأهلية" السورية. ولسنوات لم يتلق أي رد. ثم في أغسطس/آب 2018 -بعد الفرار من الرقة مع اقتراب قوات التحالف بقيادة أميركا من العاصمة الفعلية لـ "دولة الخلافة"- أرسل دينيسون لـ"آرونسون" رسالة بالبريد الإلكتروني أبلغه فيها أنه يريد التحدث.

وفي الأشهر التي تلت ذلك، أرسل دينيسون أكثر من 30 ساعة من التسجيلات الصوتية عبر "الواتساب".

وقد سُجن دينيسون في أوائل العشرينيات من عمره لبيعه كمية صغيرة من الماريغوانا، ثم تحول إلى "التطرف" وسط الشواطئ ومراكز التسوق في منطقة خليج تامبا بولاية فلوريدا، حيث صب إحباطه من سياسة الولايات المتحدة في الخطابات اللاذعة التي أكسبته متابعا مخلصا على "اليوتيوب" وجذبت انتباه مكتب التحقيقات الفدرالي إليه.

وقال دينيسون للكاتب إن مطاردة المكتب له ولغيره من المسلمين الأميركيين في تلك السنوات جعلته يبحث عن شيء شعر أنه لم يستطع العثور عليه في البلد الذي ولد فيه؛ وهو حرية ممارسة عقيدته وعيش حياة إسلامية خالصة.

نهاية مؤكدة

وأوضح الكاتب أن قصة دينيسون كانت إحدى أكثر جهود إعداد التقارير المكثفة في مسيرته المهنية، إذ تحدت ما اعتقد أنه يعرفه عن الدولة الإسلامية ومقاتليها وما دفعهم إلى سوريا والعراق والدول الأخرى التي تعاني صراعا.

وقال إنه وافق على شرط دينيسون الوحيد مقابل تعاونه الكامل مع تقاريره عن "تنظيم الدولة"، وهو ألا يكشف عن هويته أو يخبر عن قصته حتى يُقتل أو يُلقى القبض عليه، مضيفا أن دينيسون قال له "أنْ يتم القبض عليه هو آخر شيء يريد أي أخ له في التنظيم أن يحدث له"، مضيفا "لذا فإن الخيار هو القتال حتى الموت".

خدعوا نيويورك تايمز

وذكر الكاتب أنه بينما كان يعمل على تنظيم "داعش"، تم نشر البودكاست المسمى "دولة الخلافة"، وهو مسلسل عن "داعش" من "نيويورك تايمز" (New York Times)، مع موضوعه الأساسي "شهروز شودري" (Shehroze Chaudhry) الذي اُتهم جنائيا في كندا بارتكاب خدعة "إرهابية"، وخلصت نيويورك تايمز إلى أن البودكاست "ما كان يجب أن يتم إنتاجه" مع كون شودري هو بطل الرواية.

وقال إنه كان يعلم أن المقارنات -بين مسلسل "دولة الخلافة" وبين مشروعه- ستكون حتمية، وكان انهيار مسلسل نيويورك تايمز تذكيرا آخر له بما يمكن أن يحدث إذا لم يكن دقيقا بما يكفي في التحقق من هوية دينيسون واستجواب روايته.

المصدر : إنترسبت