ما الدول التي فرضت إلزامية التلقيح ضد كورونا؟

قالت مجلة "لوبس" (L’Obs) الفرنسية إنه مع تزايد رقعة انتشار متحور كورونا الشديد العدوى "دلتا" قامت دول عبر العالم بفرض إجبارية التلقيح ضد الفيروس على جميع سكانها، في حين ارتأت أخرى إلزام فئة محددة فقط من المجتمع بتلقي التطعيم.

إجباري على الجميع

على ندرتها إلا أن إلزامية التلقيح شقت طريقها في بعض البلدان مثل طاجيكستان التي فرضت التطعيم على كل من تزيد أعمارهم على 18 سنة، وتركمانستان التي اشترطت على البالغين أخذ جرعتي اللقاح "ما لم يكن هناك مانع طبي".

وفي الفاتيكان أصدرت السلطات مذكرة في الثامن من فبراير/شباط الماضي تلزم جميع السكان والموظفين داخل هذه الدولة التي تعدّ الأصغر في العالم بأخذ اللقاح، كما فرضت عقوبات على المخالفين قد تبلغ حد الفصل من الوظائف.

إجباري على بعض الفئات

فرضت العديد من البلدان التطعيم الإجباري على فئات معينة من السكان، ومن هذه الدول:

إيطاليا: ألزم مرسوم صادر في 25 مايو/أيار الماضي الأطباء والعاملين في القطاع الصحي بالتطعيم ضد "كوفيد-19" وإلا سيمنعون من مزاولة أي نشاط فيه اتصال مباشر بالمواطنين. وقد طعن نحو 300 موظف إيطالي بالقطاع الصحي في هذا القرار، ومن المرتقب أن تعقد محكمة مختصة جلسة استماع بهذا الخصوص غدا الأربعاء.

المملكة المتحدة: أعلنت الحكومة البريطانية في 16 يونيو/حزيران الماضي أنها ستجعل التطعيم الكامل ضد فيروس كورونا إلزاميا على جميع الأشخاص الذين يعملون في دور التقاعد، بما في ذلك الموظفون غير الطبيون مثل مصففي الشعر واختصاصيي التجميل والمتطوعين الذين سيحتاجون إلى تطعيم كامل بحلول أكتوبر/تشرين الأول المقبل إذا رغبوا أن يواصلوا عملهم هناك، ولكن هذا الإجراء لم يقرّه البرلمان بعد.

روسيا: رغم معارضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلزامية التطعيم على المستوى الوطني، فإن عمدة العاصمة موسكو أصدر في 16 يونيو/حزيران الماضي مرسوما يقضي بالتطعيم الإجباري لجميع الموظفين في قطاع الخدمات. ومن المقرر أن يحصل نحو مليوني شخص -أي نحو 60% منهم- على اللقاح بحلول 15 أغسطس/آب المقبل، في حين قامت كيانات محلية أخرى منها مدينة سان بطرسبورغ ومنطقتها باتخاذ تدابير مماثلة.

كازاخستان: في الأول من يوليو/تموز الجاري أمرت الحكومة الكازاخية بالتطعيم الإجباري لمعظم الموظفين الذين يتعاملون مع مواطنين آخرين مؤكدة أن أي شخص يرفض تلقي اللقاح سيُمنع من التواصل معهم.

فيجي: جعلت هذه الجمهورية الأرخبيل الواقعة بالمحيط الهادي التطعيم إلزاميا على كل العاملين في القطاعين العام والخاص. وسيتعين على أي موظف لم يتلق الجرعة الأولى من اللقاح بحلول 15 أغسطس/آب المقبل أن يأخذ إجازة رسمية وقد يكون عرضة للطرد النهائي إن لم يأخذ الجرعة الثانية من اللقاح في أجل أقصاه الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، أما في القطاع الخاص فيتعين على الموظفين تلقي الجرعة الأولى بحلول الأول من أغسطس/آب المقبل.

الولايات المتحدة: أعلنت مدينة سان فرانسيسكو نهاية يونيو/حزيران الماضي أنها ستطلب من موظفيها البالغ عددهم 35 ألف شخص التطعيم ضد فيروس "كوفيد-19" تحت طائلة عقوبات تأديبية قد تبلغ حد الفصل. وفرض أيضا واحد من أكبر المستشفيات في تكساس التلقيح على كل موظفيه، وقد استقال أو طرد 150 شخصا هم مجموع من تخلفوا عن القرار، ورفع بعضهم دعوى على المستشفى لكن السلطات القضائية في الولاية رفضتها.

ليس إجباريا.. لكن في الطريق

وفي بعض البلدان لا يعدّ اللقاح إلزاميا بصورة رسمية لكن القيود المفروضة على غير المطعمين ترقى إلى درجة الإلزامية الكاملة تقريبا.

ففي السعودية مثلا أعلنت السلطات في 18 مايو/أيار أن التطعيم سيكون إجباريا اعتبارا من أغسطس/آب لدخول المؤسسات الحكومية والخاصة، بما في ذلك مرافق التعليم والترفيه وكذلك وسائل النقل العام، ولن يتمكن من العودة إلى أماكن عملهم الرسمية في القطاعين العام والخاص إلا الموظفون الملقحون.

وفي باكستان حظرت مقاطعة بلوشستان منذ الأول من يوليو/تموز الجاري على الأشخاص غير المطعمين دخول مرافق الخدمات العامة والمتنزهات ومراكز التسوق ووسائل النقل العام. وفي إقليم السند تقرر عدم دفع رواتب الموظفين الذين يرفضون التطعيم، في حين هددت مقاطعة البنجاب من يتخلف عن التلقيح بوقف هاتفه.