وسط معارك كر وفر بين الجيش الأفغاني وطالبان.. إسلام آباد تحذر من حرب أهلية وواشنطن تدعو لحل تفاوضي

قالت وزارة الدفاع الأفغانية اليوم إنها قتلت 29 من مسلحي طالبان في غارة جوية بولاية قندهار، في المقابل أعلنت طالبان سيطرتها على نقاط تفتيش في مديرية جديدة بولاية غور، في حين حذرت باكستان من اندلاع حرب أهلية، ودعت أميركا الأفغان للعودة إلى المفاوضات.

وقال المتحدث باسم القوات الأفغانية إن قواته تمكنت من استعادة 5 مديريات من طالبان في 3 ولايات أفغانية، كما أعلنت وزارة الدفاع نصب منظومة دفاعية وسط كابل لحمايتها من الصواريخ.

وكانت تركيا أعلنت التزامها بضمان أمن مطار كابل مع انتهاء انسحاب القوات الأميركية والأجنبية المرتقب في 31 أغسطس/آب، في حين كشف الرئيس رجب طيب أردوغان -الجمعة الماضية- عن أن أنقرة وواشنطن اتفقتا على "ترتيبات" تسلّم قوات بلاده المطار.

وفي ولاية طخار على الحدود مع طاجيكستان، قال مسؤولون إن قوات أمن أفغانية، بدعم من ضربات جوية، صدّت هجوما شنّه مقاتلو حركة طالبان على مدينة طالقان عاصمة الولاية أمس الأحد.

وقال عبد الله قارلوق حاكم إقليم طخار إن "هجمات العدو تم صدها ومُني بخسائر فادحة لم يسبق لها مثيل إذ قُتل 55 من الأعداء وأصيب 90 آخرون".

وأكد  المتحدث باسم قيادة شرطة طخار خليل عسير لرويترز أن طالبان هاجمت طالقان من 4 اتجاهات، لكنها واجهت مقاومة شديدة من قوات الأمن والسكان المحليين.

في المقابل، أعلنت حركة طالبان أنها سيطرت على 4 نقاط تفتيش بولاية باميان وسط البلاد، ومدينة يورا في ولاية "غور" بالغرب.

وأعلنت الحركة أنها باتت تسيطر على 150 مديرية من أصل 407 مديريات في عموم أفغانستان، بعد أن سيطر مقاتلوها على معظم ولاية بدخشان التي تضم حدود البلاد مع الصين، فضلا عن مناطق واسعة من ولاية طخار على الحدود مع طاجيكستان

مخاوف باكستانية

من جهة أخرى، أعرب وزير خارجية باكستان شاه محمود قريشي، عن خشية بلاده من اشتعال حرب أهلية في أفغانستان.

وأكد الوزير أن السيطرة على أفغانستان بالقوة العسكرية من أي طرف لن تحل المشكلة، على حد وصفه.

وحذر المتحدث باسم القوات المسلحة الباكستانية من تدفق لاجئين أفغان إلى الأراضي الباكستانية، مع تدهور الوضع الأمني في أفغانستان.

يأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه باكستان في إغلاق معبر "تُرخم" مع أفغانستان منذ الثلاثاء الماضي، منعًا لتفشي فيروس كورونا.

حل أفغاني

وفي واشنطن، جدد المتحدث باسم وزارة الدفاع (بنتاغون)، جون كيربي، دعوة الأطراف الأفغانية للتوصل إلى حل سياسي وصفهُ بغير المفروض من الخارج، لإنهاء الحرب في أفغانستان.

وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، أكد كيربي أن واشنطن ستحافظ على حضور دبلوماسي في أفغانستان.

من جهته، قال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، جاك ريد، في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" (NBC)، إن الولايات المتحدة ذهبت إلى أفغانستان من أجل تقويض تنظيم القاعدة والحد من قدراته على شنّ هجمات، وقد نجحت في ذلك، ولكن العمل لم يكتمل.

وأكد ريد أنه كانت أمام الرئيس الأميركي جو بايدن سلسلة من الاختيارات السيئة، ولكنه اتخذ القرار الأفضل والصعب بالانسحاب من أفغانستان.

وأضاف ريد أن حركة طالبان ستستمر في الضغط العسكري ما دامت تتمتع بملاذ آمن في باكستان، معتبرا أنه يتعين على بلاده مواصلة العمل مع الحكومة الأفغانية، عبر تقديم المساعدات الأمنية والدعم الجوي.

المصدر : الجزيرة + وكالات