روسيا تتحدث عن تطمينات من تركيا بأن قناة إسطنبول لن تؤدي لتواجد أكبر للناتو بالبحر الأسود

قناة إسطنبول كانت من بين قضايا أخرى تطرقت إليها المحادثات التركية الروسية في أنطاليا (وكالة الأنباء الأوروبية)

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تلقت تطمينات من تركيا بأن إنشاء قناة إسطنبول المائية لتسهيل حركة الملاحة على البوسفور لن يؤدي إلى تواجد أكبر لقوات بحرية تابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" (NATO) في البحر الأسود.

وقال لافروف -في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أمس الأربعاء في مدينة أنطاليا (جنوبي تركيا)- إنه ونظيره التركي توافقا على أن خطط شق قناة إسطنبول لن يمس بأي شكل من الأشكال إحداثيات تواجد القوات البحرية الأجنبية في البحر الأسود.

في المقابل، لم يؤكد جاويش أوغلو التزام بلاده بعدم السماح للحلف الأطلسي بإرسال سفن حربية إضافية إلى البحر الأسود، مكتفيا بالقول إن قناة إسطنبول لن يكون لها "تأثير مباشر" على اتفاقية مونترو التي تعود لعام 1936 وتنظم الملاحة عبر مضيقي البوسفور والدردنيل.

وقال الوزير التركي إنه لن يطرأ أي تغيير على اتفاقية مونترو مع بناء قناة إسطنبول، وأضاف أن الاتفاقية لها أحكامها الخاصة التي تنص على كيفية مراجعتها وإبطالها، مشددا على أن الممر المائي الجديد سيخضع للقوانين التركية.

توترات في البحر الأسود

وتأتي التصريحات الروسية عن تطمينات تركية بشأن قناة إسطنبول وسط توترات بين روسيا والغرب بسبب دخول سفن حربية غربية مناطق بالبحر الأسود.

وقبل نحو 10 أيام، أطلقت البحرية الروسية طلقات تحذيرية تجاه بارجة بريطانية بحجة أنها دخلت المياه الروسية في البحر الأسود، وبعد هذا الحادث جرت مناورات بحرية في البحر الأسود بين أوكرانيا وعدة دول بينها الولايات المتحدة.

وفي تصريحات أدلى بها أمس الأربعاء؛ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه كان في وسع بلاده إغراق البارجة البريطانية دون أن يؤدي ذلك إلى قيام حرب عالمية ثالثة، متهما الولايات المتحدة بالضلوع فيما وصفه بالعمل الاستفزازي.

وتقيد اتفاقية مونترو دخول السفن الحربية إلى البحر الأسود من خلال وضع قواعد صارمة على الملاحة في هذه المنطقة، لكنها تضمن المرور الحر للسفن المدنية سواء في أوقات السلم أو الحرب.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا نظيره التركي في أبريل/نيسان الماضي إلى الحفاظ على الاتفاقية.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاحقا أن حكومته ليس لديها أية نية للخروج من اتفاقية مونترو، وأنها تولي أهمية للمكتسبات التي حققتها تركيا من الاتفاقية، وستواصل الالتزام بها إلى حين تحقيق الأفضل.

تدشين الممر المائي الجديد

وقبل نحو أسبوع من الآن، دشن أردوغان مشروع قناة إسطنبول الذي تبلغ تكلفته 15 مليار دولار، ويهدف إلى تخفيف الضغط عن مضيق البوسفور المزدحم، وشهد الرئيس وضع أساسات جسر فوق المسار المخطط لهذه القناة.

والممر المائي الجديد يمتد بطول 45 كيلومترا بموازاة مضيق البوسفور الذي يربط البحر الأسود ببحر مرمرة والبحر المتوسط.

وكان أردوغان أعلن منذ عام 2011 عن نيته تنفيذ مشروع القناة الذي يلقى انتقادات من جانب أحزاب تركية معارضة بحجة أنه لا جدوى اقتصادية منه.

المصدر : الجزيرة + وكالات