واشنطن تتهم الحوثي برفض الانخراط في وقف النار والجماعة تعلن استعدادها للحوار شريطة رفع الحصار

مسلحون حوثيون في العاصمة صنعاء (رويترز)

ردت جماعة الحوثي على اتهام الولايات المتحدة لها برفض الانخراط في وقف إطلاق النار بإعلان استعدادها للحوار شريطة رفع الحصار، ووقف ما تصفه بالعدوان على اليمن.

فقد قال عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي في مقابلة مع الجزيرة، اليوم الجمعة، إنهم مستعدون للانخراط في حوار، لكنه اشترط انسحاب القوات الأجنبية من اليمن ووقف القصف والحصار المفروض على الجماعة من أجل الدخول في مفاوضات بغية التوصل إلى حل.

وأضاف البخيتي أنه لا يمكن الدخول في حوار في ظل الحصار والقصف من قبل التحالف السعودي الإماراتي، معتبرا أن وقف إطلاق النار دون الاستجابة لشرط الجماعة لا يؤدي إلى السلام.

واتهم القيادي الأطراف الأخرى برفض الخيار النهائي الذي يطرحه اليمن، والمتمثل في وقف "العدوان"، ورفع الحصار، وانسحاب القوات الأجنبية من البلاد، قائلا إنه يمكن بدء الحوار في حال توقف الحصار والقصف.

وتحدث البخيتي عن مبررات الهجوم الحوثي على محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن)، معتبرا أنه تدار انطلاقا منها العمليات العسكرية ضد مسلحي الجماعة.

وأكد الحوثيون قبل أيام ضرورة فصل الملف الإنساني عن أي قضايا عسكرية أو سياسية في إطار أي مفاوضات يمكن أن تؤدي إلى تسوية سياسية.

Yemeni government fighter fires a vehicle-mounted weapon at a frontline position during fighting against Houthi fighters in Marib
جندي يمني يطلق قذيفة مدفعية خلال اشتباكات مع الحوثيين في مأرب (رويترز)

اتهامات أميركية للحوثيين

وفي وقت سابق اليوم، قالت الخارجية الأميركية إن الحوثيين يتحملون المسؤولية الكبيرة بسبب رفضهم الانخراط بشكل هادف لوقف إطلاق النار، واتخاذ خطوات للتوصل إلى حل للنزاع المستمر منذ ما يقرب من 7 سنوات، والذي تسبب في معاناة لا يمكن تصورها.

وأضافت الوزارة -في بيان نشرته بعد أيام من عودة المبعوث الأميركي الخاص تيموثي ليندركينغ من المنطقة- أن الحوثيين يواصلون ما وصفته بهجومهم المدمر على مأرب مشيرة إلى أن المجتمع الدولي ندد بهذا الهجوم. كما قالت إن هجوم الحوثيين على مأرب يتركهم في عزلة متزايدة.

وأشار البيان الأميركي إلى أن ليندركينغ بحث، خلال جولته الأخيرة بالمنطقة، الحاجة إلى تعزيز العمليات الشاملة التي تمكن اليمنيين من مناقشة مستقبل بلدهم، وتعزز الدعوات المنادية للسلام.

وبالتزامن، أفاد مراسل الجزيرة بأن وزيري خارجية سلطنة عُمان والولايات المتحدة أكدا اليوم على أهمية دخول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.

وقال المراسل إن الوزيرين بحثا في اتصال هاتفي ضرورة تكثيف الجهود لوقف الحرب باليمن.

وكان ليندركينغ أجرى في جولته الأخيرة بالمنطقة محادثات في مسقط والرياض، وتزامنت جولته مع جولة مماثلة للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الذي زار صنعاء والتقى قادة حوثيين.

ولم تسفر جولة المبعوثين الأميركي والأممي عن تقدم ملموس باتجاه وقف لإطلاق النار في اليمن، وذلك وسط اتهامات متبادلة بشأن الطرف الذي يعرقل مساعي التسوية التي تبذلها طراف عدة.

ومؤخرا، قالت واشنطن إن لديها "مبادرة عادلة" لوقف إطلاق النار في اليمن، تحظى بدعم الحكومتين السعودية واليمنية.

انتقادات حوثية لمجلس الأمن

على صعيد آخر، انتقد رئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثي، محمد علي الحوثي، موقف مجلس الأمن الدولي، وحمله مسؤولية الكارثة الإنسانية في اليمن، وذلك وسط تحذيرات أممية من أن ملايين اليمنيين يواجهون خطر المجاعة.

وفي تغريدات على تويتر، اتهم الحوثي مجلس الأمن بعدم تجريم التحالف السعودي الإماراتي في منع بيع النفط المخزن في ناقلة صافر.

وطالب القيادي الحوثي مجلس الأمن بإلزام الأمم المتحدة بتنفيذ الاتفاق الموقع لتجنب كارثة تسريب الناقلة الراسية منذ سنوات قبالة ميناء الحديدة.

ولفت إلى أن التحالف لا يسمح بتنفيذ اتفاق صيانة صافر، وبهذا تؤكد فشل المبعوث الأممي إلى اليمن غريفيث، وفق تعبيره.

وعرض الحوثي وثائق قال إنها لاتفاق سابق وقعته الأمم المتحدة بشأن معالجة مشكلة الناقلة النفطية، قبل أن تراجع عنه.

يأتي ذلك في وقت قال الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي، مندوب إستونيا لدى الأمم المتحدة سفين يورغنسن، إن أعضاء المجلس شددوا على الحاجة لحل فوري للقضايا العالقة بالمحادثات الجارية بشأن اليمن.

ودعا مجلس الأمن الحوثيين إلى تسهيل الوصول غير المشروط، وتوفير الأمن للخبراء الأمميين من أجل إجراء تقييم شامل ومحايد لوضع ناقلة النفط "صافر" وذلك لإجراء الإصلاح الأولي دون مزيد من التأخير.

المصدر : الجزيرة + وكالات