مقال بواشنطن بوست: الأحزاب الفرنسية تتنازل عن أفكارها لمصلحة اليمين المتطرف من أجل الكسب الانتخابي

PRAGUE, CZECH REPUBLIC - APRIL 25: Leader of French National Rally party (RN) Marine Le Pen during a meeting of populist far-right party leaders in Wenceslas Square on April 25, 2019 in Prague, Czech Republic. The Czech Freedom and Direct Democracy party (SPD), a member party of The Movement for a Europe of Nations and Freedom in the European Parliament, is set to officially launch its EU election campaign ahead of next month’s European elections. (Photo by Gabriel Kuchta/Getty Images)
استطلاع حديث للرأي أظهر أن 74% من ضباط الشرطة سيفضلون لوبان على ماكرون (غيتي)

تقول كاتبة بصحيفة "واشنطن بوست" (Wshington Post) إن اليمين المتطرف في فرنسا نجح في فرض شروطه على النقاش العام في البلاد بسبب سعي الأحزاب الأخرى لمواءمة نفسها مع الخطاب "المتطرف" من أجل الكسب في انتخابات العام المقبل.

وأوردت الكاتبة رقية ديالو كثيرا من الأمثلة، في مقالها بالصحيفة، على تنازل الأحزاب التي تدّعي، حسب وصفها، محاربة الأفكار الشائنة لليمين المتطرف.

وقالت إن هذه الأحزاب في نهاية المطاف لن تكسب بمواءمة نفسها مع خطاب لا يشترك في شيء مع مبادئ المساواة التي دافعت عنها تاريخيا، مضيفة أن جان ماري لوبان مؤسس وزعيم الجبهة الوطنية "اليمينية المتطرفة" قال قبل عقود إن الناخبين "يفضلون دائما النسخة الأصلية على النسخة المقلدة".

حملة على إحدى المرشحات لارتدائها الحجاب

وأشارت الكاتبة، في عرضها لأمثلة مواءمة الأحزاب الأخرى نفسها مع خطاب اليمين المتطرف، إلى حملة الانتقادات التي وُجّهت إلى سارة زمحي المرشحة من قبل حزب الرئيس إيمانويل ماكرون للانتخابات الإقليمية، التي تصادف أنها ترتدي الحجاب، واتهامها من قادة حزبها نفسه بعدم محاربة "الانفصالية" التي يتبنّاها الحزب.

وقالت إنه على الرغم من أنه لا يوجد في القانون الانتخابي ما يحظر ارتداء "الرموز الدينية"، فإن أحد قادة الحزب الحاكم ما زال يقرّ المشاركة في تكتيكات اليمين المتطرف، مضيفة أن هذه الخطوة المقلقة تُظهر كيف انتشر الخطاب العنصري عبر الطيف السياسي.

وأضافت أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في عام 2022، كان بإمكان الحزب الحاكم أن يأخذ زمام المبادرة في كيفية تصوير الأقليات في المجال العام لكنه تخلى عن تغيير المواقف العامة، وقرر بدلا من ذلك السعي لكسب الناخبين الذين تغويهم الأيديولوجيات الإقصائية.

الترويج للأجندة القمعية

وأوردت الكاتبة مثالا آخر عندما أعلنت الشرطة أخيرا احتجاجا لإحياء ذكرى ضابطين قُتلا في الأيام الأخيرة في أثناء أداء واجبهما، أحدهما على يد "إرهابي"، حسب ما ورد، وقالت إن الهدف الأولي كان هو التعبير عن التضامن مع المهنة لكن نقابات الشرطة دعت إلى سياسات أمنية أكثر صرامة وتشددا، وإلى "قيود القانون والدستور" من أجل "إفساح المجال" لقمع المخالفين بصورة أكثر صرامة.

وقالت إنه مما لا يثير الدهشة أن مارين لوبان زعيمة "اليمين المتطرف" أعلنت على الفور حضور جميع المسؤولين المنتخبين من حزبها في مسيرة الشرطة، وأظهر استطلاع حديث للرأي أن 74% من ضباط الشرطة سيفضلون لوبان على ماكرون خلال الانتخابات المقبلة.

ومما يثير الدهشة، تقول الكاتبة، رؤية معظم الشخصيات البارزة من اليسار تنضم إلى مظاهرة الشرطة دون أي نقد، مضيفة أن التناقض لدى اليسار لا يكمن في دعم الشرطة، بل في الترويج لأجندة قمعية، مشيرة إلى أن هناك أساليب أخرى لتسليط الضوء على قضايا تحسين ظروف عمل رجال الشرطة الذين شهدوا زيادات مقلقة في معدل حالات الانتحار بين الضباط.

واختتمت الكاتبة بأنه يبدو أن الأحزاب اليسارية تركز على صورتها لدى مؤيدي اليمين المتطرف أكثر من تركيزها على جعل المجتمع مكانا أفضل للفئات الأكثر تهميشا، قائلة إنها تخلت عن قيمها الأساسية، ووضعت "اليمين المتطرف" في موقع يملي عليها النقاش الوطني.

المصدر : واشنطن بوست