رغم الإحباط.. مصريون يحتفظون بالأمل في حل عسكري لقضية سد النهضة

يخشى المصريون ان من منع وصول مياه النيل اليهم بالكميات الكافية اذا ما رفضت توصيله لاسرائيل. (تصوير خاص نهر النيل ـ القاهرة ـ ارشيف ).
المصريون يخشون من تأثيرات سد النهضة على نهر النيل الذي يمثل شريان حياة بالنسبة لهم (الجزيرة نت)

القاهرة- مع اقتراب انتهاء العد التنازلي للملء الثاني لسد النهضة، وبعد تصريحات مدير إدارة الهندسة في وزارة الدفاع الإثيوبية، الجنرال بوتا باتشاتا ديبيلي، التي قال فيها إن مصر والسودان لن تستطيعا تدمير السد باللجوء للخيار العسكري، تباينت مشاعر المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي بين الإحباط والأمل.

وكان ديبيلي قد صرح في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" -عقب مشاركته في مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي- إن "مصر والسودان لن تستطيعا حل مشكلة سد النهضة عسكريا عبر مهاجمته؛ فهم لن يحاولوا مهاجمة السد، ولكن حتى وإن حاولوا مهاجمته فلن يستطيعوا تدميره بقنابل الطائرات المقاتلة، وهم يعرفون أن السد متين".

وأوضح الجنرال الإثيوبي أن بلاده مستعدة للسيناريو العسكري، مؤكدا أنه بنهاية الملء الثاني -الذي بدأ بالفعل- سينتهي الخيار العسكري، وسيأتي الجميع لبحث مقترحات تقسيم المياه، وحينها ستحمي مصر والسودان السد لأن تدميره سيتسبب في طوفان يقذف بمصر والسودان إلى البحر المتوسط.

 

 

بين الإحباط والأمل

ردود أفعال المصريين على تصريحات الجنرال الإثيوبي جاءت متناقضة؛ إذ تباينت بين الإحباط من التصريحات، والأمل في أن تتسبب هذه التصريحات -التي "تستهزئ" بالقدرات العسكرية المصرية والسودانية- في تحرك عسكري يحمي حقوق البلدين قبل اكتمال الملء الثاني.

وطالب نشطاء القيادة المصرية بالتحرك في أسرع وقت لحماية مصر من مشروع إثيوبيا الذي يتحكم في مقدرات مصر والسودان عبر السد، مستنكرين السكوت على مثل هذه التصريحات، والاكتفاء برد دبلوماسي ضعيف من وزارة الخارجية.

على جانب آخر، أكد مؤيدون للنظام المصري أن التصريحات الإثيوبية لا قيمة لها، وأن الجيش الإثيوبي أضعف من أن يستطيع مواجهة الجيش المصري، وأكد عدد منهم أن الرد المصري المزلزل قادم لا محالة، ولكن في الوقت المناسب، على حد قولهم.

 

 

 

 

الرد المصري

يذكر أن وزير الخارجية المصري سامح شكري قال، عقب تصريحات الجنرال الإثيوبي، إن "ادعاءات" إثيوبيا "هدفها التهرب والتنصل من الالتزامات"، وإن مصر لديها "القدرة على الدفاع عن مصالح شعبها".

وأضاف شكري أن المسؤولين الإثيوبيين "يطلقون تصريحات استفزازية عن العمل العسكري، لصرف الأنظار والتهرب من الاتفاق". كما أكد أن إثيوبيا رفضت استئناف المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي في كينشاسا، "وما زالت المفاوضات مجمدة بسبب التعنت الإثيوبي"، وفق تعبيره.

وخلال مداخلة هاتفية له مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامج "الحكاية" المذاع عبر فضائية "إم بي سي مصر" المملوكة للسعودية، قال شكري إن مصر تعلم جيدا ما هي حقوق مصر وشعبها المائية، وكيفية الدفاع عنها.

وتابع شكري، في حال وقوع الضرر، لن تتهاون الدولة المصرية في الدفاع عن مصالح شعبها، سواء كان حجز المياه في العام الحالي ليس بالشكل الكامل أو ما لدينا من مياه في السد العالي، فهذا أمر والدفاع عن حقوقنا أمر آخر.

 

 

يذكر أن مصر أبلغت مجلس الأمن الدولي في 12 يونيو/حزيران الجاري، اعتراضها على اعتزام إثيوبيا القيام بالملء الثاني لبحيرة سد النهضة المحدد في يوليو/تموز المقبل.

ويتبادل السودان ومصر مع إثيوبيا اتهامات بالمسؤولية عن تعثر المفاوضات حول السد الذي تقيمه أديس أبابا على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل، وتقول مصر والسودان إنه يهدد حقوقهما التاريخية في النهر.

المصدر : الإعلام المصري + مواقع التواصل الاجتماعي