قوات تابعة لحكومة الوحدة تنسحب لجنوب الطريق الساحلي.. المغرب: الانتخابات مرحلة حاسمة لإقرار الشرعية في ليبيا

وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة (يمين) خلال استقباله رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح (مواقع التواصل)

قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة -أمس الخميس- إن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية تشكل مرحلة حاسمة لإقرار الشرعية في ليبيا، بينما أعلن الجيش الليبي التابعة للحكومة في طرابلس سحب قواته لمسافة 5 كيلومترات جنوب الطريق الساحلي الرابط بين الشرق والغرب.

وأكد بوريطة خلال مؤتمر صحفي في الرباط رفقة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، أن المغرب يدعم الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة في ليبيا، مشددا على أن دور الرباط هو مواكبة ما يريده الليبيون لإيجاد حل لأزمتهم تحت المظلة الأممية.

كما أكد بوريطة أن الوصفات التي توضع خارج السياق الليبي لا يمكنها أن تنجح في حل مشاكل تقع في شمال أفريقيا.

ثم أكمل كلامه بالفرنسية قائلا "ليست هناك حلول برلينية لمشاكل تقع في أفريقيا الشمالية. أفريقيا الشمالية لها سياق خاص بها، وديناميات خاصة بها. والمغرب يعرف هذه الديناميات ولهذا فإن مساهمته هي أولا مواكبة الليبيين بهذا الدور".

من جهته، شدد رئيس مجلس النواب الليبي على أن حل الأزمة التي تتخبط فيها بلاده يمر عبر الانتخابات، مؤكدا على أن انتخاب الرئيس بواسطة الشعب سوف يمنحه الشرعية المطلوبة.

وأضاف عقيلة صالح نحن نعوّل كثيرا على دور المغرب الشقيق للمساعدة في حل الأزمة الليبية.

وسبق أن احتضن المغرب 5 جولات من الحوار الليبي بين وفدي المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب، وآنذاك توصل الطرفان إلى اتفاق حول آلية تولي المناصب السيادية، واستئناف الجلسات لاستكمال الإجراءات اللازمة بشأن تفعيل الاتفاق وتنفيذه.

والأربعاء، عقد مؤتمر "برلين 2" بشأن ليبيا في العاصمة الألمانية، بمشاركة 15 دولة من بينها تركيا، إضافة إلى 4 منظمات إقليمية ودولية.

وغاب المغرب عن المؤتمر رغم دعوته رسميا إلى حضور فعالياته، وذلك جراء خلافات دبلوماسية بين الرباط وبرلين.

انسحاب الجيش

ميدانيا، قال المتحدث باسم غرفة عمليات "سرت الجفرة" العميد عبد الهادي دراه إن "غرفة العمليات انسحبت من النقاط التي تسيطر عليها في الطريق الساحلي، وسلمتها إلى وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية".

وأضاف دراه في تسجيل صوتي أن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ترفض فتح الطريق الساحلي من جانبها بحجج واهية وغير مقنعة، منها وجود تقطعات وحفر بالطريق العام‎.

والطريق الساحلي "مصراتة سرت" الرابط بين الشرق والغرب، هو طريق مهم للتجارة، ومغلق منذ هجوم مليشيا الجنرال المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس عام 2019.

بدوره، قال آمر "غرفة عمليات تحرير سرت الجفرة" إبراهيم بيت المال "سحبنا قواتنا لمسافة 5 كيلومترات جنوبي الطريق الساحلي"، موضحا أن "هذا يأتي وفقا لاتفاق اللجنة العسكرية المشتركة 5+5".

وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت اللجنة العسكرية الاتفاق على إخلاء الطريق الساحلي بمسافة تسمح بمرور آمن للمواطنين، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من المنطقة المحددة، وتجميعهم في طرابلس وبنغازي للبدء في ترحيلهم.

وآنذاك، أوضح مختار النقاصة عضو اللجنة (التي تضم 5 أعضاء من الحكومة و5 من مليشيا حفتر)، للأناضول، أن "مسافة فتح الطريق الساحلي المتفق عليها في اجتماع سرت كمرحلة أولى لا تتجاوز 5 كيلومترات جنوب الطريق".

لقاءات الدبيبة

وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة أجرى مباحثات منفصلة مع كل من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بعد ساعات من اختتام مؤتمر "برلين 2" الذي بحث الأزمة الليبية.

وأكد الدبيبة وجونسون ضرورة خروج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، وإعادة توحيد الجيش.

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الليبية أن لقاء الدبيبة وجونسون في لندن تناول عمل حكومة الوحدة الوطنية المستمر لإعادة استقرار ليبيا، والترتيب لإجراء انتخابات آمنة.

كما ذكر المكتب الإعلامي أن الطرفين تناولا المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأمن في ليبيا والمنطقة.

وقبل لقاء الرجلين، كان الدبيبة قد أجرى مباحثات في العاصمة الألمانية برلين مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وذكرت الخارجية الأميركية -في بيان- أن بلينكن والدبيبة شددا على الانسحاب الفوري للقوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وأكدا أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، كما ذكر البيان أنهما ناقشا ضرورة الاستعداد للانتخابات المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

واعتبرت الخارجية الأميركية في بيانها أن انسحاب القوات الأجنبية -بما فيها التركية- من ليبيا، سيسهم في التوصل إلى تسوية سلمية، وسيمكن الليبيين من توحيد قواتهم تحت قيادة واحدة تتمتع بعلاقات عسكرية مع دول تختارها ولا تكون مفروضة عليها، بحسب تعبيرها.

وأكدت أن دور روسيا في ليبيا مقلق، وأن محادثات برلين كانت مثمرة فيما يتعلق بقضية سحب آلاف المرتزقة من هناك.

وأوضحت أن واشنطن تدعم سيادة ليبيا على أراضيها، وتثق بقدرة الليبيين على إجراء الانتخابات رغم وجود تحديات أهمها الأمن، بحسب تعبير البيان.

من جانبه، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية -عقب محادثاته في برلين مع بلينكن- إن هناك حاجة ملحة لإخراج جميع المرتزقة الأجانب من البلاد، في إطار خطة شاملة.

ورحب الدبيبة بما سماها المشاركة البناءة من الولايات المتحدة، وأوضح أن جهود حكومته تركز على إعداد البلاد للانتخابات في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وإعادة توحيد المؤسسات وتوفير الخدمات الأساسية.

واختتم مؤتمر برلين بشأن ليبيا أعماله الأربعاء، من دون الكشف عن أي تقدم بملف سحب القوات الأجنبية والمرتزقة الذي هيمن على أعمال المؤتمر.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فقد تمركز نحو 20 ألف مرتزق أجنبي في ليبيا منذ ديسمبر/كانون الأول 2020، ولم يتغير الرقم بشكل كبير، كما أن شحنات الأسلحة إلى أطراف الصراع لم تتوقف.

المصدر : الجزيرة + وكالات