بين مهنئ ومطالب بالمحاكمة.. ردود فعل إقليمية ودولية متباينة بعد فوز رئيسي بالانتخابات الإيرانية

رئيسي هو أحد المسؤولين الكبار الذين تشملهم العقوبات الأميركية، وهو رئيس السلطة القضائية في البلاد، ويُعتقد أنه يحظى بدعم الحرس الثوري، وكان قد خسر الانتخابات أمام روحاني عام 2017.

Khamenei protege Raisi wins Iran election amid low turnout
رئيسي تلقى التهاني من عدد من دول المنطقة والعالم في حين شككت واشنطن في نزاهة الانتخابات (رويترز)

أثار فوز رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية ردود فعل متباينة على المستوى الإقليمي والدولي، ففي الوقت الذي هنأت فيه دول وهيئات عدة إيران ورئيسها الجديد بالفوز وتمنت أن يقود ذلك إلى مزيد من العلاقات الودية، عبّرت الولايات المتحدة ومنظمات حقوقية عن امتعاضها من انتخاب رئيسي الذي تعتبره متورطا في عمليات قتل وإخفاء قسري طالت معارضين إيرانيين.

وفيما يلي نستعرض أبرز المواقف الإقليمية والدولية من فوز رئيسي في الانتخابات الإيرانية:

روسيا

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول صحفي في سفارة روسيا بطهران قوله إن بوتين هنأ رئيسي، وعبّر عن أمله "في المزيد من التطور في التعاون الثنائي البناء".

سوريا

كما هنأ بيان للرئاسة السورية رئيسي بفوزه بالانتخابات، وقال البيان إن الرئيس بشار الأسد حريص على العمل مع الرئيس الجديد لتعزيز العلاقات بين البلدين.

الإمارات

وفي حين بارك نائب رئيس الإمارات وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد لرئيسي فوزه بالانتخابات وتمنى للعلاقات الثنائية "دوام الاستقرار والاستمرار والازدهار"، أرسل ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد برقية تهنئة، حسبما ذكرت وكالة أنباء الإمارات.

سلطنة عمان

كما هنأ سلطان عمان هيثم بن طارق الرئيس الإيراني المنتخب على فوزه.

قطر

وبعث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برقية تهنئة إلى رئيسي بمناسبة فوزه في الانتخابات، "متمنيا له التوفيق وللعلاقات بين البلدين المزيد من التطور والنماء".

الكويت

كما بعث أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح برقية تهنئة إلى رئيسي "متمنيا كل التوفيق والسداد وموفور الصحة والعافية، وللجمهورية الإسلامية كل الرقي والازدهار".

العراق

وتقدم الرئيس العراقي برهم صالح لرئيسي بالتهاني بمناسبة انتخابه رئيسا لإيران، وقال "إننا في العراق نتطلع إلى تعزيز العلاقات الراسخة مع إيران الجارة وشعبها".

تركيا

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن اعتقاده بتعزيز التعاون بين البلدين خلال فترة رئاسة رئيسي، مبديًا أتم الاستعداد للعمل معه.

حماس

وتقدمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى المرشد الإيراني علي خامنئي وإلى الجمهورية الإيرانية، قيادة وشعبا، بالتهاني بمناسبة "إنجاز ونجاح عملية الانتخابات الرئاسية، التي اختار فيها الشعب الإيراني إبراهيم رئيسي رئيسا للجمهورية الإسلامية في إيران".

وقالت حماس في بيان "نسأل الله تعالى له التوفيق والسداد والنجاح في قيادة البلاد، خدمة للجمهورية الإسلامية في إيران، وتحقيق تطلعات شعبها نحو مزيد من التنمية والتقدم والرخاء، ومواصلة وتعزيز مواقف إيران المشرفة في التضامن مع فلسطين وقضيتها العادلة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني".

الجهاد الإسلامي

وقال المسؤول في حركة الجهاد الإسلامي في غزة يوسف الحساينة إن الشعب الإيراني "يثبت مجددا للعالم انتماءه وتمسكه بمنهج الثورة ونظامها. نبارك للجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني هذا الإنجاز الكبير".

الحوثيون

كما أرسل رئيس المكتب السياسي لجماعة الحوثيين في اليمن مهدي المشاط رسالة تهنئة إلى رئيسي بمناسبة فوزه، وقال المشاط إن "نجاح العملية الانتخابية في إيران يعد انتصارا لمبادئ الثورة الإسلامية، وترسيخا لخيار مواجهة المشروع الصهيو-أميركي".

الولايات المتحدة

من جهتها، أعربت الولايات المتحدة عن أسفها لأن الإيرانيين لم يتمكنوا من المشاركة في "عملية حرة ونزيهة" في الانتخابات الرئاسية.

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن "الإيرانيين حُرموا من حقهم في اختيار قادتهم في عملية انتخابية حرة ونزيهة".

وأضاف أن الولايات المتحدة ستُواصل -رغم ذلك- المفاوضات غير المباشرة مع إيران للعودة إلى الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 وانسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

هيومن رايتس ووتش

قال مايكل بيج نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، لقد "مهدت السلطات الإيرانية الطريق لإبراهيم رئيسي ليصبح رئيسا عبر القمع والانتخابات غير النزيهة".

وأضاف بيج أن رئيسي -عندما كان رئيسا للسلطة القضائية- أشرف على بعض من أبشع الجرائم في تاريخ إيران الحديث، والتي تستحق التحقيق والمساءلة بدلا من انتخابه لمنصب رفيع.

منظمة العفو الدولية

وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار إن حقيقة صعود رئيسي إلى الرئاسة، بدلا من التحقيق معه بشأن جرائم ضد الإنسانية كالقتل والاختفاء القسري والتعذيب، لتذكرة مؤلمة بأن الإفلات من العقاب له السيادة في إيران.

وأضافت كالامار أنها تواصل الدعوة إلى التحقيق مع رئيسي حول دوره في جرائم سابقة وحالية بموجب القانون الدولي بما يشمل دولا تمارس ولاية قضائية دولية.

المعارضة الإيرانية في الخارج

وقالت مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية -ومقره باريس- إن إبراهيم رئيسي نصير مذبحة 1988 وقاتل مجاهدي خلق، هو آخر محاولة لخامنئي للحفاظ على نظامه.

وأضافت أن "خامنئي الضعيف المحاط بالأزمات والمنزعج من انتفاضات تلوح في الأفق تخلص من جميع المنافسين لتنصيب رئيسي، أحد أعتى المجرمين ضد الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، رئيسا".

إسرائيل

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حياة "بعد أن أملى الزعيم الأعلى (علي خامنئي) بشكل فعال على الشعب الإيراني من يختاره، انتخب أقل من 50% من المواطنين الإيرانيين المؤهلين للتصويت رئيسها الأكثر تطرفا حتى الآن. وقد استنكر المجتمع الدولي بشكل صائب جزار طهران إبراهيم رئيسي لدوره المباشر في إعدام أكثر من 30 ألف شخص خارج نطاق القضاء".

وأضاف حياة في بيان "كشخصية متطرفة، ملتزمة بتحقيق تقدم سريع في برنامج إيران النووي العسكري، فإن انتخابه يوضح نوايا إيران الخبيثة الحقيقية، وينبغي أن يثير قلقا كبيرا بين المجتمع الدولي".

يُذكر أن المرشح الفائز أحد المسؤولين الكبار الذين تشملهم العقوبات الأميركية، وهو رئيس السلطة القضائية في البلاد، ويُعتقد أنه يحظى بدعم الحرس الثوري، وكان قد خسر الانتخابات أمام الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني عام 2017.

المصدر : وكالات