الأرمينيون يدلون بأصواتهم في انتخابات تشريعية نتائجها غير محسومة

يشارك في الانتخابات 25 حزبا وتكتلا سياسيا وهو أكبر عدد في تاريخ البلاد، ويقدر عدد الناخبين بمليونين و600 ألف.

الانتخابات تأتي بعد أزمة سياسية عصفت بأرمينيا على خلفية نتائج الحرب مع أذربيجان حول إقليم قره باغ (الأوروبية)

بدأ الناخبون في أرمينيا -صباح اليوم الأحد- الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي تأتي بعد أزمة سياسية عصفت بالبلاد على خلفية نتائج الحرب مع أذربيجان حول إقليم ناغورني قره باغ.

ويشارك في الانتخابات 25 حزبا وتكتلا سياسيا؛ وهو أكبر عدد في تاريخ البلاد، ويقدر عدد الناخبين بمليونين و600 ألف لاختيار أكثر من 100 عضو لولاية مدتها 5 سنوات في تصويت على أساس التمثيل النسبي.

ويعول الأرمينيون على هذه الانتخابات التي تستمر ليوم واحد؛ باعتبارها خطوة نحو إخراج البلاد من الأزمة السياسية والاقتصادية والنفسية التي تلت خسارة السيادة على إقليم قره باغ لصالح أذربيجان.

وقالت رانيا دريدي -مراسلة الجزيرة في العاصمة الأرمينية- إن السلطات حرصت على وضع ضوابط صارمة تضمن عدم الإخلال بالعملية الانتخابية أو حصول خروقات كما لم تسمح سوى للمواطنين داخل البلاد للإدلاء بأصواتهم خلافا للانتخابات الماضية.

الخصمان الرئيسيان

ويتنافس الصحفي السابق نيكول باشينيان -الذي أصبح رئيسا للحكومة في 2018 بعد ثورة سلمية ضد النخب الفاسدة القديمة- مع خصمه الرئيس السابق روبرت كوتشاريان الذي يتهم منافسه بعدم الكفاءة ويطرح نفسه على أنه قائد يتمتع بخبرة.

وانهارت شعبية باشينيان القياسية بعد هزيمة أرمينيا في حرب ضد جارتها أذربيجان في خريف 2020. وبعد معارك استمرت 6 أسابيع وخلفت أكثر من 6 آلاف و500 قتيل؛ اضطرت يريفان إلى التنازل عن أراض مهمة كانت تسيطر عليها منذ الحرب التي جرت في أوائل تسعينيات القرن الماضي للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الأذربيجانية الانفصالية التي تقطنها غالبية من الأرمن.

باشينيان اضطر لتقديم استقالته على خلفية مطالبات عقب الهزيمة التي لحقت بأرمينيا في إقليم قره باغ (رويترز)

وأثارت هذه الهزيمة -التي اُعتبرت إهانة وطنية- أزمة سياسية في أرمينيا، وهو ما اضطر باشينيان إلى الدعوة إلى الانتخابات المبكرة على أمل تخفيف حدة التوتر وتعزيز شرعيته.

تخلي الأنصار

ورغم الإصلاحات التي أجراها رئيس الوزراء؛ تخلى كثيرون من أنصاره عنه بعد النزاع في ناغورني قره باغ وانتقلوا إلى صفوف خصمه رغم ارتباطها بالنخب القديمة المتهمة بنهب البلاد.

وبعد حصوله على أكثر من 70% من الأصوات في الانتخابات التشريعية عام 2018؛ يسعى باشينيان حاليا للحصول على نسبة 60%، لكن الاستطلاع الوحيد المتاح لا يمنح حزبه "العَقْد المدني" سوى 25% بعد حزب كوتشاريان الذي يتوقع أن يحصد 29% من الأصوات.

وهناك أحزاب أخرى بين التشكيلات الـ25 المتنافسة، قد تتمكن من دخول البرلمان، حسب الاستطلاع الذي نشره -أول أمس الجمعة- معهد "إم بي جي" (MBG) التابع لمؤسسة "غالوب" (Gallup) الدولية.

وفي مواجهة مخاطر هزيمة انتخابية أو نتيجة غير محسومة للاقتراع؛ دعا باشينيان مواطنيه إلى التصويت لمنحه "تفويضا فولاذيا". وقال -الخميس الماضي- إن "الأرمينيين يرون أن هناك قوى تثير مواجهات سياسية، وحربا أهلية".

دعوة للهدوء

وفي الأيام الأخيرة من الحملة، نظم كل من المتنافسَين عرضا للقوة، وقد جمع كلّ منهما حوالي 20 ألفا من مؤيديه بالساحة المركزية في يريفان، عاصمة هذا البلد الفقير والجبلي.

الانتخابات الأرمينية
الرئيس السابق روبرت كوتشاريان يدلي بصوته في أحد مراكز الاقتراع بالعاصمة الأرمينية يريفان (رويترز)

وقاد كوتشاريان هذه الجمهورية السوفياتية السابقة من 1998 إلى 2008، ويَشتبه منتقدوه في أنه ضالع بالفاسد. وقال -أول أمس الجمعة- لمناصريه إن "الحكومة غير قادرة على حل مشاكلنا الحالية".

وأضاف كوتشاريان "على عكس الإدارة السياسية الحالية، نحن فريق لديه خبرة ومعرفة وقوة وإرادة"، محذرا من محاولات "سرقة أصواتنا"، وفق قوله.

وبعد أن كشفت الحملة الانتخابية انقساما عميقا بين المعسكرين الرئيسيين؛ يتوقع كثير من المراقبين خروج احتجاجات أو حتى اندلاع أعمال شغب بعد الانتخابات.

واعتبر الرئيس أرمين سركيسيان أن "التحريض على الكراهية والعداوة" غير مقبول، داعيا مواطنيه إلى التصويت "بنزاهة وحرية". وإذا لم تفض انتخابات اليوم إلى أية غالبية أو تحالف غالبية، سيتعيّن تنظيم دورة ثانية -في 18 يوليو/تموز القادم- بين الحزبين اللذين يحصلان على أعلى نسبة من الأصوات.

المصدر : الجزيرة + وكالات