النووي الإيراني.. أوروبا تتحدث عن تقدم في مفاوضات فيينا وطهران تستبعد التوصل لاتفاق

كشف المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أن مفاوضات فيينا المتصلة بالاتفاق النووي مع إيران، تحقق تقدما مع انتهاء اليوم الأول من الجولة السادسة.

عراقجي (يسار) يلقي التحية على إنريكي مورا نائب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خلال جولة المفاوضات السابقة بفيينا (الأوروبية)

اختتمت في العاصمة النمساوية فيينا السبت، اجتماعات اليوم الأول من الجولة السادسة لمفاوضات إحياء الاتفاق النووي مع إيران، وسط حديث عن إحراز تقدم وإصرار من الأطراف المشاركة على التوصل لاتفاق رغم الصعوبات والملفات العالقة.

وأكد الاتحاد الأوروبي -في بيان- أن المشاركين في هذه الجولة سيواصلون مباحثاتهم بهدف عودة الولايات المتحدة للاتفاق الموقع مع إيران عام 2015، وامتثال كل الأطراف لالتزاماتها.

وكشف المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، آلان ماتون، أن مفاوضات فيينا المتصلة بالاتفاق النووي مع إيران تحقق تقدما، مع انتهاء اليوم الأول من الجولة السادسة.

وأوضح ماتون أن مساعدي وزراء خارجية الدول المعنية اتفقوا في نهاية اجتماعهم، اليوم، على البقاء في فيينا لمواصلة مفاوضات سيتم تكثيفها، وتشمل مستويات سياسية وفنية مختلفة.

من جهته، قال المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، قبيل انطلاق اجتماع اليوم إنه لا أحد يعرف ما إذا كانت هذه الجولة هي الأخيرة؛ لكن كل المفاوضين يأملون ذلك.

وأوضح أوليانوف مع ختام اجتماعات اليوم الأول من الجولة الجديدة أن الأطراف المشاركة أكدت رغبتها في التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.

المندوب الصيني في مفاوضات فيينا
المندوب الصيني اعتبر أن رفع العقوبات الأميركية عن إيران يمثل مفتاحا رئيسا في الحل المنشود (رويترز)

بدوره، اعتبر المندوب الصيني في مفاوضات فيينا، وانغ كون، أن رفع العقوبات الأميركية عن إيران يمثل مفتاحا رئيسا في الحل المنشود من مفاوضات فيينا، وأشار إلى أنه يجب التحرك في هذا الإطار.

موقف إيران

من جانبه، قال كبير المفاوضين الإيرانيين في مفاوضات فيينا، عباس عراقجي، إنه لا يتوقع التوصل إلى اتفاق في هذه الجولة.

واعتبر عراقجي -في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية- أن بلاده لا تستعجل التوصل إلى اتفاق، لكنها لا تضيع الوقت، بحسب تعبيره.

وشدد على أن المفاوضات غير مرتبطة بأي أحداث في البلاد وغير مرتبطة بالانتخابات، مؤكدا أن الوفد الإيراني سيواصل التفاوض حتى يحصل على ما يريد، لأن الزمن غير محدد بالنسبة له.

وكان كبير المفاوضين الإيرانيين استبق اجتماع اليوم بالقول إن ثمة قضايا أساسية ما زالت عالقة، ولا أحد يمكنه الجزم بما إذا كانت هذه الجولة ستكون الأخيرة. ووصف عراقجي العقوبات الأميركية بالإرهاب الاقتصادي.

ووفق مصادر دبلوماسية، تتركز نقاط الخلاف الرئيسة على مسألة العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، حيث تشترط طهران رفع كل العقوبات، التي أعادت الإدارة الأميركية السابقة فرضها بعد انسحابها من الاتفاق عام 2018، فيما ترغب الولايات المتحدة في الإبقاء على عدد من العقوبات، تقول إنها غير مرتبطة بالاتفاق النووي.

دعوة للمرونة

بدوره، حث وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، جميع الأطراف على إبداء المرونة في المحادثات حول الاتفاق النووي الإيراني مع انطلاق الجولة السادسة منها.

وقال ماس لـ"رويترز" (Reuters) "الأمر يتعلق بالمرونة والبراغماتية من جميع الأطراف المشاركة"، مضيفا أن "التسويف ليس في مصلحة أحد".

وتهدف المحادثات بين إيران والقوى العالمية إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد 3 سنوات من إبرامه، وأعاد فرض عقوبات أوقفت صادرات النفط الإيرانية، وردت طهران بتخفيض التزاماتها بالقيود المفروضة على برنامجها النووي بموجب الاتفاق.

وتدور الجولة الأحدث من المحادثات غير المباشرة حول كيفية امتثال الجانبين مجددا للاتفاق المعروف رسميا باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة".

وقالت الولايات المتحدة، أول أمس الخميس، إنها رفعت العقوبات المفروضة عن 3 مسؤولين إيرانيين سابقين وشركتين كانتا تتاجران في السابق في البتروكيميائيات الإيرانية، وهي خطوة وصفها مسؤول أميركي بأنها روتينية؛ لكنها ربما تظهر استعداد واشنطن لتخفيف العقوبات عندما يكون هناك ما يبرر ذلك.

وتراقب سوق النفط العالمية المحادثات عن كثب، إذ ستؤثر كميات النفط الإضافية على الأسعار.

المصدر : الجزيرة + وكالات