تايم: فيسبوك سمح لجماعة هندوسية متطرفة ببث خطابها ضد مسلمي الهند شهورا رغم حظرها

Hindu priests and supporters of the Vishva Hindu Parishad (VHP), a Hindu nationalist organisation, perform "havan" (traditional Hindu fire ritual) as part of a special prayer for a stone laying ceremony of the Ram Temple in Ayodhya
أتباع جماعة هندوسية متشددة في الهند يؤدون طقوسا دينية (رويترز)

قالت مجلة تايم (Time) الأميركية إن شركة فيسبوك تركت عشرات الصفحات التابعة لجماعة هندوسية متطرفة تبث خطابها المعادي للأقلية المسلمة في الهند شهورا، رغم أن الموقع حظر "دون إثارة ضوضاء أو نشر بيان" حسابات الجماعة الرئيسية في سبتمبر/أيلول الماضي بسبب انتهاكها سياساته.

وذكرت تايم -في تقرير مطول– أن الشركة لم تقم بإغلاق تلك الصفحات البالغ عددها 30 صفحة سوى في أبريل/نيسان الماضي، بعد أن كشفت المجلة أن تلك الحسابات التابعة لجماعة "ساناتان سانستا" (Sanatan Sanstha) الهندوسية المتطرفة التي يتابعها أكثر من 2.7 مليون شخص، ما زالت تعمل بكل حرية وتبث رسائلها المعادية للمسلمين.

وأكدت أن تلك الحسابات شاركت بانتظام منشورات تحض على الكراهية ومعلومات مضللة عن مسلمي الهند الذين تصورهم بأنهم "وحوش خضر ذوو مخالب طويلة".

ورأت تايمز أن الحضور الواسع لهذه الجماعة المتطرفة في الموقع الأزرق رغم قرار الحظر، يثير أسئلة عديدة حول مدى جدية الشركة في الوفاء بالتزامها باستئصال خطاب الكراهية والتحريض على العنف، خاصة في الهند التي تعد كبرى أسواقها.

Muslims pray for peace ahead of verdict on a disputed religious site in Ayodhya, inside a mosque premises in Ahmedabad
جماعة ساناتان سانستا المتطرفة تصور مسلمي الهند بأنهم "وحوش خضر ذوو مخالب طويلة" (رويترز)

ضغط سياسي

وتضيف المجلة أن هذه الواقعة نافذة لفهم كيفية تأثير الضغط السياسي على أساليب وطرق مراقبة ومتابعة فيسبوك، وغيرها من منصات مواقع التواصل للجماعات المتطرفة.

وتروّج الجماعة -بمقرها الرئيسي في غوا غربي الهند- في صفوف مريديها أيديولوجيا هندوسية متطرفة، حيث تتضمن تعاليمها مثلا أن العالم مقبل على حرب عالمية ثالثة قريبا، ستحمل معها "أوقاتا عصيبة" لن تنتهي إلا إذا تحولت الهند لدولة هندوسية كاملة.

وبقيت هذه الجماعة -التي وصفتها مؤسسة فريدوم هاوس (Freedom House) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، بأنها "جماعة متطرفة"- تحت مراقبة الشرطة الهندية منذ سنوات. وفي عام 2011، دعت وحدة مكافحة الإرهاب بولاية ماهاراشترا الهندية الحكومة المركزية لحظرها، لكن نداءها لم يلق أذانا صاغية من قبل السلطات.

وترتبط "ساناتان سانستا" بجماعة هندوسية متطرفة أخرى تعتبر "شقيقتها" في الفكر والمعتقد، وهي جماعة "جاناجاغروتي ساميتي" (Janajagruti Samiti)، ورغم أن كلتيهما غير منتسبتين رسميا لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، إلا أن العديد من المنشورات التي تشاركها صفحات هاتين الجماعتين تتوافق مع المشروع السياسي القومي الهندوسي للحزب، وفق المجلة.

وفي عام 2013، قال ناريندرا مودي، قبل أن يصبح رئيسا للوزراء، خلال مهرجان خطابي نظمته جماعة "جاناجاغروتي ساميتي"، إنه فخور بالعمل الذي تقوم به الجماعة.

مودي قال قبل أن يصبح رئيسا للوزراء إنه "فخور" بعمل جماعة جاناجاغروتي ساميتي الهندوسية المتطرفة (الأوروبية)

جهاد الحب

وبعدها بـ3 سنوات، دعا عضو البرلمان عن حزب بهاراتيا جاناتا خلال ذات المهرجان السنوي، إلى "التحرك ضد أولئك الذين يوغلون في ذبح الأبقار وجهاد الحب وتغيير دين الهندوس بالخداع"، وهي إشارات كلها تشير لمسلمي الهند، وتردد أصداء ركائز أساسية في فكر الحزب الحاكم.

وتؤكد المجلة أن شركة فيسبوك التزمت على الصعيد العالمي بمحاربة خطاب الكراهية على منصاتها وحظر أي مجموعات "تتبنى العنف منهجا أو تشارك في أعمال عنف"، لكن في الهند قد يعرض استهدافها للحكومة القومية الهندوسية الحاكمة طموحاتها التي تعادل مليارات الدولارات للخطر.

فقد أصبحت الحكومة الهندية مؤخرا تتبنى أكثر فأكثر نهجا "عقابيا" إزاء شركات التواصل الاجتماعي الكبرى، حيث حظرت الصيف الماضي منصة "تيك توك" الاجتماعية على مستوى البلاد، بعد خلاف جيوسياسي مع الصين.

وفي أبريل/نيسان، أمرت كلا من فيسبوك وتويتر بحذف أكثر من 50 منشورا وتغريدة تنتقد طريقة تعاملها مع جائحة كورونا. كما اقتحمت الشرطة الهندية في مايو/أيار الماضي مكاتب شركة تويتر بنيودلهي، بعد أن قامت الشركة بوضع عبارة "وسائط تم التلاعب بها" فوق تغريدات لأعضاء بحزب بهاراتيا جاناتا.

المصدر : تايم