سد النهضة.. وفد أميركي في السودان والكونغو تقدم مبادرة للحل وإثيوبيا تتمسك بموقفها

قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان إن بلاده تدعم التفاوض لإنهاء أزمة سد النهضة، كما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر لن تقبل المساس بأمنها المائي، بينما جددت إثيوبيا إصرارها على مواصلة التعبئة إذا لم يتم التوصل لاتفاق.

وأكد البرهان -خلال لقائه مع المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان في الخرطوم- ضرورة التوصل إلى اتفاق بين بلاده وكل من إثيوبيا ومصر بشأن قضايا الملء والتشغيل الخاصة بسد النهضة.

وأضاف البرهان أن السودان مستعد للتعاون مع إثيوبيا لحل قضاياها الداخلية.

وبشأن ما يجرى على الحدود بين السودان وإثيوبيا، أوضح البرهان للمبعوث الأميركي أن انتشار الجيش السوداني الأخير تم داخل الحدود السودانية، التي أقرتها إثيوبيا في عدد من المناسبات، وحددتها الاتفاقيات التاريخية.

ودعا البرهان الولايات المتحدة إلى الوقوف إلى جانب الحكومة السودانية، ومساندتها في مواجهة تحديات الفترة الانتقالية.

من جانبه، أكد المبعوث الأميركي أهمية السودان والقرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر بالنسبة للولايات المتحدة.

وأبدى فيلتمان تفهما عميقا لموقف السودان، مؤكدا أهمية قيادة المفاوضات تحت مظلة الاتحاد الأفريقي بإشراك المجتمع الدولي وتحسين الآلية التفاوضية.

وفي السياق، وصل فيليكس تشيسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي إلى الخرطوم، في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا.

وبحث تشيسيكيدي خلال لقائه مع البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك أزمة سد النهضة.

رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان (يمين) التقى المبعوث الأميركي إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان (مواقع التواصل)

وأعلنت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، السبت، أن رئيس الكونغو تقدم بمبادرة لحل أزمة سد النهضة بصفته رئيسا للدورة الحالية للاتحاد الأفريقي.

وأضافت أن المبادرة قيد البحث من الجهات المختصة بدون ذكر تفاصيل أكثر عن ماهيتها.

وأردفت "السودان يقف مع الحق الإثيوبي في تطوير إمكانياته والاستفادة من مياه النيل الأزرق وتطوير موارده، بدون إجحاف في حق الآخرين خاصة حقوق السودان ومصر".

وكانت وزيرة الخارجية السودانية ذكرت في تصريحات سابقة أن الرئيس تشيسيكيدي سيزور دول السودان ومصر وإثيوبيا لبحث قضية سد النهضة.

موقف مصر

من جهة أخرى، شدد السيسي على أن مصر لن تقبل المساس بأمنها المائي، ودعى إلى  ضرورة التوصل الى اتفاق قانوني ملزم وتجنيب المنطقة المزيد من التوتر وعدم الاستقرار.

وأوضح بيان للرئاسة المصرية أن السيسي تباحث مع الرئيس الكونغولي تطورات ملف سد النهضة في إطار المسار التفاوضي الذي ترعاه الكونغو الديمقراطية ومشاركة الشركاء الدوليين، سعيا للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن حول سد النهضة يراعي مصالح الدول الثلاث.

تعنت إثيوبي

في المقابل، أعلنت إثيوبيا أنها ستنجز عملية ملء سد النهضة في مرحلته الثانية في الموعد المقرر؛ لذلك حتى إن لم يتم توقيع اتفاق مع دولتي مصب النيل بشأن هذه التعبئة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، إن "بلاده قدمت كل المعلومات للسودان بشأن سد النهضة؛ إلا أن الخرطوم تحاول إثارة الإرباك عبر استمرار شكواها".

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية أن بلاده ستعمل على أن يكون هناك اتفاق بين الدول الثلاث حول ملء وتشغيل سد النهضة، مشيرا إلى أن عملية الملء الثاني جزء لا يتجزأ من بناء السد، وبالتالي فإنها ستتم كما حدث في عملية الملء الأولى العام الماضي.

وأضاف مفتي أن بلاده ملتزمة بالقواعد واللوائح، التي تحكم الأنهار العابرة للحدود، ومنها عدم إلحاق الضرر بدولتي المصب، داعيا -في مؤتمر صحفي- كلا من مصر والسودان لاستكمال المفاوضات عبر آلية الاتحاد الأفريقي؛ لأن في ذلك مكسبا للجميع.

وتصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، حتى لو لم تتوصل لاتفاق، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح السودان ومصر، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.

وتتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يحفظ منشآتهما المائية، ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، وهي 55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.

المصدر : الجزيرة + وكالات